قال الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيعي، حسن نصر الله، إن القرار الظني الذي ستكشف المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مضمونه الشهر المقبل، والمتوقع أن يدين حزب الله، يهدف إلى الضغط عليه وعلى أحزاب المعارضة اللبنانية.

وأضاف نصر الله، في خطاب متلفز ألقاه مساء اليوم الأحد (23 يناير/ كانون الثاني 2011) أن المحكمة حادت عن مسارها العام في البحث عن الحقيقة، وركزت بدلاً من ذلك على استهداف فريق سياسي واحد، متهماً المدعي العام للمحكمة الكندي دانيال بلمار بغض النظر عن تسريبات صحفية تسيء إلى حزب الله.

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن رد منظمته، والمعارضة اللبنانية على القرار الظني للمحكمة، الذي تم إيداعه لدى قاضي الإجراءات التمهيدية، هو إسقاط الحكومة، التي وصفها بأنها "عاجزة عن حماية لبنان في هذه المرحلة الحساسة". وشدد حسن نصر الله على أنه لن يرضخ لخيارات سياسية معينة، في إشارة إلى الدعوات المنادية بتأييد سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال، مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة.

مرحلة جديدة من التعاون

وفيما يتعلق بمشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية، وجه نصر الله شكره إلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "على موقفه الواضح والحاسم في الوقوف إلى جانب سوريا والمقاومة"، في إشارة إلى قرار جنبلاط الاصطفاف إلى جانب قوى 8 آذار التي يقودها حزب الله في مشاورات ترشيح رئيس الحكومة.

وأكد حسن نصر الله على أن هذا الموقف سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتفاهم. وتابع بالقول: "نحن في المعارضة نتطلع في حال فوز أو تكليف من سيدعم نواب المعارضة ترشيحه ... إلى حكومة شراكة وطنية بحكومة يشارك فيها الجميع ويحضر فيها الجميع. نحن لا ندعو إلى حكومة من لون واحد، نحن لا ندعو إلى الاستئثار، ولا إلى إلغاء أي فريق سياسي في البلد ونحترم تمثيل الجميع".

أما فيما يتعلق بالانتقادات و"العبارات الجارحة" التي وجهتها بعض الشخصيات السياسية لرئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي، الذي يتوقع محللون أن يتم ترشيحه لتولي منصب رئاسة الحكومة، حذر أمين عام حزب الله من التعرض له ولعائلته، مشدداً على أن الحملات التي يتم شنها عليه تأتي على خلفية افتراض كونه مرشح المعارضة المعتمد.

كرامي "آخر خيار" وأنباء عن ترشيح ميقاتي

هذا ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن مصادر مطلعة اتفاق أحزاب المعارضة اللبنانية على ترشيح نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء الأسبق بعد اغتيال رفيق الحريري، لرئاسة الحكومة الجديدة.

وأكد نصر الله أن عمر كرامي لم يطلب الترشح، وأنه وافق على أن يكون مرشح الحكومة المعارضة فقط في حال عدم وجود أي خيار آخر "لحماية المقاومة"، مضيفاً أن مرحلة التشاور حول مرشح على مستوى الكتل النيابية للمعارضة سيتم حسمها في الساعات المقبلة.

ورداً على اتهامات لسعد الحريري حول كون انسحاب وزراء المعارضة من حكومته اغتيالاً سياسياً له، أشار نصر الله إلى أن لبنان "لديه ناد لرؤساء الحكومات السابقين"، في إشارة إلى تعدد رؤساء الحكومات هناك، مضيفاً أن ممارسة الحق الديمقراطي في إسقاط الحكومة أو الانسحاب منها لا يعني الاغتيال السياسي لشخصية ما أو أخرى.

واتهم نصر الله الحريري بإطلاق هذه التصريحات "لترهيب فرق سياسية في لبنان"، وأعلن أن هناك "تواطؤ إقليمي ودولي لممارسة الاغتيال السياسي ضد المقاومة الشريفة والنبيلة لمصلحة العدو الإسرائيلي".

ونفى الأمين العام لحزب الله ما يقال عن محاولة حزبه تغيير لبنان إلى "مشروع إيراني أو فارسي"، واصفاً هذه "الاتهامات بالتزوير والتحريض والتضليل"، مطالباً العالم بإعطاء الفرصة لمرشح المعارضة كي يشكل الحكومة، ومن ثم يحكم على هذه الحكومة بعد رؤية إن كانت تعمل لمصلحة الشعب اللبناني أم لا.

ياسر أبو معيلق

مراجعة: أحمد حسو