نغادجوي لـDW: عازمون على اللقب ومصر أقوى مرشح بأمم إفريقيا
١٠ يونيو ٢٠١٩
في 21 من الشهر الجاري تبدأ رحلة الكاميرون للدفاع عن لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي تحتضنها مصر. وفي حوار له مع DW يكشف المدافع مايكل نغادو نغادجوي، عن استعدادات "الأسود غير المروضة" لإنجاز هذه المهمة.
إعلان
DW: فازت الكاميرون في نسخة 2017 بلقب بطولة الأمم الإفريقية. ماذا يعني هذا اللقب لك أنت شخصيا؟
مايكل نغادو نغادجوي: كأس الأمم الإفريقية هي أهم بطولة رياضية بالنسبة للشعوب الإفريقية. فلكرة القدم أهمية قصوى ولها تأثير أقرب إلى تأثير الدين في القارة السمراء. لا يوجد أي حديث آخر يعلو على حديث كرة القدم أثناء البطولة الإفريقية. بالنسبة لي كان لقب 2017 انجازاً يعجز اللسان عن وصفه. لم أحلم بذلك يوما، حتى حينما كنت طفلا. أفتخر بكوني كنت ضمن فريق أهدى المنتخب الكاميروني النجمة الخامسة على قميصه.
وحين عدنا بالكأس إلى العاصمة ياوندي خرج الجميع إلى الشوارع لاستقبالنا والاحتفال بنا. كانت لحظة جنونية رائعة. أعتقد أن الكاميرون لم تحتفل يوما كما احتفلت بذلك اللقب.
الآن أنتم على موعد مع رحلة الدفاع عن اللقب، ما هي حظوظكم ونقاط ضعفكم؟
روح التضامن داخل الفريق وروح القتال من أقوى النقاط التي تميزنا. كلنا إصرار وعزيمة للدفاع عن ألوان المنتخب الكاميروني. لا توجد هناك أسماء معروفة عالميا، وهذه نقطة ضعف. مع ذلك لدينا فريق قوي يتحدث لغة واحدة.
من أكثر المرشحين للفوز بلقب البطولة:
تمّ رفع عدد المشاركين في هذه البطولة إلى 24 منتخبا، وهذا منح فرصة المشاركة لعدد كبير من المنتخبات الإفريقية.
أعتقد أن مصر من أكثر المنتخبات المرشحة للفوز، تماما مثل السنغال التي تتوفر على فريق عتيد. ولا ننسى أيضا ساحل العاج والمغرب إلى جانب تونس ونيجيريا. وطبعا الكاميرون.
هل بات من الضروري على اللاعبين الأفارقة اللعب في صفوف الأندية الأوروبية لتحقيق النجاح عالميا؟
لا أعتقد ذلك. صحيح أن الإعلام حول العالم يركز بدرجة أساسية على الكرة الأوروبية، ما يفتح بالتالي باب النجومية على مصراعيه أمام اللاعبين الأفارقة في أوروبا. بيد أن هناك من وصل لهذه النجومية من دون أوروبا، كلاعب المنتخب المصري (السابق) محمد أبو تريكة، الذي لم يلعب يوما بقميص نادٍ أوروبي، ومع ذلك يعد من أهم اللاعبين الأفارقة على الإطلاق.
هذا الأمر لا ينف حقيقة أن العديد من اللاعبين الأفارقة يحلمون باللعب في أوروبا لأجل تطوير إمكانياتهم الكروية والمادية.
وتبقى التأشيرة أكبر عقبة تعترض طريق اللاعبين الراغبين في الوصول إلى الأدوار الأوروبية. أنا أؤمن بالمستوى الكبير للاعبين الأفارقة، وأعتقد أن الأندية الأوروبية سوف تستفيد في حال التعاقد مع أحدهم من قدرات ومواهب واعدة.
التحقت بمنتخب بلادك في عام 2016. والآن تعدّ من اللاعبين الأساسيين في نادي سلافيا براغ الذي انتقلت إليه في السنة ذاتها. لكن مسيرتك الكروية بدأت في ألمانيا، فلماذا لم تنضم إلى أحد أندية بوندسليغا؟
بدأت مسيرتي مع الفريق (الرديف) لنادي نورنبرغ الألماني. وهناك قضيت موسمين (ما بين 2012 و2014). بعد ذلك كنت أتطلع إلى الانتقال إلى الفريق الأساسي للنادي الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية حينها.
لكن في ألمانيا لم يكن الأمر سهلا، خاصة بالنسبة للاعبين الذي تركوا معاهد التدريب. كنا 22 لاعبا في مركز نورنبرغ الخاص باللاعبين دون 23 عاما. وكنت أكبرهم سنا. ومن هذه الدفعة لم يحترف سوى ثلاثة لاعبين فقط. ويتعلق الأمر بفلوريان بالاس لاعب دينامو دريسدن حاليا، ويان جورج لاعب ريغنسبورغ، وأنا الآن في صفوف سلافيا براغ.
كنت مقتنعا تماما أن جميع هؤلاء الشباب أمامهم مستقبل كبير في الكرة الألمانية، ولا أعرف هل السبب يعود إلى نادي نورنبرغ أو إلى طبيعة هؤلاء اللاعبين.
وكيف هو الوضع اليوم؟ هل يمكنك الانتقال إلى أحد الأندية الألمانية؟
طبعا لما لا. يبقى إلى أين وبأي شروط.
⃰الدولي مايكل نغادو نغادجوي يلعب في صفوف المنتخب الكاميروني في مركز قلب الدفاع. يحمل حاليا قميص نادي سلافيا براغ. بدأ مسيرته الكروية في عام 2010 بنادي "كيرشهوردار" بمدينة دورتموند للهواة. فاز مع "الأسود غير المروضة" بلقب كأس أمم إفريقيا في نسخة 2017 بعد فوز الكاميرون على مصر بهدفين مقابل هدف على عشب ملعب العاصمة الغابونية ليبرفيل.
أجرت الحوار سيليا فروليش
بطولة أمم أفريقيا تعود لمصر– تحديات ومكاسب تنتظر "المحروسة"
مصر هي الدولة صاحبة الخبرة الأكبر في تنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. ورغم الإمكانيات التي تمتع بها والمكاسب المنتظرة من استضافتها لنسخة خاصة جداً من البطولة القارية، إلا أن التحديات كبيرة بالنسبة لمصر "المحروسة".
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Lisitsyn
للمرة الخامسة، مصر من جديد
في اجتماع بالعاصمة السنغالية دكار الثلاثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2019) صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي يرأسه أحمد أحمد لصالح استضافة مصر لكأس أمم أفريقيا الثانية والثلاثين بدلا من الكاميرون. لتكون تلك هي البطولة الخامسة التي تستضيفها مصر، بعد بطولات أعوام 1959، 1974، 1986 و 2006.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mustafa
أسباب سحب التنظيم من الكاميرون
وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2018 سحب تنظيم البطولة من الكاميرون بعدما "تلقى تقارير مفصلة"، على مدار أكثر من عامٍ، لاحظ فيها أن العديد من الشروط "لم يتم الوفاء بها". وأوضحت وسائل إعلام أن الكاميرون تأخرت في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب (الصورة لملعب بافوسام) ، إضافة إلى وجود مخاوف لدى الاتحاد من الوضع الأمني هناك.
صورة من: DW/D. Köpp
مصر تتفوق بجدارة على جنوب أفريقيا
ومع إعلان سحب البطولة من الكاميرون أُعلِن أيضا عن فتح الباب لتلقي ترشيحات الدول التي تريد تنظيم البطولة. وكان الحديث يجري بقوة عن المغرب، غير أنه في النهاية لم يتقدم رسميا سوى مصر، وجنوب أفريقيا التي لديها ملاعب (الصورة) استضافت مونديال 2010. وجرى التصويت في داكار لـ"تحصد مصر 16 صوتاً، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب إفريقيا، وامتناع (...) واحد عن التصويت"، حسب الاتحاد المصري لكرة القدم.
صورة من: Reuters
بداية مرحلة جديدة من أمم أفريقيا
كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019 هي نسخة فريدة من البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في الخرطوم عام 1957. فخلافاً للنسخ السابقة لن تقام البطولة في الشتاء وإنما في الصيف، أي من 15 حزيران/ يونيو وحتى 13 تموز/ يوليو المقبلين. وبعد أن كانت النسخ الماضية (ما عدا النسخ الأولى) بمشاركة 16 فريقاً، ستكون هذه النسخة الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخباً.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
مصر مؤهلة لاستضافة البطولة
مصر لديها مؤهلات كثيرة جعلتها تفوز بتنظيم النسخة الـ32 من كأس الأمم الإفريقية. وسبق لبلاد النيل والأهرامات أن استضافت البطولة القارية أربع مرات، كما استضافت عام 1997 كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما، واستضافت عام 2009 كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً. ومصر لديها البنية التحتية اللازمة، من ملاعب وأماكن إقامة وشبكات نقل ومواصلات ومطارات، ومراكز البث ووسائل التواصل الحديثة، من أجل تنظيم بطولة ناجحة.
صورة من: imago/OceanPhoto
خمس مدن وثمانية ملاعب للبطولة
رشح الاتحاد المصري ثماني ملاعب لاستضافة أمم أفريقيا 2019، أربعة منها بالقاهرة الكبرى هي: استاد القاهرة (مدينة نصر، الصورة)، استاد السلام (مدينة السلام)، ملعب الدفاع الجوي (القاهرة الجديدة) وملعب الكلية الحربية (بالقرب من مطار القاهرة). بالإضافة إلى ملعب الجيش (الثالث) بمدينة السويس. وهناك استاد مدينة الإسماعلية. واستاد الإسكندرية وكذلك ملعب مدينة برج العرب، غربي الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/Ulmer
ملاعب خاوية بعد أحداث مؤسفة
ورغم السعة الضخمة لملاعب كالقاهرة وبرج العرب، إلا أنها تظهر خاوية من الجماهير في أغلب المباريات، خصوصا المحلية، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. فبعد وقوع أحداث مؤسفة مثل "أحداث ملعب بورسعيد 2012" (الصورة)، و"أحداث ملعب الدفاع الجوي 2015"، حيث قتل العشرات من جماهير فريقي الأهلي والزمالك، قرر الأمن المصري أن تقام المباريات بدون جمهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
عبء على الأمن والجمهور
غير أنه يجري السماح للجماهير من حين لآخر بحضور المباريات الدولية، مثل المباراة التي أقيمت على ملعب برج العرب (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) وتأهل من خلالها المنتخب المصري لمونديال روسيا 2018 بالفوز على الكونغو بهدفي النجم العالمي محمد صلاح (الصورة). غير أن تلك المباريات تمثل عبأ كبيرا على رجال الأمن والجماهير معا، حيث تكون الإجراءات الأمنية والتفتيش على أعلى مستوى ما يسبب ضغوطا على الجميع.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS
مخاطر الإرهاب تلقى بظلالها
وهناك عبء إضافي يشكله الإرهاب لا سيما في سيناء، والذي يستهدف رجال الجيش والشرطة والأقباط والسياح الأجانب على وجه الخصوص. ونظراً لتواجد ملعبي الإسماعيلية والسويس بالقرب من سيناء فستكون هناك حاجة لتأمين قوي للاعبين والجماهير. ولن يقل الأمر أهمية بالنسبة للمباريات في القاهرة أو الإسكندرية. ويتوقع أن يستغل تنظيم "داعش" هذه المناسبة لإرهاب المشاركين، على غرار ما فعله قبل مونديال روسيا.
صورة من: Imago/ZUMA Press
فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة
لكن السلطات والمسؤولين المصريين كانوا على علم تام بتلك المخاطر قبل التقدم لاستضافة تلك البطولة، التي تمثل فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة لمصر، من بينها الفوز مرة أخرى بالكأس الغائبة منذ 2010، وعودة الجماهير للملاعب، والمكاسب المادية من تنشيط السياحة، إضافة إلى بعث رسالة بعودة الأمن إلى ربوع "المحروسة"، كما يسعى إليه المنظمون. الكاتب: صلاح شرارة