غالبا ما يقال أن العين مرآة الجسد لأنها تعكس في كثير من الأحيان الحالة الصحية للجسم. وقد أكد خبراء بالفعل من خلال عدة دراسات أن فحص العين غالبا ما يكشف عن العديد من المشاكل الصحية، ومن ضمنها أمراض خطيرة. فكيف ذلك؟
إعلان
تعتبر العين بمثابة شاشة رصد للتغيرات التي يمكن أن تتعرض لها مختلف مناطق الجسم، حيث يمكن اكتشاف العديد من المشاكل الصحية من خلال فحص العين. وهنا تأتي أهمية زيارة طبيب العيون بشكل دوري، وفي حال الاشتباه في مرض معين، يتم تحويل المريض على الطبيب المختص.
وتدل بعض التغيرات التي تحدث بالعين على عوارض لأمراض معينة، فالعين ذات الدائرة الرمادية حول القرنية، مثلا، غالبا ما تكون إشارة على ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، حسبما يقول طبيب العيون الأمريكي، جون سي هاغان في حوار مع موقع CBC نيوز الأمريكي. ففي هذه الحالة التي تعرف لدى الأطباء بـ arcus senilis يجب أن يخضع المريض لفحص الدم للتحقق من ارتفاع نسبة الدهون في الدم، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا.
مكافحة ارتفاع ضغط الدم
06:52
ونقل موقع CBC عن خبراء أن العين يمكن أن تكشف أيضا عن مرض متلازمة هورنر. وتظهر العين في تلك الحالة بجفون متدلية مرتخية. وهنا ربما يكون الأمر خطيرا، إذ قد يكون إشارة على احتمال الإصابة بأورام في الرقبة، أو تمدد الأوعية الدموية. كما يمكن لفحص شبكية العين أن يكشف كذلك عن ارتفاع ضغط الدم. فارتقاع الضغط يتسبب في حدوث تمزق للأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية. وقد يصل الأمر في حالة تأخر العلاج إلى إصابة المريض بالسكتة الدماغية.
كما يعتقد الأطباء أن حدوث نزيف بسيط في الشبكية، قد يكون إشارة أولية لمرض السكري من النوع 2، وهو أحد أعراض اعتلال الشبكية السكري. وقد يؤدي عدم علاج تلك الحالة إلى الإصابة بفقدان البصر، لكن إدارتها يقلل هذا الخطر إلى النصف، بحسب ما ورد في موقع "ريدرز دايجيست" الأمريكي. وينصح الأطباء في حالة تشخيص الإصابة بالسكري، بتغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي وفقدان الوزن، مما يمكن أن يساعد في منع المزيد من الضرر.
وفي سياق متصل، يقول ميتشل مونسون، رئيس جمعية البصريات الأمريكية، أن التهاب العصب البصري هو أحد الأعراض التي تكشفها العين وتدل على الإصابة بمرض آخر هو التصلب العصبي المتعدد. ويوضح مونسون أن تشخيص التهاب العصب البصري لا يعني تلقائياً أن المريض مصاب بالتصلب العصبي المتعدد، فقد يكون نتيجة عدوى أو أسباب أخرى. ويصيب التهاب العصب البصري 75٪ من المرضى المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد، بحسب ما أورد موقع "ريدرز دايجيست".
س.م/ع.ش
حقائق عن قدرة الجسم الخارقة على العلاج الذاتي
في بعض الحالات لا بد من الأدوية والعقاقير الطبية للشفاء من الأمراض. ولكن في أحيان كثيرة يمكن للجسم أن ينجح في شفاء نفسه دون مساعدة. فكيف تتم عملية العلاج الذاتي؟
صورة من: colourbox
الجروح هي من بين الإصابات التي يستطيع الجسم علاجها ذاتيا، وذلك من خلال خلايا أنسجة خاصة تقوم بتثبيت الجرح. إذ تقوم هذه الأنسجة بضم الجرح وتشكيل أنسجة الندبة ويحتاج الجرح لمدة أسبوع كامل لكي يشفى. وعموما تتجدد كامل خلايا الجسم باستمرار، وتتشكل مليارات الخلايا الجلدية بشكل يومي لتستبدل الخلايا القديمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Karl-Josef Hildenbrand
حتى الهيكل العظمي يجدد نفسه تماماً. ويستغرق هيكلنا العظمي لكي يتجدد كليا حوالي عشر سنوات. وخلال عملية التجديد يقوم بإصلاح الكثير من الأضرار التي تعرض لها بسبب تعرض أحد عظامه لكسر أو تهشم.
صورة من: picture-alliance/dpa
أما العضلات وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والمعدة والأمعاء وغيرها، فتحتاج حوالي ثلاث إلى أربع سنوات لتتجدد، أي استبدال خلاياها القديمة بخلايا جديدة. علما أن عملية التجديد تحميها من الاهتراء ومن التلف.
صورة من: Fotolia/ag visuell
ولا يكتفي الجسم بتجديد نفسه لحمايته من التلف، ولكنه أيضا مسلح جيداً ضد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا. وذلك من خلال جهاز المناعة الذي يمتلك أعدادا هائلة من الخلايا المتخصصة لمكافحة الجراثيم المعدية.
للخلايا المناعية في الجسم أنواع مختلفة، ولكل نوع وظيفة محددة. فهناك خلايا مناعية تعرف بالخلايا الملتهمة وهي مخصصة للمهام الكبيرة، فهي تتعرف على الأجسام الدخيلة وتتخلص من خلايا الجسم المريضة. وهناك خلايا مناعية تائية تتخصص بنوع معين من الأجسام الدخيلة. وسميت بالتائية لأنها تنضج في الغدة الزعترية التي يبدأ اسمها باللغة الإنكليزية بحرف "ت" (Thymus).
صورة من: Fotolia
التوتر هو أكبر عدو لقوى الشفاء الذاتي. والتوتر يجعل الكلية الجانبية تفرز الكورتيزول الذي يعمل على إضعاف جهاز المناعة ويسهل الطريق أمام الجراثيم المعدية.
صورة من: Colourbox
لدى الاسترخاء تقوم النواقل المفرزة من الدماغ بتحفيز جهاز المناعة وتقويته. على الرغم من أن الأبحاث في هذا الحقيقة لازالت قيد الدراسة، لكن الكثير من الدراسات أكدت أن الدماغ يؤثر عبر الأعصاب والنواقل العصبية على الكثير من آليات الشفاء الذاتي. خصوصاً حين يشعر بالمرء بالراحة.