نشطاء من داخل الغوطة يدعون وفد حزب البديل لمشاركتهم "الجحيم"
٩ مارس ٢٠١٨
ردا على زيارة وفد حزب البديل من أجل ألمانيا، إلى سوريا ولقائه مسؤولين حكوميين بينهم مفتي سوريا، وجه نشطاء من الغوطة الشرقية عبر مقطع فيديو دعوة للحزب لزيارتها، متحدين الوفد إن كان يستطيع البقاء ساعة هناك.
إعلان
بعد "جنة دمشق" وفد البديل يتلقى دعوة من "جحيم الغوطة"
01:31
ردود الفعل الغاضبة والانتقادات لزيارة وفد من برلمانيي حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إلى سوريا لم يقتصر على داخل ألمانيا والأحزاب السياسية، فقد دعا نشطاء الغوطة الشرقية الوفد إلى زيارة الغوطة ورؤية الوضع الكارثي الذي يعيشونه، ووصفه أمين عام الأمم المتحدة بـ"الجحيم على الأرض".
وفي الفيديو يقول شاب موجهاً كلامه للوفد الذي دعا إلى عودة اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى بلادهم "انظروا أين سيعيش اللاجئون؟ كل شيء أصبح تحت الأرض" وتابع الناشط وصوت القصف والطائرات من خلفه "أحب أن أوجه رسالة من داخل الغوطة. الوضع مزري جداً لأقصى الحدود".
وتظهر في الفيديو شابة أيضاً من داخل الغوطة الشرقية وهي تقف على أنقاض البيوت المدمرة، وتقول متحدية وفد الحزب الألماني إن كان يستطيع أن يزور الغوطة ليشاركهم العيش بل البقاء لوقت قصير جداً: "أنا أتحداكم إذا كنتم تستطيعون أن تعيشوا هنا 24 ساعة، بل ساعة واحدة فقط"، وتتابع مشيرة إلى استمرار القصف رغم الهدنة ودخول قافلة المساعدات الإنسانية الدولية إلى الغوطة الشرقية دون أن تتمكن من إفراغ كامل حمولتها "إذا استطاعت سيارات الأمم المتحدة حتى إفراغ حمولتها، تستطيعون أنتم أيضاً البقاء". وتضيف مخاطبة برلمانيي البديل "مستحيل أن تبقوا هنا، الوضع لا يسمح بالعيش هنا أبداً".
وتجدر الإشارة إلى أن الفيديو أنتجته مجموعة نشطاء "تبنى ثورة" التي لديها موقع الكتروني بثلاث لغات: العربية والانكليزية والألمانية. ونشرت الفيديو في موقعها الالكتروني وعلى تويتر.
وتطالب المجموعة برلين بالتحرك ودعوة السفير الروسي وتشديد العقوبات المفروضة على روسيا، وتنقل صحيفة "بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم الجمعة (09 مارس/ آذار 2018) عن مدير المجموعة، الياس بيرابو، قوله: "عبارات الأسف للحكومة الألمانية تفقد مصداقيتها أكثر، إذا لم تقترن بأفعال".
وتنشر المجموعة تقارير عن استخدام غاز الكلور والقنابل الحارقة والعنقودية والبراميل المتفجرة، وتقول إن "عدد ضحايا غاز تجاوز المائة مدني"، حسب الصحيفة الألمانية.
ع.ج/ ع.غ
بسبب جحيم القصف.. الغوطة الشرقية تعيش كارثة إنسانية محققة
تشهد الغوطة الشرقية المحاصرة إحدى الفترات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في سوريا. معاناة مستمرة وعنف متواصل في الغوطة جعل المنظمات الدولية تندد بـ"الجرائم" المرتكبة في حق هؤلاء، محذرة من "خروج الوضع عن السيطرة".
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
قتل البراءة
تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.
صورة من: picture alliance/AA/Q. Nour
معاناة النساء
تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
عائلات مشردة
موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.
صورة من: picture alliance/AA/A. Al-Bushy
تدمير المستشفيات والمدارس
المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
في انتظار الموت
تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
من المسؤول؟
يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Almohibany
منظمات دولية تندد
الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش