يحاول كثير من نشطاء حماية البيئة وحماية المناخ تغيير نمط حياتهم، من خلال الاستغناء عن السيارات والسفر جوا أوتناول اللحوم. لكن مجموعة النشطاء ذهبت أبعد من ذلك بالدعوة إلى عدم إنجاب أطفال حفاظا على البيئة!
إعلان
القلق من تغير المناخ هو ما يشغل الرأي العام العالمي في الوقت الحالي. إذ يمثل تغير المناخ التهديد الأول للإنسان، وقد لا يمكن ملاحظة عواقبه على الفور في كثير من الأحيان. غير أن الأحداث الأخيرة مثل الصيف الماضي الحار الذي شهدته ألمانيا وكذلك فيضانات باكستان التي غمرت ثلث البلاد، تقدم لمحة فقط عما قد ينتظر الإنسان في المستقبل.
بسبب هذا القلق، يحاول كثيرون تغيير نمط حياتهم، على سبيل المثال من خلال الاستغناء عن استخدام السيارات والسفر جوا أو أكل اللحوم. لكن مجموعة من نشطاء البيئة المتشديين تذهب أبعد بعدم إنجاب أطفال.
حركة نسائية تسمى "BirthStrike"، تضم نساء شابات، أسستها المغنية والناشطة البريطانية، بليث بيبينو (33 عاما) والتي قالت في مقابلة تلفزيونية مع "بي بي سي" عام 2019: "أنا قلقة للغاية لأنني قررت عدم إنجاب أطفال". لكن ما الذي يجعل نشطاء حماية البيئة والمناخ يؤيدون مثل هذا الإجراء الصارم؟
على هذا التساؤل يقدم برنوارد كزانغ، أستاذ الفلسفة العملية وأخلاقيات العمل في جامعة مانهايم الألمانية، الإجابة نقلاً عن مدونة WEB الألمانية. ويرى أن هذا القلق من قبل مؤيدي حركة "مقاطعة الإنجاب" يمكن تفسيره على أنه "من ناحية، يتعلق القلق بالمخاطر البيئية التي يسببها الأطفال، مثل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. ومن ناحية أخرى، يوجد أيضاً القلق من عدم قدرة الأطفال على المتع بحياة تستحق العيش في المستقبل لأن هذا العالم سيتحول إلى خراب "، على حد قول الأستاذ الجامعي.
أزمة نقص المواليد في إيطاليا...بلد أوروبي بلا أطفال
04:18
مكان الولادة يحدد كمية الإنبعاثات!
كما أجرى الباحثان، سيث واينز وكيمبرلي إيه نيكولاس، من جامعة "لوند" في السويد، دراسة عن مدى عقلانية الإجراء الذي اتخذه دعاة "مقاطعة الإنجاب". إذ تناول الباحثان التدابير التي تؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وتضمنت أيضًا عدم إنجاب الأطفال. وفق ذلك يتم تجنب ما معدله 50 طناً من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. وهو أكثر مما يمكن توفيره من خلال الاستغناء عن سيارة (5,3 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً) أو اللحوم (1,6 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً).
غير أن كزانغ يرى أن البديل قد يكون عبر التبرع بسخاء للحد من النمو السكاني في جنوب الكرة الأرضية. ويشرح الأستاذ الجامعي البديل المقترح بأنه "يمكن تحقيق نفس التأثير أو أكثر من خلال التبرعات والالتزام البيئي. وهذا كله بتكلفة أقل".
وترتبط كمية الانبعاثات التي يسببها الطفل بمكان ولادته، وفق كريستيان باتس، أستاذ أخلاقيات المناخ والعدالة العالمية في جامعة كريستيان ألبريشت في كيل، ويقول "قد يكون لدى شخص فقير في أفريقيا جنوب الصحراء عدد كبير من الأطفال بحيث لا يمكن لانبعاثاته إلا أن تقارب انبعاثات طفل ألماني عادي. غير أن هناك أيضاً أثرياء في جنوب الكرة الأرضية. على سبيل المثال أطفال أحد أقطاب صناعة الصلب الهندية، يالتأكيد ستكون انبعاثهم أكثر بكثير من انبعاثات يصدرها طفل ألماني من ذوي الدخل المنخفض" ويتابع باتس "كمية الانبعاثات التي يسببها الفرد تعتمد إلى حد كبير على الظروف المحيطة به".
إ.م/ ع.ج
بعد الإنجاب ليس كما قبله ـ هكذا تتغير الحياة مع الأطفال
"لا شيء يمكنه تغيير الحياة أكثر من إنجاب طفل" عبارة لخص بها الكاتب الأمريكي نيكولاس سباركس تجربة الإنجاب. التباين في شكل الحياة قبل وبعد الأطفال لا يخلو من محطات طريفة نرصدها لكم في صور.
صورة من: Fotolia/Fotowerk
النوم: حلم بعيد المنال ولكن الأمل موجود!
تراجع عدد وعمق ساعات النوم بعد الإنجاب، مسألة يدركها الآباء والأمهات جيدا، لاسيما في الشهور الأولى التي يصبح فيها النوم للبعض حلما بعيد المنال، لكن الأمل موجود في العودة لعادات النوم القديمة، إذ أظهرت دراسة بريطانية أنه بعد الست سنوات الأولى من عمر الطفل، يعود الآباء والأمهات تدريجيا للنوم بنفس العمق وعدد الساعات التي كانوا يناموها قبل الإنجاب.
صورة من: Channel Partners/Zoonar/picture alliance
أنواع جديدة من الرياضة
ليس بالضرورة أن تختفي الرياضة تماما من حياة الأب والأم بعد الإنجاب، لكن بدلا من صالات حمل الأثقال أو رقص الزومبا، تلفت دورات الرياضة مع الرضع، انتباه الأم والأب بشكل أكبر.
صورة من: Fotolia/detailblick
عفوا..تعذر الحضور في الموعد المحدد!
بعد جهد كبير في تجهيز الطفل واختيار ملابسه على أمل اللحاق بموعد متفق عليه مع الأصدقاء أو الأقارب، وبمجرد الجلوس في السيارة، تشم هذه الرائحة التي تؤكد لك ضرورة العودة للمنزل وبدء العملية السابقة من جديد، هل مررت بهذه التجربة التي خرجت منها بنتيجة واحدة وهي أن: الالتزام بالمواعيد صار من الماضي؟
صورة من: ArTo - Fotolia
"أنشطة غامضة" على هاتفك المحمول
هل تعثر على لقطات مصورة كثيرة على هاتفك المحمول دون أن تذكر أنك قمت بها، أو ربما عبارات غير مفهومة في محادثة مع أحد أصدقائك على "واتس آب"، ومحاولات اتصال متكررة برقم مديرك في العمل؟ لا تستغرب كثيرا، فالهاتف المحمول بكاميرته وبرامجه المختلفة، له جاذبيته الخاصة للصغار.
صورة من: Colourbox
معايير جديدة للأناقة!
عندما لا تجد مشكلة في الذهاب للعمل ببقعة المربى أو المعكرونة "الصغيرة" التي طبعها صغيرك على ملابسك دون قصد قبل دقائق من خروجك من المنزل، وتقنع نفسك طوال الوقت أن أحدا لن يلاحظها، فاعلم أن حياتك بدأت تتغير بالفعل.
صورة من: dpa/PA
"متجر صغير" داخل حقيبة اليد
محتوى وحجم حقيبة اليد ربما سيتغير "قليلا" بعد الإنجاب، فغالبا ما ستحل المناديل المبللة والدمى وبعض أكياس الحلوى وثمار الفواكه، محل زجاجة العطر وأدوات الزينة، أو في أحسن الأحوال ستستحوذ على نفس المساحة داخل الحقيبة التي سيزداد حجمها بالتأكيد، ربما لعدة أضعاف.
صورة من: picture-alliance/chromeorange
مناورات لاقتناص ريموت التليفزيون
بعد أن تغيرت قنوات الدراما والرياضة التي كنت حاضرة بقوة في منزلك قبل الإنجاب، لتحل محلها قنوات الكارتون وأغاني الأطفال، ستحتاج على الأرجح لـ "مناورات" طويلة من أجل "اقتناص" الريموت لدقائق معدودة، لمشاهدة نشرة الأخبار.
صورة من: Fotolia/mirpic
صراخ يتزامن مع موعد الطعام
تعتقد بعض الأمهات أن الطفل يضبط موعد صراخه على لحظة الاستعداد لتناول الطعام. ومع الوقت لا تجد الأم مشكلة كبيرة في تناول الطعام البارد أو فنجان القهوة الذي نسيته بسبب مداعبة الصغير حتى يعود للنوم.
صورة من: Fotolia/Zsolt Bota Finna
ابتسامة تعادل كل شيء
رغم أشكال "المعاناة" التي يسردها الآباء والأمهات بشكل فكاهي غالبا، إلا أن المؤكد هو أن ابتسامة واحدة أو نظرة حب من هذه الكائنات الصغيرة، قادرة على تعويض نقص النوم والتعب، بكم هائل من الحب والدفء. الكاتب: ابتسام فوزي