1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نساء سعوديات يكسرن القيود ويتجولن في الرياض دون عباءة

١٢ سبتمبر ٢٠١٩

ببطء، تكسر المرأة السعودية قيود فرضت عليها لعقود طويلة. بعض نساء السعودية يتجولن في الرياض من دون عباءة، والحجة "لو كانت العباءة مرتبطة بالدين لكنّا رأينا كل السعوديات خارج المملكة بالعباءة والنقاب".

Saudi-Arabien Frauen meiden Abaya-Robe mit Vollverschleierung
مشاعل الجالود، توقفت عن ارتداء العباءة تماما، وهي واحدة من بين عدد محدود من السعوديات فقط أقدمن على ذلك.صورة من: AFP/F. Nureldine

جذبت امرأة سعودية الأنظار إليها بعدما دخلت من دون عباءة مجمعا تجاريا في عاصمة السعودية الرياض. وفي بلد ينظر فيه إلى العباءة على أنّها رمز للاحتشام، ألمح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العام الماضي إلى تغيير محتمل في مسألة فرض ارتداء العباءة في الأماكن العامة، بعدما قال إنّ احتشام المرأة لا يعني لبسها لها. إلا أن النساء في المملكة واصلن ارتداءها كونه لم يصدر أي مرسوم حكومي بذلك.

واحتجت بعض النساء على هذا القيد، في خطوة نادرة في المملكة، حيث نشرن صورا على وسائل التواصل الاجتماعي وهن يرتدين العباءة بالمقلوب. وعمدت أخريات في الفترة الأخيرة إلى ترك العباءة مفتوحة من الجهة الأمامية، واختيار عباءات مطرّزة وملونة بدل تلك السوداء.

أما مشاعل الجالود، فقد توقفت عن ارتداء العباءة تماما، وهي واحدة من بين عدد محدود من السعوديات فقط أقدمن على ذلك. وفي مشهد غير مألوف في المملكة، سارت الشابة (33 عاما) في المجمع التجاري في الرياض وهي ترتدي قميصا برتقاليا وسروالا فضفاضا. وبينما تركزت أنظار الزوار عليها، وبينهم نساء ارتدين العباءة السوداء وغطين رؤوسهن، ظن البعض أنّها فنانة مشهورة، فسألتها امرأة "هل أنتِ مشهورة؟ هل أنتِ عارضة أزياء؟".

ورغم أن عدم ارتداء العباءة في الأشهر الأخيرة لا يزال أمرا محدودا جدا في المملكة، إلا أنّه يشير إلى رغبة في دفع الحريات الاجتماعية قدما في الوقت الذي تشهد فيه السعودية حملة انفتاح كبرى.

وتقول مناهل العتيبي (25 عاما) لوكالة فرانس برس "منذ أربعة أشهر، منذ أن جئت إلى الرياض، وأنا لا أرتدي العباءة". وأضافت "أعيش مثلما أريد، أتصرف بحرّية، ليست مقيّدة، لا يُفرض عليّ لباس لست مقتنعة به".

وفي العقود الماضية، فرضت الشرطة الدينية في المملكة، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العباءة على النساء من السعوديات وغيرهن، ولاحقتهن في الأماكن العامة للتأكد من تقيدهن بذلك. وشهدت العقود الأخيرة فرض العباءة بالقوة على نساء المملكة.

مناهل العتيبي تقول: "منذ أربعة أشهر، منذ أن جئت إلى الرياض، وأنا لا أرتدي العباءة". صورة من: AFP/F. Nureldine

وتقلّصت في السنوات الأخيرة سلطة الشرطة الدينية، لكن الجالود تخشى رغم ذلك أن يثير عدم ارتدائها للعباءة حفيظة متشددين في ظل عدم وجود قوانين حاسمة في هذا الشأن. وقالت "ليست هناك قوانين واضحة، ولا حماية. قد أتعرض للخطر أو أتعرض لاعتداء من قبل المتطرفين دينيا لأنني أسير من دون عباءة".

"العباءة ليست فرضا"

وفي تموز/ يوليو الماضي، نشرت الشابة تسجيلا مصورا على تويتر أوضحت فيه أنّ مجمّعا تجاريا آخر في الرياض منعها من الدخول بسبب عدم ارتدائها للعباءة. وكتبت في تغريدة "تم منعي من دخول (...) بلبس محتشم وشكرا".

وذكرت الشابة التي كانت ترتدي قميصا أبيض وسروالا أسود، أنّها حاولت إقناع الحراس بالسماح لها بالدخول، عبر عرض مقابلة للأمير محمد قال فيها إن العباءة ليست فرضا على النساء، لكنهم لم يقتنعوا.

ورد المجمّع التجاري على تغريدتها بالقول في حسابه بتويتر "أهلا عزيزتي مشاعل .. نعتذر منك يمنع دخول المول المخالفين للآداب العامة وحياك الله بأي وقت".

كما اعتبر فرد من العائلة الحاكمة هو الأمير سطام بن خالد آل سعود أن مشاعل "باحثة عن الشهرة".

وكتب في تويتر "الباحثون عن الشهرة وأمثالها كثيرون. ما حدث (...) من تصرف غير مبرر قامت به إحدى الفتيات بالذهاب إلى المول بدون عباءة هو عمل مستفز لا يقبله أحد".

وزارة العمل: على الموظفة أن "تلتزم بالحشمة في زيها، وإذا كان للمنشأة زي خاص فيجب أن يكون محتشماً وساترا".صورة من: Reuters/S. Salem

 وأشارت الشابة إلى أنّها واجهت مضايقة في أحد محلات بيع المواد الغذائية عندما تقدّمت منها امرأة وهددتها بالاتصال بالشرطة. وتصر مشاعل على عدم ارتداء العباءة في الأماكن العامة، لكنّها مضطرة لارتدائها في مكان عملها، نظرا لأن القانون يفرض على الموظفات لباسا معينا.

ومن ضمن "ضوابط عامة لتشغيل النساء" وضعتها وزارة العمل، فإن على الموظفة أن "تلتزم بالحشمة في زيها، وإذا كان للمنشأة زي خاص فيجب أن يكون محتشماً وساترا".

ومنذ تسلم الأمير محمد منصب ولي العهد في 2017، تحرّرت المملكة من العديد من القيود المتشددة، فسمح للنساء بقيادة السيارات، وبدخول ملاعب كرة القدم، وأعيد فتح دور السينما، وأقيمت حفلات موسيقية عربية وغربية صاخبة.

ويشعر العديد من الشباب السعوديين الراغبين بحريات أكبر، بأنهم يخوضون صراعا مع المتشدّدين القلقين من تبعات الإصلاحات التي يرون في بعضها خطوات لا تتلاءم مع تعاليم الإسلام.

وقالت مشاعل "هي (العباءة) عُرف و ليست مرتبطة بالدين. لو كانت مرتبطة بالدين لكنّا رأينا كل السعوديات خارج المملكة بالعباءة والنقاب".

ع.خ/ ح.ز (ا ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW