1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نظرة الوداع الأخيرة

برحيل البابا يوحنا بولس الثاني فقد العالم رمزاً دينياً وشخصية رائدة في مجال نشر قيم التسامح والسلام بين الشعوب والثقافات. وبينما يسجى جسد البابا اليوم لإلقاء النظرة الأخيرة عليه تتوالى التعازي من كل مكان.

جثمان البابا مسجى في الفاتيكانصورة من: AP

احتشد عشرات الآلاف اليوم في ساحة القديس بطرس لحضور قداس خاص تكريماً للبابا يوحنا بولس الثاني الذي فاضت روحه مساء السبت. وقد تقاطر المعزون طيلة مساء الأمس وتجمعوا أسفل النافذة التي أطل منها البابا الراحل لآخر مرة قبل أسبوع. واستمروا في الصلاة والترنيم لأجل روح المتوفي، وأصيب بعضهم بنوبات بكاء حادة. ويسجى جسد البابا في كنيسة القديس بطرس لإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل مراسم الدفن التي ينتظر أن تكون يوم الأربعاء أو الخميس القادمين. ويتوقع الفاتيكان أن يحضر الجنازة مليون شخص.

مسلمو ألمانيا يشاركون الكاثوليك في أحزانهم

ما أن أعلن خبر وفاة البابا يوحنا بولس الثاني حتى قرعت أجراس الكنائس في المدن الألمانية وتدفق رعايا الكنيسة الكاثولكية على دور العبادة ليصلوا من أجل راحة نفس البابا. وأضيئت الشموع في الميادين وحول الكاتدرائيات ترحماً على الفقيد. وامتلأت كاتدرائية مدينة كولونيا التي تقطنها أغلبية كاثوليكية بالمصلين. وقد أعرب رئيسا الكنيستين الألمانيتين الكبيرتين عن حزنهما البالغ لوفاة الحبر الأعظم، فصرح الكاردينال كارل ليمان رئيس مجمع الأساقفة الألماني بأن العالم أصبح فقيراً بعد وفاة البابا، ووصف رسالة البابا بأنها تدعو لفتح الأبواب لدخول روح المسيح الحقة، ولتبادل الحوار مع الأديان والثقافات المختلفة وعدم التقوقع. رئيس مجلس الكنيسة الإفانجيلية الألمانية فولفغانغ هوبر أشاد بالبابا لاهتمامه بالحوار الداخلي بين الطوائف المسيحية المختلفة ووصفه بأنه المثل الأعلى للإيمان، وتمنى أن تستمر تلك الروح التي زرعها البابا.

اضاءة الشموع على روح الباباصورة من: AP

ولم يكن المسيحيون وحدهم في حزنهم على راعي الكنيسة الكاثوليكية فلقد شاركهم أيضاً المسلمون المقيمون في ألمانيا، فقد نعى المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا البابا الراحل وأعرب عن حزنه على فقد العالم شخصية رائدة كانت تولي الحوار بين الديانات والتفاهم بين الثقافات أهمية قصوى. وأضاف في البيان الصادر أن البابا يوحنا بولس كان رمزاً عالمياً للقيم الدينية، واهتم بشكل خاص بتجسير المسافة بين الإسلام والمسيحية. لذلك فالمسلمون يشاركون إخوانهم المسيحيين حزنهم على الفقيد.

كما تسارعت ردور أفعال الشارع السياسي الألماني على خبر وفاة البابا، فلقد أعرب المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن حزنه العميق على وفاة الراحل، وصرح بأن البابا يوحنا بولس الثاني كتب فصلاً جديداً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وأضاف "لقد ترأس البابا الكنيسة الكاثوليكية على مدى ربع قرن لم يدخر فيها جهداً من أجل النضال لإحلال السلام والعدل والتضامن بين البشر. أظهرت حكمته في حل المشكلات احترامه الشديد لكافة الثقافات والشعوب. لذلك استحق المكانة الرفيعة التي يشغلها في قلوب الشباب". وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر وصف الراحل بأنه شخصية عالمية فذة بذل جهوداً كبيرة في إحلال السلام في ربوع العالم. وأضاف أن إيمان البابا العميق بأن القارة الأوروبية لا تقتصر فقط على أوروبا الغربية جعله يتدخل بشكل فعال في توسيع الإتحاد الأوروبي ليضم دول أوروبا الوسطى والشرقية. أما أنجليكا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض فقد نعت الراحل ووصفته بأنه رمز كبير للكنيسة الكاثوليكية وشخصية من أعظم شخصيات العصر الحالي.

ساحة القديس بطرس تغص بالمعزينصورة من: AP

حزن على البابا في الشرق الأوسط

وفي القدس حيث ولد المسيح توالت أيضاً ردود الأفعال على وفاة البابا، حيث أعربت بطريركية اللاتين في القدس عن "حزنها العميق" لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني اليوم السبت في الفاتيكان. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الاب ويليام شومالي المتحدث باسم بطريركية اللاتين في القدس "نشعر بحزن عميق لوفاة البابا لأنه كان يحب الشعب الفلسطيني وعرف كيف يقرب بين المسيحيين والمسلمين واليهود". وأضاف "نتضرع الى الله ان يمنحنا شخصا مثله ونشكر السماء التي منحتنا بابا مثل يوحنا بولس الثاني". وذكر أن قداديس عن راحة نفس البابا سوف تقام غدا الأحد وبعد غد الاثنين في القدس.

وأقام الفلسطينيون الكاثوليك في غزة اليوم الأحد قداسا على روح البابا يوحنا بولس الثاني الذي توفي مساء السبت. واقيم القداس في كنيسة بطريركية اللاتين في مدينة غزة. وترأس القداس الأب مانويل مسلم راعي الطائفة الكاثوليكية في غزة الذي قال "إن قداس اليوم هو قداس الأحد الأسبوعي لكنه ايضا يأتي على روح البابا". وقال مسلم لوكالة فرانس برس ان "الطائفة أعلنت الحداد على اثر وفاة البابا لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس أعلام الفاتيكان المرفوعة على الكنيسة".

جانب من قداس لإكرام روح البابا أفيم في كنيسة المهد في بيت لحمصورة من: AP

كما قطعت محطات التلفزيون اللبنانية الخاصة والحكومية بما فيها قناة المنار الناطقة باسم حزب الله اللبناني الشيعي، برامجها لنعي البابا يوحنا الثاني الذي اعلن الفاتيكان وفاته مساء اليوم السبت. وقطعت المحطات الخمس الخاصة والقناة الحكومية برامجها لعرض لقطات مباشرة من ساحة القديس بطرس التي احتشد فيها عشرات الآلاف من المؤمنين للصلاة.

كما قام العديد من الرؤساء العرب بالإعراب عن حزنهم لموت البابا والإشادة بما قدمه من جهود نادرة في سبيل التعايش السلمي بين الحضارات والأديان، خاصة في وقت بدا فيه هذا التعايش أمراً بعيد المنال. وقدمت العديد من المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية تعازيها الحارة، وأعربت عن أملها في أن يحافظ الجميع على نبتة الحوار التي زرعها البابا.

عالمياً

في بولندا وطن البابا الأم تجمع عشرات آلاف المؤمنين في الكنائس ليل السبت للصلاة لراحة نفس يوحنا بولس الثاني. وفي فادوفيتشي مسقط رأس البابا ركع مئات الأشخاص بصمت أمام كاتدرائية السيدة العذراء على بعد عشرة أمتار تقريبا من المنزل الذي ولد فيه البابا. وفي وارسو تجمع أكثر من 15 ألف بولندي في كنيسة القديسة آنا.

قدمت الكنيسة الكاثوليكية الرسمية الصينية التي لا تقيم علاقات مع الفاتيكان اليوم الأحد "تعازيها الحارة" بوفاة البابا يوحنا بولس الثاني مساء السبت معتبرة أنها "خسارة كبيرة". ووجهت الكنيسة الرسمية الأحد برقية تعزية باسم خمسة ملايين كاثوليكي تقريبا في البلاد على ما أفادت الجمعية الكاثوليكية الوطنية التي أوردت برقيتها وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. ولا تقيم الصين والفاتيكان علاقات دبلوماسية إذ أن الكرسي الرسولي يعترف بتايوان. وأسس النظام الشيوعي كنيسة وطنية لا تعترف بسلطة البابا.

صورة للبابا تحيطها الشموعصورة من: AP

كما أشادت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية اليوم الأحد بالبابا يوحنا بولس الثاني الذي توفي السبت وأعربت عن أملها في أن تساهم "ذكرى الراحل" في "إقامة علاقات جيدة" بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية في روسيا التي تتمسم علاقاتهما بالصعوبة.

وفي طهران أشاد الرئيس الإيراني اليوم الأحد بالبابا يوحنا بولس الثاني معتبرا انه مدافع "عن "الحقيقة والعدالة والسلام". وكتب الرئيس الإيراني في برقية تعزية وجهها إلى سكرتير دولة الفاتيكان المونسينيور انجليو سودانو ان "البابا يوحنا بولس الثاني كان من أتباع التصوف الديني ومن محبذي النقاش والفكر الفلسفيين ومحبي الإبداع الفني والشعري".

وأشاد الحاخامان الاكبران في إسرائيل اليوم الأحد بالبابا يوحنا بولس الثاني الذي توفي مساء السبت. وقال الحاخام الاكبر شلومو عمار للصحافيين "كان أول بابا يقيم علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وإسرائيل وكان أول بابا يزور كنيسا" يهوديا. وأضاف "أمل أن يواصل خليفته طريق المصالحة التي سلكها مع الشعب اليهودي". وكان يوحنا بولس الثاني يحظى بتقدير كبير في إسرائيل لاسيما منذ الزيارة التاريخة التي قام بها إلى هذا البلد في اذار/مارس2000 في إطار رحلة حج في الارض التي ولد فيها السيد المسيح.

صورة من: AP

من ناحيته عبر الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان مساء اليوم السبت عن "حزنه العميق" لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني الذي وصفه بانه "مدافع عن السلام بدون كلل". وقال انان في بيان "اشعر بحزن عميق لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني". واضاف "بمعزل عن دوره كمرشد روحي لاكثر من مليار من الرجال والنساء والاطفال، وكان مدافعا لا يتعب عن السلام ورائدا حقيقا للحوار بين الديانات وقوة لتقويم ذاتي لنقدي للكنيسة نفسها".

كما تتابعت تعازي الرؤساء والزعماء الأوربيين وعبروا فيها عن حزنهم العميق وتعاطفهم مع الكاثوليك في مصابهم. وأكدوا أن التاريخ سيحتفظ بذكرى هذا الحبر النادر ترددت أصداء شخصيته الجذابة وعقيدته وتقواه في البشارة الانجيلية بصورة لا مثيل لها على المسرح الدولي". وأوضحت التصريحات أنه حتى إذا كانت مواقف البابا الراحل لا تعجب الجميع فلا أحد ينكر أنه ترك بصماته على التاريخ في النصف الثاني من القرن العشرين".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW