نزاعات وخلافات تطغى على قمة أردوغان وبايدن المرتقبة
١١ يونيو ٢٠٢١
يجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين في أول لقاء له بالزعيم التركي منذ توليه السلطة لينهي بذلك انتظار أردوغان الذي استمر خمسة أشهر، ما سلط الضوء على العلاقات الفاترة بين البلدين.
إعلان
يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المقررة في 14 يونيو/حزيران الجاري، حيث سيلتقي العديد من الزعماء في مقدمتهم نظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش القمة. ويتعين على الزعيمين التطرق إلى عدة نزاعات تعود معظمها إلى الفترة التي سبقت وصول بايدن للسلطة في يناير/ كانون الثاني وكانت سببا في توتر العلاقات لسنوات بين البلدين الحليفين.
اضطر أردوغان إلى الانتظار ثلاثة أشهر بعد تنصيب بايدن قبل أن يتصل به الرئيس الأمريكي للمرة الأولى. ولم تحمل المكالمة التي جرت في أبريل/ نيسان أنباء سارة، إذ أبلغ بايدن أردوغان أنه سيعترف بأن المذابح التي استهدفت الأرمن عام 1915 فيما يعرف الآن بتركيا إبادة جماعية، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.
وبالنسبة للرئيس التركي، الذي كان يعول على علاقة شخصية وثيقة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لحل الأزمات، كان النهج الجديد من البيت الأبيض، الذي اتسم بالفتور وكثرة الانتقادات، محبطا.
منظومة الدفاع الصاروخي
وقبل اجتماع يوم الاثنين في بروكسل، حيث سيتطرق أردوغان إلى الخلافات التي تتراوح بين شراء تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، أسلحة روسية والدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي تعتبره أنقرة فرعا لـ"حزب العمال الكردستاني" الذين تصنفه أنقرة على أنه "إرهابيا"، قال الرئيس التركي إن العلاقات مع البيت الأبيض في عهد بايدن باتت أكثر توترا مما كانت عليه في عهد أي رئيس أمريكي في العشرين سنة الماضية.
وقال أردوغان في مقابلة في أوائل حزيران/يونيو: "سنسأله بالطبع عن سبب توتر العلاقات الأمريكية التركية" مضيفا أنه عمل مع ثلاثة رؤساء سابقين و"لم يواجه مثل هذا التوتر معهم".
وسيتصدر قائمة الخلافات في محادثاتهما على هامش قمة حلف الأطلسي شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس -400. وتقول واشنطن إن صواريخ إس -400 ستعرض دفاعات طائرات إف-35 الأمريكية الشبح للخطر إذا تم نشرها بجانبها. وشطبت تركيا من برنامج الطائرات وألغت طلب أنقرة للحصول على مئة طائرة وتسعى لاستبدال الشركات التركية التي كانت تصنع مكونات الطائرات. وتريد تركيا أكثر من مليار دولار تعويضا.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولي صناعة الدفاع الأتراك بسبب صفقة إس -400. ورفض المسؤولون الأتراك المخاوف الأمريكية، وقالوا إنهم سيحتفظون بالمعدات ودعوا إلى فحص مشترك للقضية.
وأثار دعم واشنطن لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية السورية في سوريا غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات منظمة إرهابية. نفذت القوات التركية ثلاثة توغلات في شمال سوريا منذ عام 2016 لإبعاد الوحدات عن الحدود.
مطالب تركية
تطالب تركيا الولايات المتحدة بتسليم رجل الدين فتح الله غولن التي تقول إنه العقل المدبر لانقلاب عسكري فاشل ضد أردوغان في عام 2016. يقول مسؤولون أمريكيون إن المحاكم تحتاج أدلة كافية لتسليم الرجل المسن الذي نفى أي دور له في الانقلاب الفاشل.
واتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الولايات المتحدة بأنها وراء الانقلاب الفاشل وهو اتهام تنفيه واشنطن تماما.
وبعد محاولة الانقلاب، شنت السلطات التركية حملة صارمة استمرت نحو خمسة أعوام. ودخل السجن أكثر من 91 ألف فرد كما قررت السلطات إقالة أكثر من 150 ألفا من وظائفهم أو تعليق أعمالهم بتهمة ارتباطهم بغولن.
وكان أردوغان قداتهم الرئيس الأمريكي الشهر الماضي "بكتابة التاريخ بأياد ملطخة بالدماء" بعدما وافق بايدن على صفقة أسلحة لإسرائيل خلال صراعها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة. ونددت الولايات المتحدة ببعض تصريحات أردوغان خلال الصراع ووصفتها بأنها معادية للسامية ومنها وصفه للإسرائيليين "بقتلة الأطفال".
ع.أ.ج/ خ.س (رويترز)
الولايات المتحدة وتركيا - حلفاء في الناتو ولكن...
تدهورت العلاقات التركية الأمريكية رغم استضافة الرئيس الأمريكي ترامب "صديقه" الرئيس التركي أردوغان بواشنطن في أيار/ مايو الماضي. ملف صور يسلط الضوء على تفاصيل تدهور العلاقات بين البلدين، في تطورٍهو الأسوأ خلال خمسة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa,AP
ايماءات ودية تعوم على بحرٍ من خلافات
استقبل الرئيس الأمريكي نظيره التركي يوم 16 أيار/ مايو من العام الجاري في مكتبه بواشنطن، حيث أكد الرئيسان أن "علاقتهما كبيرة" وستتجه نحو "الأفضل". بدوره، هنأ أردوغان ترامب بفوزه الأسطوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. ثم اشتكى بمرارة من تسليح واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية، مدعيا أن إدراجها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا يوفر غطاء لنزعتها الانفصالية.
صورة من: Reuters/K.Lamarque
العراك يصبح أمرا مزعجا
17 أيار/ مايو. نشرت إذاعة صوت أمريكا (Voice of America) فيديو يظهر هجوم حراس أردوغان الشخصيين على متظاهرين أكراد قرب مقر السفارة التركية بواشنطن في نهاية زيارة الرئيس التركي إلى الولايات المتحدة. وبعد شهر من مغادرة أردوغان ووالوفد المرافقة له، أصدرت السلطات الأمريكية أمرا بالقبض على 12 من حراسه. وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون اعتبر إن الاعتداءات خرق لحرية التعبير.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Voice of America
الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب
15 تموز/ يوليو. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (في الوسط) وزوجته أمينة (على اليسار) ورئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان (على اليمين) يتذكرون محاولة الانقلاب الفاشلة التي اسفرت عن مقتل نحو 250 شخصا بمن فيهم إرول إلكوك مدير حملة أردوغان. وشهدت تركيا بعد الانقلاب حملة اعتقالات طالت نحو 50 الف شخص بتهمة ارتباطهم برجل الدين التركي المستقر في امريكا فتح الله غولن.
صورة من: picture-alliance/abaca/M. Cetinmuhurdar
تركيا "متضايقة" من تسليح الولايات المتحدة لميليشيات كردية
23 آب/ أغسطس. زار وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أنقرة في الوقت الذي يؤكد فيه البنتاغون على التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية و"الحوار الصادق" بين البلدين. وأعلن أردوغان لوسائل الإعلام التركية بأن أنقرة ستحبط أي محاولة تقوم بها وحدات حماية الشعب الكردية لإقامة "ممر إرهابي" في شمال سوريا وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
القس الأمريكي لايزال معتقلا
24 آب/ أغسطس. أصدرت تركيا أمرا جديدا بتجديد اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون المقيم في تركيا والمحتجز منذ أواخر عام 2016. وتقول صحيفة "صباح" الموالية للحكومة إن برونسون يواجه اتهامات بمحاولة الإطاحة بالبرلمان والتجسس. وفي 29 أيلول/ سبتمبر، قدم أردوغان عرض مقايضة برونسون بغولن. لترد عليه وزارة الخارجية الأمريكية مرة أخرى بدعوتها لإطلاق سراح القس.
صورة من: epc.org
تركيا تعتقل موظفاً في القنصلية الأمريكية
4 تشرين الأول/ أكتوبر. اعتقلت السلطات التركية أحد موظفي القنصلية الأمريكية في إسطنبول، وهو التركي متين طبوز، المتهم بتورطه في دعم تنظيم الداعية والمعارض التركي فتح الله غولن، الذي تعتبره أنقرة مدبرا أساسيا لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في منتصف يوليو عام 2016. الولايات المتحدة ابدت استياءها البالغ لاعتقال الموظف المذكور وهو الاعتقال الثاني لموظف في السفارة منذ آذار/ مارس المنصرم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Elden
الولايات المتحدة وتركيا تعلقان خدمات منح التأشيرات بينهما
8 - 9 تشرين الأول/ أكتوبر. قررت السفارة الأمريكية في أنقرة، تعليق إصدار التأشيرات لمواطني تركيا، احتجاجا على اعتقال موظف تركي بالقنصلية الأمريكية في إسطنبول الأسبوع الماضي. في المقابل أعلنت السفارة التركية بواشنطن تعليقها إجراءات منح التأشيرات للأمريكيين من جميع البعثات الدبلوماسية التركية في الولايات المتحدة.DW