بعد انقضاء العطلة لا يبقى منها إلا اللحظات السعيدة التي تخلدها عدسات الكاميرا. فيما يلي بعض النصائح التي يقدمها مصورون محترفون بشأن كيفية التقاط صور لا تنسى.
إعلان
صور شواطئ مملة، وأخرى مبتذلة للغروب. الملايين من صور العطلات المتراكمة في هواتفناتتسم بالملل الشديد.
يقول مايكل مارتن، أحد أشهر المصورين في ألمانيا، الذي يجوب العالم منذ أكثر من 40 عاماً، إن هناك أوقاتاً "مناسبة" وأوقاتاً "غير مناسبة" للتصوير. وأفضل أوقات التقاط الصور هي ساعات الصباح والمساء عندما يوفر الضوء الخفيف والظلال أجواء خاصة.
ومن أجل التقاط صور جيدة، ينصح مارتن بأن يتم إعطاء التصوير أولوية ملائمة. ويقول مارتن: "المصور الجيد يتحرك باستمرار، بحثاً عن الأهداف والتقاط الصور سريعاً عندما يجد الهدف المناسب". وأضاف أن أفضل كاميرا هي ما تكون لديك في تلك اللحظة.
أساسيات التصوير؟
وبالنسبة لمايكل رونكيل، المصور المحترف، الذي زار عشرات الدول، تبدأ صور السفر الجيدة بأساسيات التصوير. وهذا يتضمن أحوال الطقس الجيدة، والوقت المناسب خلال اليوم بحيث تكون الإضاءة ملائمة. ولكن تركيب الصورة ليس الأمر المهم فقط بالنسبة لرونكيل، فهو ينصح أيضاً باستخدام تقنيات الصور مثل تعديل العمق.
كما يفضل مارتن استخدام ما يطلق عليه النظرة السينمائية بفتحة مفتوحة. هذا يؤدي للتركيز على الأشخاص مع تلاشي الخلفية. ويمكن تحقيق نفس التأثير بالهاتف الذكي من خلال استخدام وضع البورتريه "الصورة الشخصية".
كما أنه لا ضرر من قراءة كتالوج الكاميرا قبل الذهاب لقضاء عطلة، وتجربة كاميرا هاتفك الذكي في الوضع اليدوي، على سبيل المثال، والاطلاع مجدداً على أساسيات الصور مثل العلاقة بين الفتح و سرعة الغالق وحساسية المستشعر.
وبالطبع، فإن العدسات القابلة للتغيير سوف تحقق دائماً أفضل النتائج. ولكن إذا رغبت في التقاط الصور بهاتفك، يوصى رونكيل أن تشتري على الأقل جهازاً جيداً أو حتى من أفضل الأجهزة. وبهذا تحصل على أفضل الكاميرات بمعالجات سريعة، ومستشعرات أكبر نسبياً وعدسات فائقة الاتساع وعدسات التقريب البصري.
"اللمسة الشخصية"
معالم برلين.. هل هي جذابة فعلا؟
03:24
وأشار رونكيل إلى أن البحث عن معلومات تخص الدولة المقرر الذهاب إليها لقضاء العطلات يعد أيضاً جزءاً من الاستعداد التصويري للرحلة. ويقول إن "العناصر مختلفة في كل دولة وكل منطقة".
ولكن لا تركز على المقاصد الجاذبة الاعتيادية للسائح. وأوضح رونكيل أنه "بخلاف المقاصد السياحية الشهيرة، غالباً ما تكون هناك مناطق وأماكن جميلة ولكن لا يتم زيارتها"، وهي تقدم عدداً كبيراً من العناصر الرائعة.
ويبحث الكثير من المصورين الهواة تلقائياً عن العناصر المناسبة لصور البطاقات البريدية التي يتم الاحتفاظ بها أو إرسالها للآخرين؛ مثل المناظر الطبيعية، والشواطئ، والآثار الثقافية. ويقول مارتن: "ما نفتقده عادة هو اللمسة الشخصية التي تجعلنا نلتقط صورة رائعة خلال العطلة". ويوضح مارتن أن الآخرين لا يرغبون في رؤية دليل سفر للهواة، ولكن مغامرة شخصية عندما تستعرض اللقطات التي قمت بالتقاطها خلال العطلة. بداية من الآيس كريم الذي أسقطته ابنتك ليتناثر على الطريق إلى عطل السيارة المستأجرة لدى الوصول، هذه هي اللحظات التي تجعل الصور لا تٌنسى، وفقاً لمارتن.
لا تنسى "مراعاة" مشاعر الآخرين!
وينصح مارتن بأن تُظهر نصف عدد الصور التي تلتقطها الأشخاص والمواقف الحياتية اليومية. ويقول إن "الكثير من المصورين الهواة غالباً ما يلتقطون اللقطة الطويلة، ولكن اللقطات المقربة للأطفال والسكان المحليين والطعام هي الأكثر إمتاعاً". وينصح مارتن بالاقتراب من الأشخاص أو الأغراض التي تقوم بتصويرها.
ولكن دائماً قم بالتصوير مع مراعاة مشاعر الآخرين. ويقول مارتن: "لا تقم بتصوير الآخرين فجأة، ولكن أسأل ما إذا كانوا يوافقون على أن يتم تصويرهم". وهذا يتضمن "خلع النظارات الشمسية وبناء الثقة وبعد ذلك اطلب التقاط صورة". كما يعتقد رونكيل أن المعاملة المحترمة للآخرين، والثقافة، والطبيعة والحيوانات تعد جزءاً مهما بالنسبة للتصوير.
خ.س/ع.ج.م
هكذا يدمر "إنستغرام" البيئة
يتدفق كثير من الأشخاص إلى مناطق طبيعية خلابة لالتقاط بعض الصور ونشرها على إنستغرام. غير أن سلوكهم غير المسؤول يساهم في تدمير الطبيعة. هكذا يفسد المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأماكن المذهلة التي يحبونها:
صورة من: instagram.com/publiclandshateyou
من تفتح الزهور إلى الدمار
بعد فصل الشتاء الذي كان غنياً بهطولات الأمطار، جاء الربيع في جنوب ولاية كاليفورنيا مع مساحات كبيرة من الأزهار البرية الرائعة، والتي تشكل خلفية مثالية لاتفوت للصور، الأمر الذي كان سبباً في تدفق حوالي 50 ألف شخص إلى المنطقة بحثاً عن الصورة المثالية. ولكن عندما تداس هذه الزهور وتقطف وتسحق من قبل الأشخاص الذين يجوبون المكان لالتقاط الصور، فإنها لن تنمو مرة أخرى.
صورة من: Reuters/L. Nicholson
عندما تنتشر صور الطبيعة
ما اعتاد أن يكون مكاناً لعطلة عائلة محلية على نهر كولورادو بالقرب من غراند كانيون، أصبح أحد أكثر الأماكن شهرة على الإنستغرام في الولايات المتحدة. وتحولت منطقة " Horsehoe Ben" من جذب بضعة آلاف زائر إلى ملايين الزوار سنوياً. يتم توسيع مواقف السيارات لاستيعاب الحشود التي تسد الممرات وتسبب الازدحام المروري.
صورة من: imago/blickwinkel/E. Teister
دون قصد
بعد وقت قصير من نشر المصور المحلي يوهانس هولزر صورة لبحيرة بافارية بالقرب من المكان الذي نشأ فيه، انطلق رواد إنستغرام لالتقاط صور في المكان نفسه. في مقابلة مع قناة BR الألمانية، قال إن الطريق إلى البحيرة يبدو الآن وكأنه قد تعرض لهجوم جيش كبير. كما أن المكان أصبح مليئا بأعقاب السجائر والقمامة، ولم يعد مكاناً مناسباً للعزلة كما كان.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/R. Eisele
بلدة صغيرة يجتاحها ملايين الزوار سنويا
عندما اكتشفت قرية نمساوية صغيرة يبلغ عدد سكانها 700 نسمة فقط كخلفية مثالية لصور إنستغرام، بدأت حوالي 80 حافلة سياحية، و10 آلاف زائر بالتدفق إليها يومياً. ويشكو السكان المحليون من أن السياح يتجولون في ممتلكاتهم للعثور على أفضل زاوية ممكنة لصورهم، ويتركون المخلفات وراءهم، ويصورون بـ"درونز" طائرات بدون طيار التي بدورها تخيف الطيور، وتدمر السلام والهدوء بشكل عام.
صورة من: picture-alliance /Helga Lade Fotoagentur GmbH,
أبراج حجرية
يعتبر شاطئ "بلايا جاردان" في جزيرة تينيريفي الإسبانية مكاناً شهيراً بين المصورين الذين يبنون أبراجاً صغيرة بالحجارة التي جمعت من الشاطئ. قد تشكل تصميماتهم صوراً رائعة، غير أنها من ناحية أخرى تلحق الضرر بالنظام البيئي المحلي، لأن العناكب والحشرات والسحالي التي تعيش تحت الحجارة تفقد ملجأها عند إزالة الأحجار من الشاطئ.
صورة من: Imago Images/McPHOTO/W. Boyungs
لا تترك أثراً
علاوة على ذلك، تقتلع الكائنات الحية النباتية الضرورية لصحة الأرض عندما يتم تغيير موضع الحجارة. الأمر الذي قاد علماء البيئة إلى تفكيك التكوينات الصخرية في وقت سابق من هذا العام، ونشر تفسيرات على إنستغرام تحت هاشتاغ (#Pasasinhue) ويعني"لا تترك أثراً". بعد أيام قليلة من الحملة، بدأ رواد الإنستغرام بإعادة بناء الأبراج الحجرية.
صورة من: Imago Images/robertharding/N. Farrin
ليس تذكاراً!
أطلق على هذا الشاطئ اسم "شاطئ بوبكورن" لوجود الطحالب الميتة التي تشبه وجبة الـ"البوبكرون" الفوشار في جزيرة فويرتيفنتورا، حيث اكتسب هذا النوع من الطحالب اهتمام رواد إنستغرام. غير أن العديد من الأشخاص يأخذون بعض الطحالب معهم إلى المنزل كتذكارات. إذ هناك حوالي 10 كيلوغرامات تختفي كل شهر. وبناء على ذلك، انطلق مشروع "تنظيف المحيط" في مشاركة صور مثل هذه على إنستغرام.
صورة من: Clean Ocean Project
أيسلندا
بوجود أكثر من 10 مليون صورة على إنستغرام، أصبحت أيسلندا وجهة شهيرة للغاية للشخصيات المؤثرة. ولكن للحصول على الصورة المثالية، يقودون على الطرقات الوعرة الأمر الذي يلحق الضرر بالريف. ويجلسون على الأنهار الجليدية، ويمشون على الطحالب التي قد تموت جراء ذلك، وتحلق كاميرات "الدرونز" فوق الحيوانات البرية. أطلقت هيئة السياحة "Visit Iceland " الآن العديد من المبادرات لتعزيز السلوك المسؤول للسياح.
صورة من: picture-alliance/E. Rhodes
"الأماكن العامة تكرهك"
"الأماكن العامة تكرهك" - حساب مجهول على إنستغرام يهدف إلى تسليط الضوء على السلوك المهمل لبعض السياح. إذ يعيد هذا الحساب نشر صور لأشخاص ينتهكون القواعد في الطبيعة، مما دفع العلامات التجارية إلى إنهاء العمل مع بعض المؤثرين، وحتى إجراء تحقيقات من قبل خدمات المتنزهات القومية الأمريكية. غير أن الحساب قد تعرض لانتقادات لتسمية أشخاص دون موافقتهم.
آن صوفي براندلين/ ريم ضوا.