نداء عربى عاجل من أجل وقف القتال فورا فى لبنان
١١ مايو ٢٠٠٨وجه مجلس جامعة الدول العربية فى دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية اليوم نداء عاجلا بالوقف الفورى "لأعمال القصف وإطلاق النار وكل أشكال ومظاهر العنف فى لبنان". ودعا المجلس فى بيان تلاه الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون السياسية أحمد بن حلى إلى "انسحاب المسلحين من مناطق التوتر وتسهيل مهمة الجيش اللبناني فى حفظ الأمن حقنا للدماء".
ووجه مجلس الجامعة العربية هذا النداء بناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى بالوكالة طارق مترى رئيس وفد لبنان فى الاجتماع والذى أطلع المجلس على تصاعد الاشتباكات فى جبل لبنان ومناطق أخرى من وفد لبنان.
وجاء هذا التطور بعد أن احتدم القتال بين مقاتلين شيعة موالين لحزب الله المعارض وأنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المؤيد للتحالف الحكومي شرقي العاصمة اليوم في استمرار لأسوأ عنف داخلي منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
ودارت المعارك في عاليه البلدة الواقعة في جبل لبنان المطلة على بيروت والقرى المجاورة في اخر جولة عنف بين أنصار حزب الله المدعوم من سوريا وإيران ومؤيدي التحالف الحكومي المدعوم من الولايات المتحدة. وقالت مصادر أمنية أن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 12 آخرون في القتال ليصل عدد القتلى خلال خمسة ايام من القتال في لبنان الى 49 قتيلا إضافة الى سقوط 140 جريحا.
مقترحات جديدة لنزع فتيل الأزمة اللبنانية
وكانت مصادر دبلوماسية في القاهرة قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن وزراء الخارجية العرب يناقشون مقترحات جديدة لاتخاذ إجراء عاجل لنزع فتيل الأزمة اللبنانية التي تصاعدت حدتها في الأيام الأخيرة لكنهم يرفضون إدانة تصرفات حزب الله التي أدت إلى اندلاع أعمال العنف.
وقال دبلوماسيون عرب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "الوزراء التقوا قبل الاجتماع خلف أبواب مغلقة وناقشوا مجموعة من الخطوات السريعة والمحددة لإبعاد شبح الحرب الأهلية عن لبنان".
وغاب عن الاجتماعات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي تتحالف بلاده مع المعارضة بقيادة حزب الله. وأوضحت المصادر أنه بالرغم من إغلاق مطار بيروت إلا أن طارق متري توجه إلى قبرص على متن مروحية عسكرية ومنها إلى القاهرة لحضور الاجتماعات. وناقش الوزراء العديد من المقترحات. وقالت المصادر إن فكرة تشكيل لجان وزارية عربية "غير منحازة" لإجراء اتصالات مع مختلف الأطراف اللبنانية لاقت استحسانا.
يذكر أن هذه الفكرة من بنات أفكار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو سياسي شيعي متحالف مع حزب الله. واقترح بعض الوزراء انضمام شخصيات دولية مقبولة لدى الفرقاء اللبنانيين إلى اللجان المقترحة لضمان التعاون الدولي في حل الأزمة.
قوة لحفظ السلام من دول إسلامية؟
وينظر بري وحزب الله بعين الريبة إلى مبادرة تبنتها الجامعة العربية لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان واعتبروها منحازة للائتلاف الحاكم. وطرحت مصر فكرة إرسال قوة لحفظ السلام من دول إسلامية وعربية لاستعادة الأمن وتجنب الدخول في حرب أهلية إلى لبنان. لكن الدبلوماسيين العرب يعتقدون أن من غير المحتمل أن يفوز الاقتراح بأي دعم في الاجتماع.
وقالت المصادر إن وزيري خارجية السعودية ومصر وهما بلدان يدعمان الائتلاف الحكومي في لبنان طالبا نظرائهما خلال الاجتماع بإدانة حزب الله الذي سيطرت عناصره على بيروت الغربية أمس الأول الجمعة. لكن العديد من الوزراء رفضوا الطلب السعودي المصري على خلفية أن أي إدانة عربية ستعقد الوضع في لبنان وتزيد من حدة التوتر.