1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نقاش ساخن في ندوة دويتشه فيله بالقاهرة حول مسؤولية الإعلام في حوار الثقافات

٢١ سبتمبر ٢٠١٠

شهدت مداولات ندوة نظمتها مؤسسة دويتشه فيله بالتعاون مع مؤسسة فردريش ناومان الألمانية بالقاهرة، نقاشا ساخنا حول دور الإعلام في حوار الثقافات. الندوة شارك فيها إيريك بيترمان مديرعام مؤسسة دويتشه فيله وخبراء مصريون.

بيترمان يلقي كلمته خلال ندوة الإعلام " مثير للخلافات أو وسيط لحلها؟"صورة من: DW/Claudia Wiens

في مناقشة مثيرة وساخنة استمرت قرابة ساعتين وفي قاعة اكتظت بالحضور تناول أربعة من الخبراء الإعلاميين في مصر وألمانيا قضية وسائل الإعلام في العصر الحالي المتسم بحدة الأزمات والنزاعات، وما إذا كانت تلعب دورا إيجابيا أم سلبيا في تقريب أو تعميق الفجوة بين الثقافات والمجتمعات المختلفة.

وفي كلمته خلال الندوة، التي نظمت اليوم الثلاثاء (21 سبتمبر /أيلول) في القاهرة تحت عنوان الإعلام" مثير للخلافات أم وسيط لحلها؟"، أعرب بيترمان عن تفاؤله الشديد بأهمية دور وسائط الإعلام المتعددة والتطور التكنولوجي في مد الجسور بين المجتمعات المختلفة، مشيرا إلى أن الإعلام هو سلاح العولمة الحالي في التقارب بين البشر في مختلف بقاع المعمور، مستخدما وسائله الحديثة من إنترنت ومدونات وأقمار صناعية.

وشدد بيترمان على أن الجميع يدرك قوة الإعلام ولذلك هناك من يستخدمونه بصورة إيجابية أو يسيئون استخدامه لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية معينة. وأبرز بيترمان أن دويتشه فيله تحاول القيام بدور في تحقيق التقارب بين الثقافات والتفاهم بين الشعوب، مستخدمة في ذلك أدواتها المتنوعة سواء عبر التلفزيون أو الإذاعة أو موقعها الإلكتروني.

ونوه بيترمان الى البرنامج الحواري المشترك بين دويتشه فيله والتليفزيون المصري الرسمي "شباب بلا حدود"، الذي يجمع شبانا وشابات من القاهرة وبرلين لمناقشة مختلف القضايا وليعرفوا المزيد عن بعضهما البعض في أسلوب حواري ممتع. وقال إن مثل هذه التجربة في التعاون الإعلامي "تستطيع تحقيق الهدف بتضييق الفجوة بين الثقافات المختلفة، عن طريق الحوار المتبادل وليس حديثا من طرف واحد يملي آراءه على الآخر".

أداء الإعلام هل يدعو للتفاؤل؟


جانب من مناقشات الخبراء خلال ندوة القاهرةصورة من: DW/Claudia Wiens

ودار نقاش ساخن في ندوة القاهرة بين بيترمان المتفائل بدور وسائل الإعلام الحديثة في التقارب بين الثثقافات، وخبراء مصريين أبدوا حذرهم إزاء دور وسائل الإعلام، حيث أكدت هالة مصطفى رئيسة تحرير "مجلة الديمقراطية" أنه برغم تعدد القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية إلا أن ذلك لم يساهم بصورة حقيقية في هدم الفجوة بين الشرق والغرب.

وترى هالة مصطفى أن أسباب ذلك تعود إلى الهوة الكبيرة بين نظرة العالمين العربي والغربي لمفاهيم القيم والحرية، مشيرة إلى مثال أزمة الرسوم الكاريكاتورية للرسول محمد، وأضافت أن الإعلام العربي لا يعكس التنوع الموجود بداخله، كما أنه ينظر للغرب بكثير من الشك نظرا للصورة التي طبعت دائما في ذهن العربي عبر التاريخ عن "الغرب الاستعماري".

وأضافت الإعلامية المصرية أن "العرب أصبحوا مهمشين وليس لهم مساهمات في العالم حاليا، مما خلق لديهم أزمة تمسك بالهوية"موضحة أن معظم القنوات الفضائية العربية مازالت تتمسك بفكرة "الرد والدفاع عن النفس بهجوم شديد على الغرب".

من جهته أكد الروائي المصري يوسف القعيد أن هناك حالة تضخيم لدور الإعلام كوسيط للحوار، بينما أن وسائل الاعلام المحدودة التي تلعب هذا الدور في العالم العربي تخاطب النخبة المثقفة ولا تخاطب الجماهير المنشغلين فقط بالإعلام الديني.

بينما شدد الخبير الإعلامي حسين عبد الغني على أن وسائل الإعلام سواء في العالم العربي أو الغربي ساهمت في تعميق الفجوة بدرجة وصلت أحيانا إلى حد التحريض، معللا ذلك بالإصرار على تقديم الصور النمطية المكررة عن الآخر دون البحث في حقيقتها.

وأضاف عبد الغني أن "التغطية الإعلامية في العالم العربي عن الرسوم الكاريكاتورية تسببت في خروج مظاهرات في بعض الدول الإسلامية قامت بحرق وتدمير، وعلى الجانب الآخر لتغطية وسائل الإعلام الغربية لهجمات 11 سبتمبر/ايلول حفزت أشخاصا في الغرب لقتل مسلمين باعتبارهم إرهابيين".

لمن تدق طبول الحروب الإعلامية؟

مدير عام مؤسسة دويتشه فيله في حوار مع شابة مصريةصورة من: DW/Claudia Wiens

وحول خلفيات الدور السلبي الذي تلعبه وسائل الإعلام من الجانبين الغربي والعربي، اعتبر حسين عبد الغني أن الحكومات في العالم العربي توجه الإعلام ضد الغرب لتشتت الانتباه عن مشكلاتها وفسادها الداخلي، بينما اعتاد الإعلام الغربي على طرح القضايا التي تهم العالم الإسلامي من خلال التركيز على ما هو شائع عن المسلمين لاستقطاب أكبر قدر من الجمهور.

ولكن بيترمان رفض فكرة ما يسمى بالصورة الإستعمارية الشائعة عن الغرب في أذهان الجمهور العربي، مؤكدا أنه لا يوجد كتلة واحدة تسمى الغرب أو كتلة أخرى تسمى العالم العربي، قائلا "هناك اختلافات شديدة داخلية وهذه الاختلافات فرصة يستغلها الإعلام ليمد جسور الحوار، ويجب عليه كي ينجح في مهمته توضيح الصور الإيجابية في الآخر وليست الصور السلبية فقط".

وتطرق المشاركون في الندوة الى ما اصطلح عليه بعض الخبراء ب"المتحكمين في الأجندة الإعلامية"، حيث أكد خبراء مصريون أن الحكومات في العالم العربي هى التي تسيطر على الإعلام. وقال حسين عبد الغني انه برغم انتشار القنوات الفضائية العربية الخاصة التي يمتلكها رجال أعمال، لكنها ليست حرة بل تهدف أيضا إلى إرضاء الحكومة في نهاية الأمر لتحقيق مصالح خاصة سواء المزيد من مشاريع التخصيص أو الحصول على عقارات من الدولة.

ومن جهته رأى القعيد أن الحكومات هي المسيطرة على الرسالة الإعلامية العربية بينما يسيطر رأس المال في الغرب على الإعلام، الأمر الذي أيده بيترمان مشيرا الى نموذج الإمبراطور الإعلامي روبرت موردخ. ولكنه أكد انه يوجد في أوروبا ثنائية إعلامية تهدف للتنوع، منها الإعلام الخاص والإعلام الذي يتم تمويله من الضرائب، وضمنه مؤسسة دويتشه فيلله.

وتطرق النقاش ايضا إلى متطلبات دور الإعلام كي يحقق حالات حوار حقيقية، وفي هذا الصدد قال القعيد ان ذلك يتطلب أن يخاطب كل طرف الآخر بلغته التي يفهمها، وأن يقوم الحوار على أرضية متكافئة للطرفين، ولكنه استبعد حدوث ذلك في المستقبل القريب لأن "العرب مهزومون" بحسب قوله.

استقلالية الإعلام


جمهور عريض تابع ندوة دويتشه فيله في إحدى فنادق القاهرةصورة من: DW/Claudia Wiens

وبرأي هالة مصطفى فإن حل الإشكالية المتعلقة بمسؤولية الإعلام في الحوار والتقارب بين الثقافات والشعوب، يكمن في تحقيق الديمقراطية في العالم العربي لخلق إعلام حر متنوع يستطيع التواصل مع الغرب.

بينما شدد بيترمان على مفهوم استقلالية الإعلام عن أي تأثيرات سياسية أو اقتصادية لخلق حالات حوار ناجحة، مشيرا إلى أنه من المهم أيضا التحلي بالموضوعية بقدر الإمكان وضرورة جلب آراء كثيرة ومتنوعة في تناول وسائل الإعلام لكل القضايا، الأمر الذي اتفق معه حسين عبد الغني ، حيث اعتبر أن استقلالية الإعلام أمر ضروري الى جانب ضرورة نبذ الصور النمطية عن الآخر.

وقال عبد الغني"على الغرب أن يكف عن الترديد في وسائل إعلامه أن المسلمين هم تنظيم القاعدة وأن المرأة المسلمة العربية مضطهدة" كما اعتبر أنه على المسلمين والعرب أن ينبذوا بدورهم معاييرهم المزدوجة التي ظهرت في الهجوم على قرار حظر بناء المآذن في سويسرا، وهم في نفس الوقت يهاجمون بناء كنائس في بلدانهم".

ودعا عبد الغني الى ضرورة ان يتعرف كل طرف على الآخر بصورة معمقة، مشيرا إلى أن العرب ربما يقرأون أكثر عن الغرب ولكن الغرب لا يعرف عن الأدب العربي سوى القليل على غرار كتاب "ألف ليلة وليلة".

نيللي عزت / القاهرة

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW