نشطاء: توقيف العشرات في جنوب تونس خلال احتجاجات على التلوث
فلاح الياس أ ف ب
١٨ أكتوبر ٢٠٢٥
أفاد نشطاء أن الشرطة أوقفت في مدينة قابس التونسية عشرات الأشخاص خلال تظاهرات ضد مجمع صناعات كيميائية في جنوب البلاد يحمله السكان مسؤولية التلوث ومجموعة من المشاكل الصحية. والرئيس سعيّد يبحث عن "حلول عاجلة آنية للتلوث".
تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة قابس في جنوب شرق تونس في الأيام الأخيرة مطالبين بإغلاق "المجمع الكيميائي التونسي" الذي يعالج الفوسفات ويؤكدون أنه وراء عشرات من حالات التسمم بالغاز وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالتلوث.صورة من: Hedi Radaoui/DW
إعلان
أفادت منظمة ومحام، السبت (18 أكتوبر/تشرين أول 2025)، أن الشرطة التونسية أوقفت عشرات الأشخاص في مدينة قابس جنوب البلاد خلال تظاهرات تطالب بإغلاق "المجمع الكيميائي التونسي" الذي يعالج الفوسفات، والذي يقول المحتجون أنه وراء عشرات من حالات التسمم بالغاز وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالتلوث .
وقال المحامي وعضو الفرع المحلي للمحامين مهدي التلمودي إن "التوقيفات استهدفت متظاهرين ليلا". وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "بينما كانت التظاهرات النهارية سلمية إلى حد كبير، شهدت التظاهرات الليلية اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن وحرق إطارات". وأشار التلمودي إلى أن العدد الدقيق للموقوفين غير معروف.
توقيف أكثر من 100 شخص
من جهته، قال خير الدين دبيّة منسق حملة "أوقفوا التلوث" المحلية إن "أكثر من 100 شخص أوقفوا" بحلول ساعة مبكرة من صباح السبت.
وتابع "أوقفت الشرطة أكثر من 70 شخصا الليلة الماضية فقط، وارتفع العدد مع حلول الفجر. وأُخذ بعضهم من منازلهم".
ودان ناشطون تونسيون آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي "موجة الاعتقالات".
ولم تعلق السلطات التونسية على هذه الاتهامات بتوقيف عشرات الأشخاص.
ونظّم سكان مدينة قابس عدة مظاهرات للمطالبة بإغلاق المجمع الذي يعالج الفوسفات لإنتاج الأسمدة.
ويقول المحتجون إن المجمع أطلق في الآونة الأخيرة مزيدا من الغازات و النفايات السامة في البحر.
وكانت السلطات قد أبدت في وقت سابق من هذا العام عزمها زيادة الإنتاج في المجمع، رغم تعهدها عام 2017 بإغلاقه تدريجا.
سعيّد: "العمل جار بهدف إيجاد حلول عاجلة آنية للتلوث"
وأعلنت الرئاسة التونسية في ساعة مبكرة من صباح السبت أن الرئيس قيس سعيّد استدعى رئيس مجلس النواب إبراهيم بودربالة ورئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة الثانية في البرلمان) عماد الدربالي لمناقشة "الوضع البيئي" في قابس، من بين قضايا أخرى.
وكان الرئيس التونسي تعهّد في وقت سابق الدفع بقطاع الفوسفات الذي عانى طويلا الاضطرابات ونقص الاستثمار، ووصفه بأنه "ركيزة أساسية" للاقتصاد الوطني.
وتريد تونس الاستفادة من ارتفاع أسعار الأسمدة عالميا عبر زيادة إنتاج المجمع الكيميائي في قابس بأكثر من أربعة أضعاف بحلول عام 2030، من أقل من ثلاثة ملايين طن إلى 14 مليون طن سنويا.
تحرير: ع.ج.م
التلوث البلاستيكي ـ خطر على الإنسان والبيئة والكائنات الحية
أطفال يلعبون على النفايات البلاستيكية، والأنهار تحمل النفايات إلى البحر، والحيوانات تبتلعها - البلاستيك في كل مكان. يتزايد الإنتاج بسرعة ومعها المخاطر التي يتعرض لها الناس والبيئة.
صورة من: Channi Anand/AP Photo/picture alliance
منظر طبيعي خلاب مليء بالقمامة
البلاستيك وهو مادة متعددة الاستخدامات بشكل مذهل، لا غنى عنه في البناء والتعبئة والتغليف. ولكنه أيضاً آفة عالمية. إذ تطفو أطنان من النفايات، بما في ذلك الزجاجات البلاستيكية والإطارات المستعملة ومختلف المواد غير العضوية، على نهر درينا وتشكل مكب نفايات عائم في فيشيغراد البوسنة والهرسك.
صورة من: Armin Durgut/AP Photo/picture alliance
هل اللعب ممنوع؟ للأسف لا
على أحد الشواطئ في الفلبين، يقفز الأطفال حفاة الأقدام فوق القمامة البلاستيكية - بقايا الأعاصير السابقة. وقد انتقلت هذه القمامة التي كانت تُرمى بلا مبالاة، عبر الأنهار قبل أن ينتهي بها المطاف في البحر، وأخيراً تغتسل على الشاطئ. ولكن ليست المياه وحدها هي التي تبتلع هذه المخلفات - فالحيوانات أيضًا.
صورة من: Aaron Favila/AP Photo/picture alliance
كيس بلاستيكي أقل
نينا غوميس تصطاد كيسًا بلاستيكيًا مهملًا من البحر بالقرب من شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو، البرازيل. وتنتج البلاد كل عام ما يقدر بنحو 11.3 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ولا يعاد تدوير سوى 1.2 في المائة منها. وتشكّل النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في المحيطات وتعرّض البيئة البحرية للخطر مشكلة كبيرة.
صورة من: Bruna Prado/AP Photo/picture alliance
حاجز زائد
في بلدة ألكسندرا في جنوب أفريقيا، تشكل شبكة حاجزًا بلاستيكيًا في نهر جوكسكي. يعمل ثلاثة متطوعين على إزالة القمامة المتراكمة بعناية من الشبكة. مثل هذه التدابير تخفف من الأعراض وليس الأسباب. لا تزال القمامة تشكل تحديًا - ليس هنا فقط، بل في إندونيسيا والهند والعالم أجمع.
صورة من: Jerome Delay/AP Photo/picture alliance
في قديم الزمان كان يوجد شاطئ رملي هنا
أشخاص يمشون بجوار النفايات البلاستيكية التي تغطي الرمال في شاطئ بادهوار بارك على ساحل بحر العرب في مومباي، الهند. تعد الهند التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة، واحدة من أكبر مستهلكي البلاستيك في العالم. وحسب التقديرات، تنتج البلاد حوالي 3.5 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ولا يعاد تدوير سوى نسبة صغيرة منها.
صورة من: Rajanish Kakade/AP Photo/picture alliance
بُنيت على القمامة الأحياء الفقيرة في نيودلهي
في إحدى مدن الصفيح في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث تتناثر النفايات البلاستيكية في كل شبر من المشهد، تنتظر أكياس القمامة أن يتم فرزها من قبل جامعي القمامة على أمل بيعها.
صورة من: Manish Swarup/AP Photo/picture alliance
الاحتجاجات متواصلة
"أوقفوا التلوث البلاستيكي!" مكتوب على ملصقات نشطاء البيئة في سيول. إنهم يحتجون على فشل المفاوضات بشأن اتفاقية عالمية للأمم المتحدة ضد النفايات البلاستيكية في كوريا الجنوبية في بداية ديسمبر. وكانت بعض الدول المنتجة للنفط قد رفضت القيود والأهداف الخاصة بزيادة إنتاج البلاستيك. ومن المقرر أن تستمر المفاوضات العام المقبل.
صورة من: Jung Yeon-je/AFP
فوضى في جاكرتا
في جاكرتا تتراكم جبال من النفايات البلاستيكية على جوانب الطرق وتعيق حركة المرور. تنتج إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من أحد عشر مليون نسمة في عاصمتها وحدها، حوالي 6.8 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ولا يتم التخلص من نسبة كبيرة منها بشكل صحيح. وينتهي المطاف بحوالي 620,000 طن منها في المحيطات.
صورة من: Dita Alangkara/AP Photo/picture alliance
الأمل والحاجة إلى العمل
كاهن يجلس بين القمامة التي خلفها المصلون خلال مهرجان "كوس أونسي" في معبد غوكارنيشور في كاتماندو، نيبال. هناك شيء واحد واضح: أزمة البلاستيك تتطلب قرارات سياسية جريئة وإعادة تفكير عالمية. فبدون اتخاذ إجراءات سيستمر البلاستيك في تلويث الأنهار والمحيطات وتهديد الحياة ومنع تحقيق مستقبل مستدام.
صورة من: Niranjan Shrestha/AP Photo/picture alliance