رغم ورود أنباء عن وقوع عدد من الانتهاكات، بدا أن وقف الأعمال القتالية في سوريا، الذي تم الإعلان عنه بقرار أممي، صامد على نطاق واسع. كما أفاد ناشطون بأن بلدة داريا بريف دمشق شهدت أول يوم هادئ منذ أربع سنوات.
إعلان
قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة: "يمكنني أن أقول أن وضع وقف إطلاق النار جيد حتى الآن، رغم حدوث أعمال عنف في بعض المناطق "، ويوثق المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحرب في 2011 ".
وأضاف عبد الرحمن أن أغلب "أعمال العنف الخطيرة" التي وقعت اليوم السبت كانت في مناطق لم يطبق فيها اتفاق وقف إطلاق النار. ويستثني الاتفاق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والجماعات الأخرى التي تصفها الأمم المتحدة بأنها إرهابية. ويعنى هذا أن شن هجمات تستهدفهم مسموح به بموجب بنود الاتفاق.
من جهة أخرى أعلنت روسيا أنها أوقفت الضربات الجوية في سوريا اليوم، واضعة في الاعتبار بدء وقف إطلاق النار، لكي يتم تجنب الأخطاء. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الولايات المتحدة أرسلت قائمة ضمت 6111 مقاتلا وقعوا على اتفاق "وقف أعمال العنف" الذي دخل حيز التنفيذ في منتصف ليل أمس الجمعة 2200 بتوقيت جرينتش، و 74 منطقة يتعين عدم قصفها.
وهناك خط اتصال مباشر بين موسكو وواشنطن ليتسنى التأكد من تطبيق وقف إطلاق النار، بحسب بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية. وأفاد سيرجي رودسكوي بهيئة الأركان العامة الروسية بأن سلاح الجو الروسي لن ينفذ أي طلعات جوية في سوريا اليوم السبت لتجنب وقوع أي أخطاء.
وأوضح ناشطون في ضاحية داريا في العاصمة دمشق أنهم شهدوا أول يوم هادئ خلال أربع سنوات، رغم زعم وسائل الإعلام الحكومية في الأيام الأخيرة أن داريا مستبعدة من وقف إطلاق النار لأن هناك مقاتلين تابعين لجبهة النصرة في المنطقة، وهو اتهام ترفضه جماعات المعارضة في البلدة.
أ.ح/هـ.د (د ب أ)
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.