نظام الرعاية الصحية في سوريا على وشك الانهيار
١٦ سبتمبر ٢٠١٣حذرت مجموعة من 51 طبيبا مرموقا على المستوى الدولي من أن نظام الرعاية الصحية السوري وصل إلى "نقطة الانهيار" في الوقت الذي تعاني فيه البلاد "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ نهاية الحرب الباردة". وكتب أطباء، بينهم ثلاثة من الحائزين على جائزة نوبل، في رسالة مفتوحة ستنشر في مجلة "لانسيت" الطبية يوم الجمعة القادم، ان مرافق طبية وأفراد من المشتغلين بالمهنة يتم استهدافهم عمدا. وأضافوا نقلا عن إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نحو 15 ألف طبيب فروا من سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، في الوقت الذي تعرض فيه 37 في المائة من المستشفيات للتدمير و20 في المائة لـ"أضرار بالغة".
وفي شمال حلب، وهي واحدة من أشرس ساحات المعارك، لم يعد هناك سوى 36 طبيبا من بين 5000 طبيب كانوا متواجدين قبل الحرب، حسبما ذكرت الرسالة التي وقعت عليها شخصيات من دول تتبنى أراء متعارضة بشأن الصراع بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا سوريا وتركيا. وتابعوا قائلين: "ندعو الحكومة السورية و جميع الأطراف المسلحة إلى الامتناع عن مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف والمرافق والإمدادات الطبية والمشتغلين بالمهنة والمرضى والسماح بعلاج أي مريض ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات وفقا للمعايير القانونية المعترف بها دوليا". وقالوا إن عدد أولئك الذين يحتاجون للعلاج الطبي "يتزايد بشكل سريع"، ليس فقط بسبب الصراع ولكن بسبب "عدم وجود رعاية علاجية وقائية ملائمة". وأضافوا أن "الإصابات المروعة" لا يتم علاجها، في حين أن العمليات الجراحية تجرى دون مخدر، وتلد النساء دون مساعدة طبية، ولا يجد ضحايا العنف الجنسي مكانا يذهبون إليه.
وقالت الرسالة إن الصراع أيضا جعل السكان عرضة لخطر انتشار الأمراض المعدية، بما في ذلك التهاب الكبد والتيفود والكوليرا والدوسنتاريا. وكان وباء الحصبة قد اجتاح بالفعل شمال البلاد في شهر حزيران/يونيو الماضي، بينما أدى نقص العلاج إلى ازدياد تفشي داء الليشمانيات - مرض جلدي معد يمكن أن يسبب إعاقة خطيرة.
ومن بين الموقعين على الرسالة الحائزين على جائزة نوبل في الطب هارالد زو هاوزن وجول هوفمان، وكذلك رئيس منظمة الصحة العالمية السابق جرو هارلم برونتلاند.
من جانبها، قالت صالحة إحسان، طبيبة مستقرة في لندن عادت مؤخرا من زيارة إلى مستشفيات في إحدى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن توقيت الرسالة "دقيق للغاية". وتابعت: "ما نحتاج أن نقوم به الآن حقا هو ممارسة الضغوط على الصعيد الدبلوماسي لإقامة ممر إنساني".
ح.ع.ح/ي.ب(د.أ.ب)