نص دستوري يتيح خلع ترامب "بالقوة".. فكيف يتحقق ذلك؟
إسماعيل عزام
٧ يناير ٢٠٢١
أدت أحداث الكابيتول إلى إطلاق دعوات لتنحية ترامب من منصبه غصبا عنه، خاصة مع التخوفات باستدراج الولايات المتحدة إلى دوامة عنف في الأيام المتبقية لترامب الذي يكرر مزاعم تزوير الانتخابات.
إعلان
رسميا، وبعد تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات، لم يبق أمام الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سوى 13 يوماً قبل أن يخرج من البيت الأبيض بقوة القانون، غير أن وقائع اقتحام مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس) في واشنطن قد تعجّل بتنحيته وإقالته من منصبه ليدخل تاريخ الولايات المتحدة من الباب الضيق.
وأعلن عدد من النواب دعمهم لفكرة إقالة ترامب، ليس فقط من خصومه الديمقراطيين، ولكن كذلك حتى من داخل البيت الجمهوري. وتستند فكرة تنحية ترامب إلى التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي، الذي ينصّ على تولي نائب الرئيس مهام الرئاسة لأسباب متعددة، منها عدم قدرة الرئيس على أداء مهامه لكنه يرفض الاستقالة من منصبة بشكل طوعي كما تنص على ذلك المادة الرابعة من التعديل، وهو ما يراه عدة نواب أمريكيون ينطبق على حالة الرئيس ترامب.
وصدر هذا التعديل عام 1967 بعد تداعيات اغتيال الرئيس جون كينيدي. وإن كانت المادة الأولى معروفة وتنص على استبدال الرئيس في حالة الوفاة أو الإقالة أو الاستقالة، فإن المادة الثالثة التي تنصّ على نقل السلطة في حال عجز الرئيس عن أداء مهامه، استخدمت رسميا لأول مرة عام 2002 عندما لجأ إليها الرئيس جورج دبليو بوش بشكل مؤقت لأسباب صحية.
غير أن الولايات المتحدة لم تشهد منذ صدور التعديل لجوءًا إلى المادة الرابعة الخاصة بتنحية الرئيس بالقوة. ويأمل معارضو ترامب، الذين ارتفع عددهم بعد أحداث الكابيتول، تطبيق المادة، خصوصا وأن عددا منهم يرون أن إمكانية مباشرة إجراءات العزل الرسمية صعبة التحقق، في ظل الأيام القليلة المتبقية على انتهاء ولاية ترامب.
وتحتاج المادة الرابعة فقط إلى تصويت نائب الرئيس مايك بنس، فضلا عنالأغلبية في أعضاء الإدارة الأمريكية، عكس إجراءات العزل التي تحتاج المرور عبر مجلسي الكونغرس، وهي الإجراءات التي سبق لترامب أن نجح في تخطيها عام 2019، عندما صوت مجلس النواب على عزله لكن مجلس الشيوخ رفض ذلك.
تحمس واسع
ومن أوائل النواب الذين تحمسوا للفكرة، الديمقراطية إلهان عمر، التي كانت خصما قويا لترامب خلال الأشهر الماضية، وكتبت ذات الأصول الصومالية على تويتر: "أقوم بإعداد بنود عزل ترامب. يجب عزله من قبل مجلس النواب، وإقالته من مجلس الشيوخ. لا يمكننا السماح له بالبقاء في مكتبه، الأمر يخصّ حماية جمهورتنا".
ونقلت سي إن إن عن عدد من القياديين في الحزب الجمهوري وكذلك في البيت الأبيض رغبتهم بإقالة ترامب قبل تاريخ 20 يناير/كانون الثاني، ونقلت عن مصدر جمهوري أن أعضاء مكتب الرئيس يعقدون محادثات أولية حول تطبيق التعديل الثالث. وصرّح قيادي جمهوري لم يدل باسمه: "يجب أن يتم عزله وإقالته"، فيما صرّح مسؤول كبير سابق أن "أفعال ترمب فظيعة بدرجة كافية لإقالته".
وكتب النائب الديمقراطي تيد ليو في إحالة على تغريدة لمراسلة نيويورك تايمز ماجي هابرمان: "لهذا الأمر يوجد التعديل الخامس والعشرين، عندما يفقد الرئيس جادة الصواب. إذا رفض ترامب الاستقالة، سيحتاج مايك بنس بدء إجراءات تنحية ترامب بأقرب وقت ممكن".
وأرسل عدد من الديمقراطيين رسالة إلى اللجنة القضائية داخل مجلس النواب، يطالبون من خلالها مايك بنس بتنحية ترامب. وجاء في الرسالة الإشارة إلى "المتمردين الذين حرضهم ترامب، وما قاموا به من تهديد لسلامة المسؤولين المنتخبين وتخريب الممتلكات العمومية واحتلال مجلسي النواب والشيوخ وإزالة العلم الأمريكي واستبداله بعلم ترامب".
غير أن هناك عوائق تواجه تطبيق المادة الرابعة من التعديل، ويشير موقع أكسيوس الأمريكي إلى أن عددا من أعضاء مكتب ترامب موالون لهذا الأخير، وليس من الواضح وجود دعم لفكرة التنحية بالقوة. بيدَ أنه في الجانب الآخر، يؤكد زيادة الخصام بين ترامب والقياديين الجمهوريين المتخوفين من تأثير تعنت ترامب وتشبته بالسلطة على سمعة الحزب والقيم الجمهورية، أن تشهد الأيام المقبلة تطورات سياسية جديدة، خصوصا إذا ما تكرّرت عمليات عنف مشابهة لما جرى في مبنى الكابيتول.
إسماعيل عزام (+مواقع إلكترونية)
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
لفترة طويلة، حرض ترامب أنصاره على نتائج الانتخابات، واصفا إياها بـ"المزورة"، وكانت النتيجة احتشاد الآلاف منهم، وقام بعضهم باقتحام الكونغرس وتعطيل جلسة المصادقة على الانتخابات مؤقتا. هنا بعض مشاهد الحدث الذي تابعه العالم.
صورة من: Leah Millis/REUTERS
ما قبل العاصفة
احتشد عدد من مؤيدي ترامب المتعصبين خارج مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونغرس) الأربعاء (6 يناير/كانون الثاني 2020)، حيث حاولت قوات الأمن إبعادهم عن مبنى الكابيتول (الكونغرس) وهو مقر المجلس التشريعي للولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Olivier Douliery/AFP/Getty Images
الصدامات الأولى
خلال اجتماع للكونغرس لمناقشة تثبيت فوز الرئيس المنتخب جو بايدن اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس (كابيتول) ووقعت المواجهات الأولى مع رجال الشرطة الذين كانوا يحمون المبنى.
صورة من: Stephanie Keith/REUTERS
اقتحام الكابيتول
الحشود الغاضبة المؤيدة لترامب والتي تزايدت باستمرار تمكنت من كسر طوق الحماية الأمنية التي تفرضها الشرطة وحراس المبنى واقتحمت مبنى الكابيتول.
صورة من: Win McNamee/Getty Images
اقتحام قاعة الاجتماعات
تمكن بعض المتظاهرين من التوغل داخل مبنى الكونغرس ووصلوا إلى القاعة التي يجتمع فيها مجلس الشيوخ
صورة من: Win McNamee/Getty Images
محاولة وقف تقدم المشاغبين
قوات الامن حاولت وقف المشاغبين وفرضت طوقا أمنيا حولهم من أجل التمكن من اخلاء المجتمعين في مجلس الشيوخ إلى بر الأمان من خلال مخارج الطوارئ.
صورة من: Manuel Balce Ceneta/AP Photo/picture alliance
تسلق الجدران
بعض المهاجمين تسلقوا الأسوار والجدران للوصول إلى داخل المجلس وإلى قاعة الاجتماعات.
صورة من: Win McNamee/Getty Images
رفع السلاح أمام المقتحمين
غرفة الاجتماعات الأخرى في مبنى الكونغرس والتي يجتمع بها عادة مجلس النواب كانت هدفا أيضا لمقتحمي المبنى، حيث حاولت الشرطة ابعاد المقتحمين برفع السلاح.
صورة من: J. Scott Applewhite/AP Photo/picture alliance
اقتحام مكاتب بعض النواب
وبالرغم من جميع المحاولات الأمنية نجح المشاغبون في اقتحام العديد من الغرف داخل مبنى الكابيتول وشقوا طريقهم نحو مكاتب النواب.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
منصة نانسي بيلوسي
أحد المتسللين نجح في أخذ منصة زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وتبدو عليه ملامح السعادة بما قام به
صورة من: Win McNamee/Getty Images
البحث عن مخبأ
قاعات الجلسات أخليت كما يقول أحد الصحفيين المتواجدين، فيما حاول المجتمعون البحث عن مخبأ، كما تم توزيع أقنعة الوقاية من الغاز على المجتمعين.
صورة من: Andrew Harnik/AP Photo/picture alliance
الغاز المسيل للدموع
لجأت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة التي اقتحمت المكان.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP/Getty Images
تدخل الحرس الوطني
بعد عملية الاقتحام التي تابعها العالم، وتدخل قوات من الحرس الوطني، تمت السيطرة على الوضع. وفرض عمدة واشنطن موريال بوزر حظرا للتجوال يشمل كامل المدينة. وعاد الكونجرس للاجتماع للمصادقة على انتخاب جو بايدن. (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة )
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
ترامب يتعهد بمغادرة البيت الأبيض
عقب هذه الأحداث المثيرة وغير المسبوقة، وبعد مصادقة الكونجرس على فوز بايدن، ونتيجة للضغوط التي موست على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تعهد الأخير بمغادرة البيت الأبيض في نهاية ولايته، غير أنه استمر رغم ذلك في مزاعمه بحصول تزوير انتخابي، وكتب في بيان "حتى لو كنت أعارض تماما نتيجة الانتخابات، والوقائع تدعمني، سيكون هناك انتقال منتظم في 20 كانون الثاني/يناير". (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة)
صورة من: Tasos Katopodis/Getty Images
مشهد من "جمهوريات الموز"
شكلت مشاهد اقتحام مقر الكونغرس، التي تابعها الملايين عبر العالم، ضربة قاسية لصورة الولايات المتحدة كمنارة للديموقراطية. وقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش ما حدث يليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديموقراطية". وسارع الكثير من الساسة الأمريكيين وقادة العالم إلى التنديد بما حدث والبعض وصفا بـ"المشاهد الصادمة" و"المحزنة".