1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نصر حماس" ـ نقطة تحول في معادلات القوى الفلسطينية والإقليمية

لؤي المدهون/ إعداد: عبده جميل المخلافي١٥ يونيو ٢٠٠٧

لا يشكل استيلاء حركة حماس على قطاع غزة منعطفا حادا في الصراع على السلطة في الساحة الفلسطينية فحسب، بل وأيضا تراجعا لدور القوى المعتدلة في المنطقة. فهل أصبحت حماس ورقة "جوكر" جديدة في الحسابات الإقليمية؟

الصراع على السطة في غزة: هل ينبئ بمتغيرات جوهرية على الصعيدين الفلسطيني والإقليميصورة من: AP

لم يكن أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المعروف عنه التروي عند اتخاذ القرارات الحاسمة، خيارا منطقيا أخر غير اللجوء الى أخر الوسائل لديه، وذلك بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة، إثر استيلاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شبه الكامل على قطاع عزة. فقد اتخذ عباس ليلة أمس الخميس(14 يونيو/حزيران) قرارا رئاسيا بإقالة حكومة "الوحدة الوطنية" الفلسطينية برئاسة القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية، معلنا في الوقت نفسه حالة الطوارئ في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تتولى حكومة طوارئ مؤقتة مهمة تسيير الأمور حتى إجراء انتخابات جديدة في المناطق الفلسطينية. لكن رئيس الحكومة الفلسطينية المقال رفض من جانبه الانصياع لقرار الإقالة، مطمئنا الجميع في الوقت ذاته من أن حركته لا تسعى إلى إقامة دولة في قطاع غزة.

بوادر الصراع بين "الإخوة الأعداء" بدأت مبكرا

من هو المستفيد من الإقتتال الداخلي الفسطيني في نهاية الأمر؟صورة من: AP Graphics/DW

بداية يمكن القول إن الصراع العنيف على السلطة المحتدم حاليا بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، والذي فاق هذه المرة كل الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمراء، يشير الى حقيقة واحدة هي: أن النتائج ستكون كارثية على الفلسطينين، لاسيما من حيث الانقسامات على أساس جغرافي ـ لإيديولوجي: حماس في قطاع عزة وحركة فتح في الضفة الغربية. وهذا سيقلل بشكل كبير من فرص قيام دولة فلسطينية.

يمكن القول أن حركة حماس حققت بقوة السلاح في قطاع غزة مالم تستطع تحقيقه سياسيا. فالصراع المُر على السلطة في المناطق الفلسطينية المحتلة المجزأة بدأت نُذره برفض حركة فتح تسليم السلطة كاملة بعد الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حماس بأغلبية الأصوات وإصرارها ـ أي فتح ـ على الاحتفاظ بسيطرتها على الأجهزة الأمنية الفلسطينية. من جهة اخرى ظلت حماس تضع قدما في السلطة وأخرى في المعارضة ومتشبثة بمواقفها الأيدلوجية، رافضة بشدة القبول بالاتفاقات الدولية او التزحزح قيد أنملة في موقفها الرافض الاعتراف بشكل صريح بإسرائيل. كما ساهم الحصار الاقتصادي على الحكومة التي تقودها حماس من قبل المجتمع الدولي في تآكل المؤسسات الفلسطينية القائمة وانهيار مقومات الدولة في المناطق الفلسطينية المحتلة عموما وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة.

دويلة حماس الطالبانية؟

إن تأكيد إسماعيل هنية على أن حركته لا تنوي إقامة دولة في قطاع غزة، يتعارض مع حقيقة أن حماس المتعطشة للسلطة قد بدأت ومنذ وقت طويل في تطبيق "النموذج الطالباني" باستخدام القوة. كما ان الخطاب السياسي والإعلامي، الذي ظهر به بعض قادة حماس في الأيام الماضية، يشير الى طبيعة نوايا الحركة. فقد أعلن احد المتحدثين بإسم حماس بأن "عصر العدالة وسيادة الإسلام قد بدأ"، بينما ذهب ممثل قيادي أخر في الحركة الى ابعد من ذلك حينما وصف سيطرة حركته على قطاع غزة بأنه " التحرير الثاني"، لقطاع غزة، على إعتبار أن التحرير الاول كان بخروج القوات الإسرائيلية من القطاع عام 2005.

من ناحية أخرى يعيد زحف حركة حماس نحو السلطة وبسط نفوذها فيما يبدو وكأنه وضع اللبنات الأساسية الأولى "لدويلة إسلامية متطرفة" في قطاع عزة، وهو ما يعيد ظروف قيام الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 الى الأذهان. كما أن هذا الأمر يقود إلى استنتاج مفاده أن منطقة الشرق الاوسط قد تكون على عتبة تحول فاصل فيما يتعلق بالصراع على السلطة بين القوى المتطرفة من جهة والقوى المعتدلة المستعدة للقبول بالحلول الوسطية من جهة أخرى.

"جوكر" جديد في يد إيران؟

هل تسعى حماس إلى إقامة دولة إسلامية خاصة بها في قطاع غزة؟صورة من: AP

من المتوقع أن يسهم "نصر" حركة حماس في رفع الروح المعنوية لدى الكثير من الحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة. ففي عراق ما بعد صدام على سبيل المثال ستجد الحركات الإسلامية المتطرفة مبررا للإعتقاد ان الديمقراطية وحدها ليست كافية للوصول الى السلطة، بل انه لابد أيضا من اللجوء الى السلاح لحسم الموقف، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لنظام مبارك، لأن حركة حماس امتداد فلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وعلى صعيد معادلات القوى الإقليمية ستشعر ايران بوجه خاص انها تمتلك "ورقة جوكر" مهمة ضد التهديدات الأمريكية. فكما هو الحال مع حزب الله الشيعي، تسعى ايران الى تجنيد حركة حماس كرأس حربة على مقربة من إسرائيل. علاوة على ذلك يدعم الجانب المتطرف المحيط بالرئيس محمود احمدي نجاد داخل القيادة الإيرانية حركة حماس لأسباب اخرى. فهي تريد من وراء ذلك إظهار الدول العربية الصديقة لأمريكا كمصر والأردن والسعودية بمظهر العاجز المستسلم أمام الهيمنة الأمريكية في عيون الجماهير العربية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW