نساء مسلمات يوقدن الجدل في فرنسا بشأن ارتداء الـ"بوركيني"
٢ يوليو ٢٠١٩
على منوال البرقع والحجاب، اندلع جدل في فرنسا بشأن ارتداء الـ"بوركيني" في المسابح العمومية، على خلفية حادثة وقعت قبل أسبوع، أغلقت على إثرها بلدية مدينة غرونبوبل حمامي سباحة بسبب خلاف حول "لباس السباحة الإسلامي".
إعلان
نهاية الأسبوع الماضي، قامت مجموعة من النساء في غرونوبل الفرنسية بوقفات أمام مداخل المسابح لمناقشة الرواد حول ارتداء "البوركيني" في المسابح الفرنسية. والسيدات العازمات على مواصلة وقفاتهن في الأسابيع القادمة، يطالبن بمنع حظر "البوركيني" في المسابح كما تقتضي بذلك القوانين الداخلية لبعض المسابح. وتلقت هذه المجموعة من قبل جمعية "Alliance citoyenne" الاتحاد المدني التابع لجمعيات المجتمع المدني، وفق الوكالة الكاتوليكية الألمانية.
ويأتي ذلك وسط جدل حول "البوركيني" انطلق حين أعلن رئيس بلدية مدينة غرونوبل إغلاق حمّامي سباحة تابعين للبلدية بالرغم من موجة الحر التي تجتاح البلاد، وذلك إثر خلاف حول ارتداء الـ"بوركيني" الذي يغطي كامل الجسم بين نساء كن يرتدينه وبين رواد المسبح. ويعتبر كثيرون هذا اللباس عامل اخضاع للمرأة في بلد ذي قوانين صارمة بشأن العلمانية.
كما أن اليمين المتطرف يروجه على أنه أحد رموز "أسلمة" أوروبا. وسارع سياسيون يمينيون متطرفون للتعبير عن معارضتهم للبوركيني مشددين على ضرورة حظره، وذلك في اليوم التالي للواقعة في غرونوبل. ونشر أريك سيوتي، العضو في البرلمان عن الحزب الجمهوري اليميني، على تويتر أن البوركيني "ليس له مكان في فرنسا حيث توجد مساواة بين الرجل والمرأة".
يذكر أن القانون الفرنسي لا يحظر ارتداء "البوركيني"، إلا أن كل مسبح يمكن له وضع قواعد ارتياد خاصة به. وكانت فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الدولة الغربية الأولى التي حظرت الحجاب الكامل في الأماكن العامة عام 2011. وأيّدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الحظر عام 2014، رافضة الحجج بأن منع الحجاب الذي يغطي كامل الوجه انتهاك للحرية الدينية.
من جهته، دعا الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب ووزيرة العدل نيكول بيلوبي النساء إلى احترام القواعد المعمول بها في المسابح. كما أن عمدة بلدية غرونوبل إيريك بيول من حزب الخضر، أكد أنه لا توجد أية نية لتغيير القوانين المعمول بها هذا الصيف، مشددا على ضرورة قيام الحكومة بتحديد نوعية اللباس المسموح به في المسابح العامة.
لباس البحر للمرأة بين "التحرر" و"الاحتشام"
02:09
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / ك.ن.أ)
البوركيني.. رمز سياسي أم مزيد من الحرية للمرأة المسلمة؟
منذ ظهوره في أستراليا والبوركيني يسبب جدالا كبيرا، حتى في الدول العربية والإسلامية. السيدة التي صممته تقول إنها أرادت رفع قيود عن أشخاص، كانت تفرض عليهم بداعي التعفف. لكن هناك من يراه "زيا للمتشددين الإسلاميين"
صورة من: Privat
البداية من أستراليا
في عام 2004 صممت اللبنانية الأصل عايدة مسعود زناتي، المقيمة في أستراليا، لباسا للمرأة المحجبة، التي تمارس الرياضة عموما، أطلقت عليه اسم "بوركيني" والجمع "بوركينات"، حسب عايدة (49 عاما)، التي كانت تعمل سابقا مصففة للشعر. والاسم مشتق من "برقع" و "بيكيني" وسجلته باسمها تجاريا عام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
"ثقافة أسترالية حرمت منها"
وقالت مصممة البوركيني لقناة العربية في دبي إنها جربته بنفسها وارتدته لأول مرة وذهبت فيه إلى البحر، "ولأول مرة اختبرت هذا الشعور الرائع بالسباحة وبالحرية." وتابعت الأم لثلاثة أولاد، "ركوب الأمواج والشمس تمثل جزءاً من الثقافة الأسترالية، ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي."
صورة من: Getty Images/M. King
تسبب في مشاكل منذ بدايته
انتشر البوركيني بسرعة بين المسلمات في سيدني ثم بقية مدن أستراليا، ووقعت في البداية أعمال شغب بسببه على شاطئ كرونولا بسيدني بين شبان من أصول شرق أوسطية وأستراليين، وقد تسبب ذلك في صدمة في أستراليا. غير أنه منذ عام 2007 أصبح الزي الرسمي للمسلمات اللاتي يعملن في مجال الإنقاذ بالشواطئ والمسابح.
صورة من: Privat
مكاسب مادية وانتشار في العالم
يتكون البوركيني من ثلاث قطع غالبا: غطاء للرأس وفستان قصير وسروال، ويصنع من الألياف الصناعية التي تتسم بالمرونة. وتختلف الألوان والرسومات عليه لتناسب الموضة. وانتشر من أستراليا إلى أوروبا والشرق ليكون مصدر دخل كبير فثمنه أغلى بكثير من ملابس السباحة العادية، لكنه أثار الجدال حتى في الدول الإسلامية نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
مشاكل في بلاد مسلمة
في مصر مثلا ، مُنعت سيدات من نزول حمامات السباحة بالبوركيني في منتجعات بالبحر الأحمر والمتوسط. وأرسلت "الغرفة الفندقية" خطابا في أول أغسطس/ آب 2017 يحظر على جميع المنشآت الفندقية منع المحجبات من نزول حمام السباحة بالمايوه المغطي للجسم بالكامل "الشرعي"، وفي حالة وجود أكثر من حمام سباحة بالفندق يتم تخصيص أحدها للسيدات المحجبات، حسب موقع مصراوي
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
المشكلة الكبرى في فرنسا
انتشر البوركيني في فرنسا بسرعة، وفي يوليو/ تموز 2016 بدأت بلدات هناك في حظره في الأماكن العامة، وتغريم من تخالف، حيث اعتبروه رمزا دينيا يخالف علمانية فرنسا. وجاء هذا المنع في ظل ظروف الخوف من الإرهاب "الإسلاموي" بعد تعرض البلاد لاعتداءات جبانة، ومنها قيام شخص من أصول تونسية في نفس الشهر بدهس محتفلين بالعيد الوطني في نيس فقتل 86 شخصا وجرح 400 تقريبا. لكن القضاء أوقف حظر نيس للبوركيني من بعد.
صورة من: Reuters
مصريتان بالبوركيني في الأولمبياد
وبينما كان هناك حظر في فرنسا، شاهد العالم كله في أولمبياد ريو دي جانيرو أغسطس/ آب، المصرية دعاء الغباشي وزميلتها ندى معوض في مباراة لكرة الطائرة الشاطئية أمام لاعبتين ألمانيتين بالبوركيني ما أثار انتباه العالم. وعلقت اللجنة الأولمبية الدولية على السماح لهما بارتداء البوركيني بأن الرياضة للجميع أيضا حتى المسلمات، ولا يجب حرمانهن منها بسبب اللبس.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/L. Oleniuk
مع البوركيني – ضد البوركيني
مصممة البوركيني نفسها قالت إنها صممته "لإعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها." لكن حينما منعت بلدات فرنسية البوركيني كان بعض السياسيين هناك يعتبرونه لباسا "يخالف النظام العام، وزيا للمتطرفين المسلمين." واعتبره البعض ليس جيدا من الناحية الصحية. رغم ذلك هناك من يفضل ارتدائه لأسباب غير دينية، منها الحماية مثلا من أشعة الشمس الضارة أو خوفا من لسعات قنديل البحر.