نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
علي المخلافي رويترز
١٤ يوليو ٢٠٢٥
قالت جماعة "محامو الطوارئ" الحقوقية إن قوات الدعم السريع هاجمت قرى في محيط مدينة بارا وقلت أكثر من 300 شخص حرقا داخل منازلهم أو رميا بالرصاص ومنهم نساء حُبليات وأطفال. وتقول قيادة الدعم السريع إجمالا: "سنحاسب المتورطين".
إحدى المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع - أرشيفصورة من: AFP
إعلان
قال نشطاء سودانيون، الإثنين (14 يوليو/تموز)، إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية قتلت ما يقرب من 300 شخص في هجمات بولاية شمال كردفان منذ يوم السبت الماضي. وتتواصل المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في تلك المنطقة، وهي إحدى الجبهات المحورية في الحرب الأهلية الدائرة منذ أبريل/نيسان 2023.
وبينما يحكم الجيش قبضته على المناطق الواقعة في وسط البلاد وشرقها، تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز قبضتها على المناطق الغربية، ومنها شمال كردفان.
"مجازر متزامنة"
وقالت جماعة "محامو الطوارئ" الحقوقية في بيان الإثنين إن قوات الدعم السريع هاجمت يوم السبت عددا من القرى في محيط مدينة بارا التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية. وفي قرية "شق النوم" وحدها قُتل أكثر من 200 شخص "معظمهم حرقا داخل منازلهم أو رميا بالرصاص".
تفشي وباء الكوليرا في السودان
01:38
This browser does not support the video element.
وجاء في البيان "أسفرت المجازر المتزامنة في القرى المجاورة عن مقتل ما لا يقل عن 38 مدنيا إلى جانب عشرات المختفين قسريا والمعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولا".
وأضافت الجماعة أنقوات الدعم السريع شنت هجوما أمس الأحد على قرية حلة حامد، ما أدى إلى مقتل 46 شخصا بينهم نساء حُبليات وأطفال. وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 3400 شخص اضطروا للفرار من
المنطقة. وقالت الجماعة: "لقد ثبت أن القرى المستهدفة كانت خالية تماما من أي مظاهر أو أهداف عسكرية ما يفضح الطابع الإجرامي لهذه الأفعال التي تُنفَّذ في تجاهل تام للقانون الدولي الإنساني"، وحملت قيادة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
قيادة الدعم السريع: "سنحاسب المتورطين"
وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات من الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية. وتنفذ قوات الدعم السريع عمليات نهب تشوبها أعمال عنف في الأراضي التي تسيطر عليها في أنحاء البلاد. وتقول قيادة القوات شبه العسكرية إنها ستحاسب المتورطين في تلك الانتهاكات.
الدعم السريع يصعّد الهجوم على الفاشر وسط أزمة إنسانية حادة
02:34
This browser does not support the video element.
وتسببت الحرب الأهلية في السودان في أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع سقوط أكثر من نصف السكان في براثن الجوع وانتشار أمراض مثل الكوليرا. وأدى تقليص الإنفاق على المساعدات عالميا إلى تعطيل الاستجابة للحالات الإنسانية.
تحرير: ف.ي
السودان: نار الحرب تأكل الأخضر قبل اليابس
خلفت الحرب في السودان آثاراً سلبية كبيرة على الغطاء النباتي والغابات لا سيما في ولايات دارفور وكردفان، حيث أدت العمليات العسكرية المستمرة إلى تدمير مساحات واسعة وزيادة معدلات قطع الأشجار لتلبية احتياجات الوقود والبناء.
صورة من: Sam Mednick/AP/picture alliance
تدهور الغطاء النباتي
فقد السودان نحو 90% من غاباته بعد انفصال الجنوب، حيث كانت معظم الغابات الاستوائية تقع في الإقليم الجنوبي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة التغيير السودانية في آب/أغسطس 2024، أكد "مرصد حرب السودان" أن صوراً التُقطت في حي الخرطوم بيلي بمدينة نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور) أظهرت عدداً كبيراً من الأشجار التي تعرضت للجفاف الكامل وماتت، وأخرى تعرضت للجفاف الجزئي نتيجة الحر الشديد خلال العام الماضي.
صورة من: Adrien Vautier/Le Pictorium/MAXPPP/dpa/picture alliance
القطع الجائر
وأكد عدد من المواطنين لبرنامج "السودان الآن" الذي تبثه قناة DW عربية الألمانية، أنهم باتوا يعتمدون بشكل رئيسي على الحطب الذي يتم جمعه من الغابات والمناطق المجاورة، بالرغم من إدراكهم للتأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن هذه الممارسات.
صورة من: Sam Mednick/AP/picture alliance
ندرة في مصادر الحطب
كما أدى تدفّق أعداد كبيرة من النازحين إلى مخيمات النزوح في دارفور إلى مزيد من الضغط على الموارد البيئية، ما نتج عنه استنزاف الموارد الطبيعية ومنها الحطب. ما سبق نتج عنه تراجع كبير في الغطاء الشجري، خاصة في المناطق التي استقبلت أعداداً كبيرة من الفارين من مناطق النزاع.
صورة من: Samir Bol/Anadolu Agency/picture alliance
اقتصاد الصمغ العربي في السودان
يساهم تراجع الغطاء الغابي في السودان في تسارع التصحر وتدهور الأراضي الزراعية والرعوية، مما يهدد سبل عيش المجتمعات الريفية. كما أدى هذا التدهور إلى تراجع إنتاج الصمغ العربي، أحد أهم صادرات البلاد، والذي يُستخرج من أشجار السنط ويُستخدم عالمياً في الصناعات الغذائية والدوائية ويعد السودان من أكبر مصدري الصمغ العربي في العالم.
صورة من: Ashraf Shazily/AFP
السودان يخسر ثروته الخضراء
في ظل غياب الدولة، أصبحت الغابات عرضة للاستغلال من قبل المدنيين والمسلحين والتجار، دون أي اعتبار للتوازن البيئي أو التنوع الحيوي. يُستخدم الخشب والفحم النباتي كمصدر رئيسي للطاقة المنزلية في معظم المناطق، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في المساحات الغابية. وتشير تقارير بيئية إلى أن السودان يفقد سنوياً آلاف الهكتارات من غطائه الغابي، في ظل ضعف الرقابة وتراجع جهود إعادة التشجير.
صورة من: AFP/Getty Images
تأثيرات طويلة الأمد
في تقرير نُشر قبيل انعقاد مؤتمر "كوب 16" لمكافحة التصحر، حذّرت الأمم المتحدة من أن إزالة الغابات وتدهور التربة يقوضان قدرة الأرض على التكيف مع تغير المناخ، ويقودان إلى خسائر فادحة في التنوع البيولوجي، واستنزاف موارد المياه، وتفاقم مستويات الفقر، خصوصًا في المناطق الريفية.