1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نظام "القبة الذهبية" لحماية سماء وفضاء أمريكا.. لكن ضد من؟

٢٤ مايو ٢٠٢٥

في غضون 3 سنوات، يُفترض أن يكون نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الجديد "القبة الذهبية" جاهزًا. ووفقًا لترامب، فإنه سيكون قادرًا حتى على اعتراض الصواريخ القادمة من الفضاء. النموذج المحتذى هو نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.

 2025 |برنامج الدِّفاع الصاروخي "القبة الذهبية": بحسب الرئيس الأمريكي ترامب، سيُنجَز خلال ولايته الرئاسية.
برنامج الدِّفاع الصاروخي "القبة الذهبية" سينجز ـ بحسب الرئيس الأمريكي ترامب ـ خلال ولايته الرئاسية. صورة من: Chris Kleponis/Pool/IMAGO

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  يخطط مجددًا لأمرٍ كبير: كما كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية، يعتزم إنشاء نظام دفاع صاروخي جديد يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات القادمة من الجوّ، بل ومن الفضاء أيضًا. وقد أوضح ترامب أن "القبة الذهبية" ستكلّف  ما لا يقل عن 175 مليار دولار، وأنها ستُنجز بحلول نهاية ولايته في يناير من عام 2029. وتُشير معلومات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تواجه خطرًا متزايدًا من روسيا والصين.

لكنّ منتقدين يحذّرون من التكاليف الباهظة والإطار الزمني غير الواقعي. كما أعرب نواب ديمقراطيون عن قلقهم بشأن عملية الشراء، وبشأن احتمال مشاركة شركة "سبيس إكس"، التابعة لحليف ترامب  إيلون ماسك . وعلى الصعيد الدولي، أثار المشروع كذلك قلقًا؛ إذ انتقدت الصين المشروع، معتبرةً أنه يهدد "التوازن الاستراتيجي العالمي والاستقرار".

كيف يمكن أن يعمل درع الحماية؟

قيل إن النموذج المُعتمد في تصميم "القبة الذهبية" هو نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي . هذا النظام الإسرائيلي يُستخدم منذ آذار/ مارس عام  2011، ويقوم باعتراض الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المدفعية.  ويتكوّن من ثلاثِ وحدات: وحدة رادار، ومركز تحكُّم، وقاذفة صواريخ. الفرق الكبير بين "القبة الحديدية" ونظام  ترامب "القبة الذهبية" يكمن في أن الأول مُصمَّم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ولحماية منطقة صغيرة، كما أنه نظام متنقل يمكن استخدامه في مواقع متعددة.

حرب النجوم.. حماية أم تهديد؟

27:37

This browser does not support the video element.

أما مشروع النسخة الأمريكية، فتهدف إلى اعتراض الصواريخ العابرة للقارات المزوّدة برؤوس نووية. وهي ترتبط بخطط أمريكية تعود إلى عهد الرئيس رونالد ريغان من (1981 ـ 1989)، الذي أراد إنشاء درع دفاع صاروخي أُطلق عليه اسم "حرب النجوم" تيمُّنًا بسلسلة الأفلام الشهيرة، وكان من المُفترض أن تُوضَع فيه أنظمة الاعتراض في الفضاء.

ويهدف مشروع ترامب الفضائي إلى إنشاء شبكة من الأقمار الصناعية لرصد الصواريخ القادمة ، مثلًا من روسيا أو الصين وتعقُّبها واعتراضها عند الحاجة. وقد قيل إن درع الحماية قد يشمل مئات الأقمار الصناعية المخصَّصة لرصد الصواريخ ومتابعة مسارها.

بحسب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث، فإن الدرع الدفاعي المزمع إنشاؤه "سيحمي الوطن من صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والصواريخ فرط الصوتية، والطائرات المسيَّرة، سواء كانت هذه الصواريخ تقليدية أو نووية". إلا أنَّ التقنيات التي سيجري استخدامها لتحقيق ذلك لا تزال غير معروفة.

ترامب يخطط لبناء نظام دفاعي صاروخي

01:58

This browser does not support the video element.

"القبة الحديدية" اليونانية

إلى جانب الولايات المتحدة، هناك دول أخرى استلهمت نموذج "القبة الحديدية" الإسرائيلي أو استخدمته على الأقل كشعار إعلامي فعّال لنظامها الدفاعي. ووفقًا للعميد الإسرائيلي المتقاعد شاحَر شوحات، فإن ذلك تسبب في كثير من الالتباس، إذ قال في مقابلة مع مجلة "ديفنس نيوز" العسكرية إن "القبة الحديدية" أصبحت "علامة تجارية مثل كوكا كولا، يستخدمها الجميع الآن لأنها ناجحة جدًا".

"القبة الحديدية" الإسرائيلية اصبحت "ماركة مسجلة" تحاكيها دول أخرى أو ترغب في شرائهاصورة من: picture alliance/dpa/A. Safadi

أعلنت اليونان في نهاية عام 2024 عن نيتها زيادة ميزانية الدفاع بشكل كبير، وإنشاء درع حماية شبيه بـ"القبة الحديدية" بهدف التصدي للطائرات المسيَّرة والصواريخ، وذلك بعد أن رأت أن التقدُّم في مشروع نظام الدفاع الجوي الأوروبي "درع السماء الأوروبية" يسير ببطء شديد. لكن وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس أوضح أن "القبة الحديدية" اليونانية تختلف عن نظام الدفاع الصاروخي المتنقّل الإسرائيلي، لأن التهديد الذي تواجهه اليونان مختلف، فهي تحتاج بشكل رئيسي إلى الحماية من هجمات الطائرات المسيَّرة.

وقد أبدت دولٌ أخرى اهتمامًا بشراء نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي نفسه. ووفقًا لما صرّح به الباحث بيتر وايزمان من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لمجلة "نيوزويك" الأمريكية في عام 2023، فإن الدول التي أبدت هذا الاهتمام كانت رومانيا وقبرص في عام 2022، أذربيجان في عام 2016، كوريا الجنوبية في عام 2012، الهند في عام 2010، وسنغافورة في عام 2009. غير أن الهند وكوريا الجنوبية لم تتابعا هذه الخطط، ولا توجد في الحالات الأخرى أي تأكيدات على وجود طلبات شراء أو عمليات تسليم فعلية.

درع السماء الأوروبي .."المنطق ذاته"

تمت الإشارة إلى  نظام "القبة الحديدية"  أيضًا على المستوى الأوروبي. ففي عام2022، أُطلقت مبادرة "درع السماء الأوروبية"  (ESSI) كمشروع أوروبي للدفاع الجوي والصاروخي. وتهدف المبادرة إلى شراء أنظمة دفاعية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى بشكل منسَّق قدر الإمكان، من أجل التصدّي لجميع أنواع التهديدات الجوية. ووفقًا لوزارة الدفاع الألمانية، فقد انضمّ إلى هذه المبادرة حتى الآن 23 دولة.

وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش النمساوي، الفريق برونو هوفباور، لوكالة الأنباء النمساوية بأن مشروع "درع السماء" يتبع "المنطق ذاته" الذي يقوم عليه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. فكلا النظامين يهدفان إلى التصدي للتهديدات الجوية على عدّة مستويات.

أعده للعربية: عباس الخشالي

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW