1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نظام التعليم المهني الألماني لمواجهة البطالة في العالم العربي

٢٥ نوفمبر ٢٠١٠

تخلف النظام التعليمي في العالم العربي عن مواكبة العصر ومتطلبات الواقع وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، يطرح بقوة مسألة البحث عن حلول، ويبدو النظام التعليمي الألماني المزدوج من بين أفضل الخيارات الممكنة.

خبرة جيدة لدى المصريين في مجال التعليم الثنائيصورة من: GTZ

تعاني البلدان العربية عموما من انتشار نظام التعليم النظري الذي لا تتوافق مخرجاته مع متطلبات سوق العمل كما أنه يفرز خريجين تنقصهم الخبرة العملية مما يجعل فرصهم في الحصول على فرصة عمل، لاسيما لدى القطاع الخاص، ضئيلة جدا. ومنذ بضع سنوات أخذ ما يعرف بنظام التعليم المهني الألماني المزدوج يحظى باهتمام متزايد من صناع السياسات التعليمية في بعض الدول العربية مثل المغرب والإمارات العربية المتحدة ومصر ولبنان. وتقدم ألمانيا من جهتها المساعدة لهذه الدول في تطوير نظام للتأهيل والتدريب المهني فيها.

مستقبل لبنان مرهون بالتعليم الفني والمهني

الشاب اللبناني أيمن مديون للتعليم المهني في حصوله على تأهيل مكنه من فتح ورشة لهندسة السياراتصورة من: DW

ويتبع لبنان النظام التعليمي الألماني المزدوج منذ عام 1995؛ هذا النظام التعليمي (النظري والتطبيقي) يتيح للطالب اختيار تعلم مهنة من عدة تخصصات متاحة، ويستغرق فقط ثلاث سنوات للحصول على شهادة لممارسة المهنة. ويتميز هذا التأهيل ـ مقارنة بالنظام التعليمي التقليدي ـ بتضمنه جانبا عمليا يتيح للطالب بعد تخرجه الحصول على عمل كونه قد أكتسب خبرة أثناء فترة التعليم.

وتوجد في لبنان 22 مدرسة تتبع نظام التعليم المزدوج الذي تسير عليه ألمانيا. ويقوم على تطبيق نقل التجربة الألمانية معلمون تلقوا تعليمهم في ألمانيا، فعلى سبيل المثال فادي تبشراني ، المدرس في المدرسة اللبنانية السريعة، الذي تلقى تدريبا في مدينتي زولينغ واسلينغن الألمانيتين. ويقول تبشراني في هذا السياق إنه مازال يفتقد لبعض الجوانب في نظام التعليم المزدوج في لبنان كما تعلمه وعايشه في ألمانيا، مشيرا في هذا الاطار إلى ضرورة التنسيق بين المدارس والمؤسسات لاسيما في جانب اختيار الاهتمامات والمواهب.

من جانبه يتمنى جورج حداد، مدير المدرسة السريعة، اهتمام أكثر من جانب أرباب العمل؛ "ينبغي أن يفكروا على المدى البعيد وأن يستثمروا في مجال تأهيل الشباب"، يقول حداد. لكنه يبدوا متيقنا من أن مستقبل لبنان مرهون بالتعليم الفني والمهني؛ " فبهذه الطريقة نستطيع تلبية متطلبات سوق العمل كما يمكننا الحد من هجرة الشباب الذين سيجدون فرص عمل في بلدانهم ولن يضطرون لأن يديرون ظهورهم لأوطانهم".

في هذا السياق يقول أيمن، الذي كان مولعا بميكانيكا السيارات، أنه بفضل الدراسة في المدرسة الفنية والحصول على فرصة التدريب في ورش تابعة لشركتي فولفو وأودي للسيارات في بيروت استطاع فيما بعد أن يفتح ورشة لإصلاح السيارات.

مبادرة مبارك ـ كول في مصر

وفي مصر بدأت مصر منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي تطبيق ما عرف بـ "مبادرة مبارك ـ كول" للشراكة بين ألمانيا ومصر، وهي مبادرة كانت حتى ذلك الحين الوحيدة من نوعها بين مؤسسات تعليمية حكومية والقطاع الخاص. ووفقا لذلك النظام يستطيع الطلاب بعد الحصول على الشهادة المتوسطة الالتحاق بمدرسة مهنية لتعلم الطباخة أو النجارة أو غيرها من المهن. ويشمل التعليم في هذه المدارس، خلال الثلاث سنوات، جانبا تطبيقيا. ويبلغ عدد هذه المدارس المهنية حاليا في مصر نحو 32 مدرسة. وتشير النتائج الأولية إلى نجاح هذه التجربة في مصر، حيث يستطيع الشباب المصري في مختلف محافظات البلاد أن يختار من بين التخصصات المتاحة تعلم مهنة، كما أن ما يعادل نسبة 82 في المائة من خريجي هذه المعاهد والمدارس يحصلون على فرص عمل بمجرد تخرجهم.

أما في الإمارات العربية فلا تزال التجربة وليدة إلى حد ما، حيث بدأت قبل سنتين فقط، وبالتعاون مع ألمانيا وتحت إشراف المؤسسة الألمانية للتعاون الفني (GTZ)، الإشراف على هذه المدارس بتكليف من قبل حكومة إمارة أبو ظبي. فبعد اجتياز الدراسة الثانوية يستطيع الطالب الالتحاق بأحد المعاهد التي أنشأت حديثا هناك لتعلم المهن، كالمهن المتعلقة بالتصميم أو تقنية المعلوماتية. ومن المنتظر أن تتخرج أول دفعة في العام القادم 2011.

دور المؤسسة الألمانية للتعاون الفني

المدربون في المدرسة اللبانية السريعة حصلوا على تأهيل في المانياصورة من: DW

وكما هو الحال في الإمارات تعمل المؤسسة الألمانية للتعاون الفني في لبنان إلى جانب الحكومة اللبنانية على تطبيق وتطوير النظام التعليمي المزدوج. في هذا الجانب تقول سونيا فونتاينا، مديرة برنامج تشجيع التعليم المهني وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مكتب المؤسسة الألمانية للتعاون الفني في بيروت، إن مكتبها يعمل مع الجانب اللبناني على مختلف المستويات. وتساعد المؤسسة الألمانية في لبنان في عملية تدريب وتأهيل معلمي المدارس الفنية والطاقم التدريبي كما تقدم الاستشارات. وتقيم المسؤولة الألمانية التجربة اللبنانية في مجال التعليم المزدوج بشكل ايجابي، حيث تقول في هذا السياق إن نحو ستمائة من الشركات أضحت مستعدة لقبول المتدربين لديها.

منى النجار/ عبده جميل المخلافي

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW