نقاش واسع حول دعوة ميركل لاستئناف عمليات الإنقاذ في المتوسط
١٧ أغسطس ٢٠١٩
دعوات المستشارة ميركل المتكررة لاستئناف عمليات الانقاذ الأوروبية في البحر وبمشاركة سفن البحرية لدول الاتحاد، أثارت نقاشا واسعا، إذ رحب فرع مفوضية اللاجئين في ألمانيا بالمبادرة، فيما انتقد سياسي محافظ الفكرة بشدة.
إعلان
دعوات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لاستئناف عمليات إنقاذ المهاجرين المهددين بالغرق أثناء محاولات عبورهم للبحر المتوسط إلى أوروبا من قبل سفن دول الاتحاد ووفق برنامج تمويل من المفوضية الأوروبية أثارت نقاشا واسعا بين مؤيد ومنتقد للمبادرة.
فمن جانب، رحبت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في ألمانيا بتصريحات ميركل واعتبرتها خطوة ضرورية جدا لسياسة لجوء أوروبية تتميز بروح الإنسانية. فيما انتقد المبادرة خبير الشؤون الداخلية في حزب ميركل المحافظ آرمين شوستر قائلا: إن عمليات الإنقاذ الحكومية ستشجع آخرين كثيرين لركوب قوارب الموت".
من جانبه، قال كريس ميلزر المتحدث الرسمي باسم مفوضية اللاجئين الأممية في ألمانيا في حديث مع صحيفة "راينيشه بوست" الصادرة اليوم السبت (17 آب/ أغسطس 2019) " نطالب منذ فترة طويلة بزيادة عمليات الإنقاذ، لأنه لا يجوز ترك الناس تغرق في البحر". وأضاف المتحدث "في البحر يوجد عدد قليل نسبيا من اللاجئين مقارنة مع أعداهم على اليابسة وهم لا يشكلون مشكلة كبيرة للاتحاد الأوروبي". وتابع ميلزر حديثه " ليس من الضروري استقبال كل اللاجئين بشكل دائم، ولكن يجب الاستماع إليهم".
لكن خبير الشؤون الداخلية في حزب المحافظين شوستر عبر عن شكوكه بشأن نجاعة دعوات ميركل لحل مشكلة المهاجرين في البحر. وقال شوستر إن الخطوة الواعدة بالنجاح أكثر من عمليات الانقاذ تتمثل بعقد اتفاقات مع دول افريقية على غرار اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا.
وأشار الخبير المحافظ إلى أن على دول الاتحاد الأوروبي أن تبرم اتفاقيات مماثلة مع دول جنوب الصحراء، حيث يمكن أن تحصل هذه الدول على حوافز مالية إلى جانب تسهيل الحصول على تأشيرات سفر إلى اوروبا للقوى العاملة الماهرة في الدول الأفريقية المعنية. مقابل ذلك عليها مواجهة الهجرة السرية ومنعها. وأوضح شوستر أيضا "يهمني كثيرا أن لا يغرق إنسان في البحر المتوسط"، حسب تعبيره.
ح.ع.ح/ع.خ(ك.ب.أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو