نصر الله يتهم ألمانيا بـ"الخضوع" للإدارة الأمريكية
٤ مايو ٢٠٢٠
في أول رد فعل له على قرار حظر نشاطات جماعته على أراضيها، اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ألمانيا بـ"الخضوع" للإدارة الأمريكية. نصر الله نفى وجود أية نشاطات أو تنظيم لحزبه في ألمانيا.
وقال في كلمة متلفزة وجّهها إلى اللبنانيين "حين نقول ليس لدينا تنظيم في ألمانيا، نحن صادقون مائة في المائة" معتبراً أن ما صدر "قرار سياسي وتعبير عن الخضوع الألماني للإرادة الأميركية وإرضاء لإسرائيل".
واعتبر نصر الله أن قرار ألمانيا هو "جزء من الحرب الأمريكية الإسرائيلية" على ما وصفها بـ"حركات المقاومة".وأكّد أنّ "ما أقدمت عليه وزارة الداخلية الألمانية مدان" لناحية "مداهمة بعض المساجد وبعض مراكز الجمعيات" واصفاً ذلك بـ"الممارسات المتوحشة". وقال: "إننا ندين جميع الاعتداءات الوحشية على المساجد والمنظمات". وتابع نصر الله حديثه قائلا: "لم تكن هناك حاجة لمثل هذه الممارسات الوحشية من أجل تقديم أوراق اعتماد للأمريكيين"، حسب تعبيره.
وأضاف "متوقع أن تقدم دول أوروبية أخرى على قرار من النوع ذاته"مشدداً في الوقت ذاته على أنه "منذ سنوات طويلة، لم نعد نعتمد إيجاد تنظيمات لنا في دول العالم والدول الأوروبية خصوصاً وأميركا اللاتينية وغيرها". وطالب الحكومة اللبنانية بالقيام بواجباتها معتبراً أنها "معنية بحماية مواطنيها في ألمانيا".
ووفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية (هيئة حماية الدستور) فإن هناك نحو 1050 شخصا من عناصر ومؤيدي حزب الله حاليا في البلاد. وبحسب مسؤولي الأمن، فإنهم لا يشكلون منظمة رسمية في ألمانيا، وإنما يعملون بشكل غير رسمي ويقومون بأنشطة من بينها جمع الأموال.
وكان البرلمان الألماني "بوندستاغ" مرر في كانون الأول/ ديسمبر قرارا يطالب الحكومة الاتحادية بفرض حظر شامل على حزب الله والضغط على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة.
ويمنع قرار الحظر الألماني رموز حزب الله في ألمانيا، ومؤيديه، من التجمع. وبموجب القانون الألماني، يستطع حزب الله تقديم استئناف ضد القرار خلال شهر.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
في محطات: لبنان في مواجهة أزمات سياسية وتدهور اقتصادي
يشهد لبنان منذ عقود أزمة سياسية واقتصادية بسبب فشل الحكومات المتعاقبة في تلبية احتياجات المواطنين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهر للمطالبة بـ "التخلص من نخبة حاكمة فاسدة". ويلعب التشرذم الطائفي دورا كبيرا في الأزمة.
صورة من: Reuters/A. M. Casares
2019: أسوأ اضطرابات منذ انتهاء الحرب الأهلية
أدخلت المظاهرات ضد النخبة الحاكمة في لبنان البلاد في اضطرابات سياسية تزامنا مع أزمة اقتصادية حادة وأثارها الغضب المتصاعد من "ساسة طائفيين" يهيمنون على الحكومة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. والاضطرابات الحالية التي تمثل إحدى أسوأ فترات القلاقل منذ انتهاء الحرب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
2005: مقتل رفيق الحريري ودخول حزب الله الحكومة
قُتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لمقتل 21 آخرين. وتلى ذلك سلسلة من المظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا. وحصل حزب الله على تمثيل في الحكومة لأول مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
2006: حزب الله يتسبب في حرب مع إسرائيل
في يوليو/ تموز خطف حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل آخرين وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا. وتصاعد التوتر إزاء ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب والتي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.
صورة من: AP
2007: حكومة السنيورة تحت الضغوط
واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة. وفي مايو بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر.
صورة من: AP
2011: سقوط حكومة سعد الحريري
أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة. وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قياديي حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال رفيق الحريري. (الصورة تعود لعام 2009)
صورة من: AP
2012: تدخل حزب الله لدعم بشار الأسد في إخماد الثورة
انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سرا في بادئ الأمر لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. ولعب الحزب ولايزال يلعب دورا كبيرا في قمع هذه الانتفاضة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Central Military Media
2015 "طلعت ريحتكم"
اندلعت أزمة بسبب القمامة حينما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل له، مما دفع الناس للخروج في احتجاجات حاشدة بعد تكدس تلال القمامة في الشوارع رافعين شعار "طلعت ريحتكم". وبدت هذه الأزمة إشارة جلية على عجز نظام المحاصصة الطائفي في تلبية احتياجات أساسية مثل الكهرباء والمياه.
صورة من: Alice Kohn
2017: سعد الحريري في قبضة العربية السعودية
في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017 تدهورت بشدة علاقة سعد الحريري مع السعودية التي أغضبها اتساع نفوذ حزب الله في لبنان. وصار معلوما على نطاق واسع أن الرياض أجبرت الحريري حينئذ على الاستقالة واحتجزته داخل المملكة. ونفت السعودية كما نفى الحريري حدوث ذلك، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد احتجاز الحريري في السعودية.
صورة من: Reuters
2019: الاحتجاجات تدفع الحريري إلى الاستقالة
ومع ركود النمو الاقتصادي وتدفقات رؤوس الأموال واجهت الحكومة ضغوطا للحد من العجز الهائل في الميزانية.
وخرج الآلاف في احتجاجات متهمين الزعماء بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد بعد فشلهم في تجاوز الأزمة الاقتصادية.
وفي 18 أكتوبر تراجعت الحكومة عن بعض مقترحاتها لحل الأزمة، لكن الاحتجاجات استمرت. وفي 29 أكتوبر قدم الحريري استقالته رغم معارضة حزب الله.