1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نظام مدرسي جديد في سوريا... مشروع تجريبي يصطدم بمحدودية الكفاءات

٢٨ ديسمبر ٢٠٠٩

يشهد نظام التعليم المدرسي في سوريا إصلاحات جوهرية تتمثل أبرز محاورها في تجديد محتويات المقررات الدراسية بشكل دوري، غير أن هذه الجهود تواجه عددا من المشاكل كضعف إتقان اللغات الأجنبية والخبرات في مجال استخدام الكومبيوتر.

يتولى المعلم في النظام التعليمي الجديد بالأساس مهمة إدارة النقاش بدلا من تلقين الدروسصورة من: DW

يشهد نظام التعليم المدرسي في سوريا إصلاحات جوهرية منذ بضع سنوات وتتمثل أبرز محاورها في تجديد محتويات المقررات الدراسية بشكل دوري وكيفية إعطائها للطلاب. على صعيد المحتويات ينبغي أن يعاد النظر فيها كل سنتين حسب ما ذكره بعض المعلمين السوريين. ومن بين التعديلات أيضا إدخال اللغة الإنجليزية إلى التعليم منذ الصف الأول الابتدائي، بينما أضحت اللغة الفرنسية تعلم مع بدء المرحلة الإعدادية. كما تم البدء بتطبيق مشروع "وورد لينكس" الخاص بالمنطقة العربية بهدف فتح آفاق جديدة للطلاب من خلال استخدام الإنترنت في التعليم تحت إشراف معلميهم.

المعلم لإدارة النقاش بدلا من تلقين الدروس

إطلاق النظام المدرسي الجديد كمشروع تجريبي يشمل عشرة مدارس قبل تعميمه في كل المدارس السوريةصورة من: DW

تميز نظام التعليم المدرسي في سوريا حتى الآن بالمركزية حيث يتلقى الطلاب نفس المقررات المدرسية بشكل يعتمد على التلقين والحفظ، الأمر الذي يضعف روح الإبداع والمبادرة لديهم. بيد أنه من المقرر أن يتغير هذا الوضع مع إدراج الإصلاحات الجديدة التي تعطي للمدارس حريات أوسع فيما يتعلق بتدريس محتويات المواد المقررة كما هو عليه الحال في دول أوروبية مثل ألمانيا. ومما يعنيه ذلك وضع خطوط عامة للمنهاج الدراسي، على أن تقوم المدارس نفسها بتناول تفاصيلها بشكل يعتمد على مشاركة الطلاب وتشجيع روح المبادرة والعمل الجماعي لديهم.

وفي هذا الإطار يتم تشجيع المجموعات في إطار ورش عمل تقوم بحل المهام المعطاة لها. أما دور المعلم الأساسي فيتمثل في توزيع المهام وإدارة جلسات النقاش لتصحيح مسارها كما تقول داليا صباغ، مدرسة لغة فرنسية، في إعدادية كفرنايا النموذجية للبنات. وتقول داليا في هذا السياق "أقوم بالتدخل عن الضرورة بعيدا عن أسلوب التلقين السائد للتصحيح، وأساعد الطلاب على توفير مصادر المعلومات من مصادر مطبوعة وعبر الإنترنت على أن يقوموا بالبحث عن الحلول وإيجادها ومناقشتها تحت إشرافي".

مدارس نموذجية

مشاركة الطلاب وتشجيع روح المبادرة والعمل الجماعي لديهم، من بين الأهداف التربوية للنظام التعليمي الجيدصورة من: DW

وقبل تعميم النظام المدرسي الجديد الذي سينجم عن الإصلاحات الجديدة، يوجد مشروع تجريبي يشمل عشرة مدارس في كل محافظة سورية على أن تكون نموذجية في أسلوب تدريسها. وعن هذه التجربة يقول صالح لطوف، مدير مدرسة كفر نايا النموذجية للبنات: "نحاول من خلال هذه التجربة جعل الطلاب يكتسبون مهارات وخبرات مختلفة،على أساس وضع مناهج وخبرات تتناسب مع قدرات الطالب وإمكاناته". ويضيف بالقول "المنهاج القديم يحتوي على معلومات لا تخدم محاولة الطالب لتوسيع ثقافته، بينما المنهاج الحديث يعتمد الكثير من المعلومات المفيدة للطالب، غير أن الطريقة الجديدة غزيرة وفي بعض الأحيان تتجاوز طاقته".

تحديات اللغات الأجنبية واستخدام الكومبيوتر

غير أن أبرز المشاكل التي تواجه تطبيق الإصلاحات الجديدة ضعف خبرات الأساتذة والطلاب في إتقان اللغة الإنجليزية والتعامل مع الكومبيوتر وعدم توفره في المدارس للجميع، ناهيك عن ضعف شبكة الإنترنت وبطئها في معظم المناطق. "حتى طلاب المرحلة الثانوية لا يعرفون استخدام الكومبيوتر"، كما تقول ريم سعود، مدرسة لغة عربية وتضيف قائلة "المنهاج الجديد لا يراعي الفروق الفردية بين الطلاب، لدينا مستويات طلاب متدنية، وهذا المنهاج الحالي يحتاج إلى طالب لديه أساس بالكمبيوتر واللغة والثقافة العامة". وهناك مشكلة أخرى تتمثل أيضا في وجود معلمين ليس لديهم رغبة في تطوير أنفسهم من خلال تعلم اللغات الأجنبية والتعامل مع شبكة الإنترنت واستخدام الحاسوب كما يقول المدرب رامي جديد. الأمر الذي يعني أيضا ضعف مواكبة الأساتذة لمواد المقررات الدراسية لاسيما التي تحتاج إلى البحث الذاتي.

ومن أجل تحسين قدرات المعلمين يتم إخضاعهم لدورات خاصة على مدى سنتين وعلى أساس أربع مراحل مدة كل منها 40 ساعة. وتهدف الدورات إلى تعريف المعلم على كيفية توظيف التكنولوجيا الفاعل في دعم علميتي التعلم والتعليم. كما قامت وزارة التربية السورية بإنشاء موقع إلكتروني يقوم بتوثيق عمل المدرسين السوريين في مدارسهم، وإطلاعهم على خبرات زملائهم والاستفادة منها في مدارسهم. كما يتم تشكيل مجموعات بريدية هدفها تبادل المعلومات بين الأساتذة حول مصادر المعلومات وتقديم المساعدات المتبادلة.

انتعاش سوق الدروس الخصوصية

وفي ضوء الصعوبات التي تواجه طلاب المدارس في التعامل مع الواسئل التعليمية الجديدة كالحاسوب، بدأ الطلاب يلجئون إلى أخذ دروس خصوصية لدى أساتذة أو لدى مراكز كومبيوتر ومعاهد متخصصة كما يقول بديع غازي الراعي، أب لديه أولاد في المرحلتين الإعدادية والثانوية. وحسب رأيه فإن الكثير من العائلات لا تستطيع تحمل النفقات الناجمة عن ذلك.

من جهة أخرى، يرى الكثير من الطلاب أن المناهج الجديدة تضم مواداً لا تتناسب مع أعمارهم وقدراتهم على الاستيعاب، ذلك ما تراه فاطمة العبو، الطالبة في الصف الثامن الإعدادي. أما شهد المحمد، الطالبة في الصف العاشر بمدرسة دير جمال النموذجية، فترى أن من أوجه الصعوبة أن يطلب من الطالب لعب دور لم يتعود عليه في الصفوف المدرسية الأولى كالبحث بمفرده عن المعلومات وتبويبها وتقديمها لزملائه وكأنه هو المعلم. وتقول في هذا الإطار "من قبل كان المعلم يقوم بكل شيء، أما نحن فكنا نركز على حفظ ما يقوله أو ما هو مكتوب في الكتاب"، وتضيف قائلة "أما اليوم فيجب علينا شرح الدروس في الوقت الذي يقف فيه المدرس لإدارة النقاش والتدخل لتصحيح مساره".

الكاتبة: عفراء محمد

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW