نسور قرطاج تتطلع إلى خضيرة وعين خضيرة على المانشافت
صلاح شرارة
٢١ نوفمبر ٢٠١٧
صعدت تونس لكأس العالم بعد غياب 12 عاماً. والآن يحاول المدرب نبيل معلول جلب لاعبين من خارج تونس، ولذلك وجه دعوة رسمية لراني، الشقيق الأصغر لسامي خضيرة. فهل يقرر راني انتظار دعوة يوآخيم لوف ويرفض دعوة معلول؟
إعلان
ليست هذه المرة الأولى التي يطلب فيها الاتحاد التونسي لكرة القدم من الألماني ذي الأصول التونسية راني خضيرة الانضمام إلى تشكيلة نسور قرطاج. فبناء على ما ذكرت صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" كانت هناك في ربيع 2015 مساعٍ لضمه لمنتخب تونس، غير أن اللاعب (23 عاماً)، الذي كان يلعب آنذاك مع ريد بول لايبزيغ في دوري الدرجة الثانية رفض الانضمام إلى منتخب بلد والده لزهر خضيرة.
لزهر خضيرة، مواطن تونسي بسيط تعرف في مدينة الحمامات السياحية على المواطنة الألمانية "دوريس"، فتعلق قلبه بها وجاء إلى شتوتغارت بألمانيا وتزوجها وانجبا ثلاثة أولاد، أكبرهم سامي نجم يوفنتوس ومنتخب ألمانيا، ثم ديني، الذي اختار طريق الحياة الأكاديمية، ثم راني، الذي يلعب حالياً بخط وسط فريق أوغسبورغ، ويؤدي معه بشكل جيد.
نبيل معلول يريده؟
الآن الموقف يختلف عن 2015، إذ صعد المدرب التونسي نبيل معلول بمنتخب بلده إلى مونديال روسيا 2018، ويحاول أن يكسب في تشكيلته لاعبين من خارج تونس؛ ولذلك تحدث أيضاً مع معز بن حسان (22 عاماً)، حارس مرمى فريق نيس الفرنسي، المعار حالياً لفريق "شاتيرو" بالدرجة الثانية.
وقدم الاتحاد التونسي لكرة القدم طلباً رسمياً الآن إلى راني خضيرة، لكن اللاعب يريد أن يثبت نفسه أولاً في فريقه الجديد، الذي انتقل إليه هذا الموسم، بعد موسم من الإصابات في لايبزيغ وقال لمجلة كيكر "لم أقرر في الأمر بعد، وأريد أن أضع قدمي أولاً في البوندسليغا وأطور من نفسي. أريد بداية أن ألعب المباريات العشرة المقبلة (في البوندسليغا) ثم يمكننا في وقت ما في الربيع (القادم) الجلوس سوياً لنرى إذا ما كان الأمر يناسب الجانبين".
أسباب أخرى تجعله في حيرة
وصحيح أن راني لم يقرر الآن لكن يبدو الأمر مختلفاً عن 2015 عندما رفض اللعب لمنتخب تونس آنذاك. فربما كان يضع في باله عند رفضه أنه سيلعب لـ"المانشافت"، فقد سبق له، منذ عام 2009 اللعب لمنتخبات ألمانيا للناشئين في فئات عمرية مختلفة، آخرها لمنتخب تحت 19 عاماً، في عام 2013.
فهل ما زال لدى راني طموح في أن يستدعيه المدرب يوآخيم لوف، فيعتذر لنبيل معلول؟ الحقيقة هي أن هناك أيضاً أسباب أخرى لديه للتفكير جدياً في المسألة. فقد قال لمجلة كيكر: "أنا لا أتحدث العربية أو الفرنسية، ولا أعرف أي لاعب هناك (في تونس)، فالأمر بالنسبة لي مختلف تماماً". وتابع لاعب خط الوسط، الذي وجد نفسه الآن في أوغسبورغ "يجب أن أكون قادرا على مساعدة البلد (تونس). وأن تكون هي قادرة على مساعدتي، وإذا لن يكون لذلك وجود فلا حاجة للمرء أن يفعل هذا الشيء لأنه سيصبح بلا فائدة".
وتقول "أوغسبرغر ألغماينه" إن راني مازال يسكن مع والديه في منزلهما في أوفينغن بالقرب من شتوتغارت، غير أن العائلة لها الكثير من الأهل في تونس ولا شك أن مشاركة المنتخب التونسي في مونديال روسيا ستفرح الجميع هناك.
وإذ انضم راني فعلا لمنتخب تونس سنشاهد شقيقين في البطولة، سامي مع المانشافت وراني مع نسور قرطاج، وهي مسألة تستحق المتابعة، خصوصاً لو التقيا مثلما حدث بين الأخين غير الشقيقين كيفين برينس وجيروم بواتينغ في مونديال جنوب إفريقيا.
صلاح شرارة
في صور: تميز كروي وسخاء كبير - مشاهير وأعمالهم الخيرية
هم لاعبون سطع نجمهم في عالم كرة القدم وصنعوا تاريخا: ليس فقط بنجاحاتهم الكروية بل أيضا بأعمالهم الخيرية. جولة بالصور لبعض مشاهير الملاعب وأنشطتهم في مجال الأعمال الخيرية.
صورة من: picture alliance/dpa/S.McNeil
تألق نجم مسعود أوزيل ليس كلاعب كرة قدم في صفوف منتخب ألمانيا والعديد من الأندية فقط، بل أيضا كناشط في مجال الأعمال الخيرية، التي لا تعد. كانت آخرها زيارته إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، حيث وزع كرات وملابس رياضية على الأطفال للفت أنظار العالم إلى معاناة هؤلاء. وقبلها كان أوزيل قد حصل على جائزة لاريوس للأعمال الخيرية، حيث كان مول عمليات جراحية معقدة لـ23 طفلا في البرازيل خلال مونديال 2014.
صورة من: picture alliance/dpa/S.McNeil
لطالما وُصف لاعب المنتخب الألماني سامي خضيرة من قبل مدربه يواخيم لوف بـ"الصخرة الصامدة التي لا تحركها الأمواج مهما كانت عاتية"في إشارة إلى دوره في لم شمل لاعبي المنتخب حوله. وصف يبدو أن لوف محق فيه، على الأقل وفق حكومة ولاية بادن فورتنبيرغ الألمانية التي منحت اللاعب التونسي الأصل قبل أسابيع وسام الاستحقاق تكريما لجهوده في دعم الاندماج ومساعدة الضعفاء اجتماعيا داخل الولاية التي ولد وترعرع فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gilliar
على الرغم من أن اللاعب التونسي الأصل والألماني المولد والمنشأ أنيس بن حتيرة، والذي يشغل خطة لاعب وسط في صفوف آينتراخت فرانكفورت، لا يزال يواجه صورة "الفتى المشاغب" نظرا لاندفاعه أحيانا، إلا أنه من أكثر الرياضيين دعما للنشاطات الاجتماعية ماديا ومعنويا، حيث أنه كان مثلا من أول من زار مآوي اللاجئين لتقديم يد المساعدة. أعماله الخيرية المتعددة جلبت له جائزة لاوريوس العالمية للرياضيين المتميزين.
صورة من: picture-Alliance/Tagesspiegel/K. U. Heinrich
بلا شك فإن اللاعب الفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيما من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل. رغم تألقه في صفوف المنتخب الفرنسي، إلا أنه منع من المشاركة معه في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة لتورطه في قضية ابتزاز لأحد زملائه. لكن يبدو أن بنزيما يظل من الرياضيين الناشطين في مجال الأعمال الخيرية، الأمر الذي جلب له العام الماضي جائزة من إحدى المنظمات الكروية الشهيرة في فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Horcajuelo
بلا شك فإن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من أكثر الشخصيات الرياضية شهرة في العالم وكذلك أكثرها إثارة للجدل. البعض يرى فيه شخصية مغرورة، والبعض الآخر يعشقه بلا حدود. لكن الأكيد أنه أحد أكثر المشاهير سخاء في دعم المشاريع الخيرية سواء بوطنه أو خارجه، حيث كان مثلا تبرع بـ1,5 مليون يورو لبناء مدارس في قطاع غزة. ولايقتصر هذا الدعم على المال فحسب، بل إن رونالدو مواظب أيضا على التبرع بدمه بشكل دوري.
صورة من: picture-alliance/CITYPRESS 24
ربما هي مجرد لفتة رمزية لا أكثر، لكنها رسمت الابتسامة على مُحيا الصبي الأفغاني مرتضى أحمدي الذي كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت الربيع الماضي صورته وهو يرتدي كيسا من البلاستيك بلوني العلم الارجنتيني مع اسم نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي. الأخير أرسل إليه - عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف- بقميصين وكرة يحملون توقيعه. وهاهو يقف مرتديا قميصا موقعا من ميسي أمام عدسات الكاميرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Unicef/Mahdy Mehraeen
يبدو أن هذه الفترة من الفترات الحالكة التي يمر بها معشوق الجماهير ليونيل ميسي. فبعد فشله في الفوز بلقب قاري مع منتخب بلاده هذا العام وفشله من قبل في الفوز بمونديال 2014، صدرت بحقه وحق والده أحكام قضائية بتهمة التهرب الضريبي. لكن هذا لا يغطي عن حقيقة مفادها أن نجم برشلونة قد أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه تدعم مشاريع خيرية لصالح الأطفال خاصة، حيث دعم مستشفى في مسقط رأسه روزاريو بـ600 ألف يورو.
صورة من: Reuters/T. Melville Livepic
الكثير من السويديين لا يزالون يتذكرون لاعبهم زلاتان ابراهيموفيتش، ذا الأصول البوسنية والكرواتية، عندما تبرع عام 2014 بجميع تكاليف سفر وإقامة عدد من ذوي الاحتاجات الخاصة لمتابعة مباريات مونديال البرازيل والتي بلغت 39 ألف يورو. وعلى الرغم من أن هذا المبلغ يعد بسيطا مقارنة بمداخيل النجم السويدي، إلا أن لفتة تصنع قدوة بين زملائه والكثير من المشاهير حتى لا ينسوا بأن هناك من لا يستطيع أن يعيش مثلهم.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
صنف قائد المنتخب البرازيلي ونجم برشلونة الإسباني، كواحد من عشرة أكثر الرياضيين مساهمة في الأعمال الخيرية في العالم. سنة 2014 افتتح مؤسسة خيرية وساهم فيها بمبلغ 9,2 ملايين دولار أميركي، لمساعدة الفقراء في مسقط رأسه بمدينة برايا غراندي. كما يتبرع نيمار لفائدة هيئات اجتماعية وصحية منها التي تعنى بمكافحة فيروس ايبولا.