يدق نقار الخشب بمنقاره في الأشجار بسرعة قد يصل معدلها إلى سبعة أمتار في الثانية الواحدة، ويشبه ذلك قيام إنسان بضرب رأسه في حائط بسرعة 25 كيلومتر في الساعة، ومع ذلك لا يصاب هذا الطائر بالصداع أو الإرهاق فما هو سر قوته؟
إعلان
أثبتت الدراسات أن طائر نقار الخشب يدق في الأشجار مسافة قد تصل إلى سبعة أمتار في الثانية الواحدة، ويشبه ذلك قيام إنسان بضرب رأسه في حائط بسرعة 25 كيلومتر في الساعة، وهذا ما يفعله هذا الطائر نحو 20 مرة في الثانية في بعض الأحيان؛ أي ما يساوي 12 ألف نقرة في اليوم. وكان ذلك العمل يستوجب أن يصاب هذا الطائر بتصدع في الجمجمة أو أن يسقط من على الشجرة، غير أن شبكة معقدة من الآليات تحول دون حدوث ذلك حسبما أشار علماء من الصين و هونغ كونغ في مجلة "بلوس ون" الأمريكية على عددها الإلكتروني مؤخراً.
ورصد الباحثون تحت إشراف يوبو فان من جامعة بيهانغ في بكين نقر طائر نقار الخشب الملون بكاميرات حساسة وكذلك سجلوا قوة النقر بحساسات دقيقة. ولمعرفة مدى سرعة نقر هذا الطائر في الخشب سجل الباحثون أيضا سرعة نقر الهدهد في الأرض بحثا عن الديدان ثم استخدموا البيانات التي حصلوا عليها من هذه المراقبة في عمل نماذج لنقر هذا الطائر يمكن من خلالها قراءة تفاصيل أكثر في عملية النقر.
طيور من بالونات
03:15
يتغذى نقار الخشب على الحشرات واليرقات التي تختفي في جذوع الأشجار ويستخرجها عن طريق النقر ويطعمها لصغاره أيضاً
مناطق إسفنجية في جمجمة نقـّار الخشب
وتوصل الباحثون من خلال هذه النماذج إلى أن طائر نقار الخشب يحمي نفسه من صدمات النقر بالاعتماد على مناطق إسفنجية مسامية في عظام الجمجمة والتي توجد بشكل خاص في منطقة الجبهة وفي مؤخرة الرأس. كما اكتشف الباحثون عاملا آخر يساعد في امتصاص الضربات الناتجة عن النقر وهو أن الأنسجة الخارجية للجزء الأعلى من المنقار أطول بنحو ميلليمتر واحد فاصلة ستة أجزاء من الميلليمتر عن الجزء الأسفل منه مما يجعل الجزئين لا يجتمعان معا في نقرة واحدة ولكن بفارق ضئيل للغاية ويؤدي إلى توزيع صدمة النقر عليهما ويخفض من قوتها.
كما تبين من خلال البيانات التي جمعها الباحثون أن مؤخرة اللسان غير العادية لدى نقار الخشب طويلة بشكل يجعلها تعمل وكأنها حزام أمان لرأسه. كما أن عظمة اللسان المرنة والدقيقة التي تمتد من الفك تتوزع بين العينين وتدور خلف الجمجمة وتصل إلى الفك السفلي مرة أخرى إلى الأمام وحتى المنقار.
ومع أن الباحثين لم يستطيعوا التثبت مما إذا كان نقار الخشب لا يصاب أبدا بالصداع إلا أن المعلومات التي حصلوا عليها خلال دراستهم قد تساعد على تطوير خوذات واقية لرأس الإنسان، كما يقولون. فجزء كبير من الوفيات والإعاقات الدائمة في العالم سببه إصابات الرأس.
ع ج م/ ع . أ. ج
"أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا" في ألمانيا
بتساوي الليل والنهار في العشرين من مارس/ آذار يبدأ فصل الربيع في ألمانيا. حيث تزهر البراعم وتتفتح الزهور، فتضحك الطبيعة، وتستيقظ الحيوانات من سباتها الشتوي وتعود الطيور المهاجرة، ويستمتع الناس بالدفء.
صورة من: Jörg Carstensen/dpa/picture alliance
الأزهار الجميلة تتفتح وتضحك للشمس
الزعفران هو أحد أبزر بوادر الربيع في وسط أوروبا. في ألمانيا تبشر هذه الأزهار الرقيقة بقدوم الربيع، حيث تزهر وتنتشر في العديد من المناطق على المروج. بالإضافة إلى اللونين الأبيض والأرجواني، هناك الأصفر والبرتقالي والأحمر من هذه الزهرة الجميلة.
صورة من: Astrid Vellguth/AFP
العودة من المهجر في الجنوب
مع بداية الربيع تعود الكثير من الحيوانات والطيور من الأماكن التي قضت الشتاء فيها، فتعود أسراب الطيور المهاجرة مثل اللقلق والإوز البري وبعض الطيور المغردة التي هجرت الشمال البارد باتجاه حوض المتوسط الدافئ في الخريف، تعود إلى ألمانيا مع بداية الربيع والدفء، وأشهر تلك الطيور اللقلق الأبيض الذي يبدأ ببناء عشه أيضا.
صورة من: Boris Roessler/dpa/picture alliance
القنفذ النشيط
بعض الحيوانات تقضي سباتها الشتوي تحت الأرض أو في تجاويف الصخور، ومنها القنفذ الذي يمتد سباته الشتوي من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني حتى أبريل/ نيسان. لكن هناك أنواع مثل هذا القنفذ البني في ولاية بادن فورتمبرغ، يستيقظ باكرا من سباته الشتوي في بداية شهر مارس/ آذار.
صورة من: imageBROKER/picture alliance
تساوي الليل والنهار
حسب التقويم، يبدأ الربيع مع تساوي طول الليل والنهار، ويكون ذلك بين 19 و21 مارس/ آذار، وهذا العام يصادف العشرين من الشهر. وهنا في مناطق هارتس المرتفعة لا تزال درجات الحرارة منخفضة تقترب من التجمد. تجدر الإشارة إلى أنه وفق الأرصاد الجوية (الأنواء) يبدأ الربيع مع بداية شهر مارس/ آذار حسب ما هو متفق عليه بين خبراء الطقس.
صورة من: Matthias Bein/dpa-Zentralbild/picture alliance
الاستمتاع بدف الشمس
رغم أن الشمس مع بداية الربيع لا تكون قوية، إلا أنها تشع وتوفر دفئا يكفي للتنزه والاستمتاع بالنهار الجميل. والكثيرون يبدأون بتنظيف وتعزيل البيت، ومن لديه حديقة يعود ليستمتع بالعمل فيها والعناية بالأزهار والورود والأشجار.
صورة من: Astrid Vellguth/AFP
ويبقى البحر مغريا
رغم أنه لا يزال الوقت مبكرا للسباحة ورمال الشاطئ لا تزال باردة، إلا أن الطقس الجميل والسماء الصافية تجذب الكثيرين إلى الشاطئ للتنزه أو قضاء عطلة نهاية الأسبوع هناك، كما في هذه الصورة على شاطئ بحر البلطيق في شمال ألمانيا. إعداد: يان فالتر/ ع.ج
صورة من: Frank Hormann/dpa-Zentralbild/picture alliance