نقاط اختلاف وتشابه بين نظامي تبني وكفالة الأطفال
١٥ أغسطس ٢٠١٠رغم اختلاف التعريفات عند الحديث عن موضوع تبني الأطفال أو الكفالة أو الرعاية، فان الخلفية الثقافية والقانونية للمجتمعات هي التي تحدد دلالات هذه المصطلحات. فالتبني في ألمانيا أو في الدول الموقعة على معاهدة لاهاي الدولية الخاصة بالتبني مثل تركيا يتضمن تمتع الطفل المتبنى بكل الحقوق والواجبات في العلاقة التي تربطه مع الأسرة المستقبلة له، مثله في ذلك مثل أي طفل من صلب الوالدين بما في ذلك القرارات الخاصة بالعقيدة الدينية.
ففي هذا النظام يحصل المتبنى على كامل حقوقه مثل باقي الأبناء في الأسرة الواحدة. ولكنه يعتبر نظاماً معقداً جداً فيما يتعلق بإجراءاته، وذلك بسبب المعايير المحددة له والتعهدات أو الشروط التي يجب توفرها للسماح بالتبني.
تطابق عام بين نظامي التبني والكفالة
وبغية تأمين رعاية جيدة وتربية حسنة لهؤلاء الأطفال في حضن أسرتهم الجديدة، تقوم مؤسسات حكومية وأخرى مدنية في ألمانيا بتنظيم تلك الإجراءات مثل دراسة طلب المؤهلين لهذه المهمة وظروفهم الاجتماعية.
وإضافة إلى نظام التبني يوجد في ألمانيا أيضاً ما يسمى بنظام رعاية الأطفال أو كفالتهم. ويشبه هذا النظام إلى حد كبير نظام الوصاية على الطفل في بعض البلدان الإسلامية، من حيث قيام الوصي برعاية الطفل والتكفل به وبتربيته ورعايته حتى سن الرشد. أما الفارق بين هذا النظام ونظام التبني فهو أن الطفل لا يرث من وصيه، ولكنه يحتفظ باسمه الأصلي. وتأخذ الأسرة الجديدة على عاتقها لفترة معينة لا تتجاوز بلوغ الموصى عليه سن الرشد مسؤولية رعايته وتربيته وتعليمه.
وفي هذا النظام أيضاً تعتمد الإدارات المختصة نفس الإجراءات والمعايير التي تعتمدها في نظام التبني لدى البحث عن أفضل الأسر والآباء والأمهات بهدف تقديم رعاية جيدة لهؤلاء الأطفال وتعليمهم.
وبذلك فان نظامي التبني وكفالة الأطفال يتفقان بشكل عام من حيث ضمان تقديم أفضل تربية ورعاية للأطفال والشباب إلى أن يبلغوا سن الرشد.
احترام عقيدة الأطفال ذوي الأصول المسلمة
غير أن هذه المهمة قد تصبح أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بكفالة أطفال ذوي خلفية إسلامية، فعند البحث عن أب وأم مناسبين للطفل يجب "أن يكون لهذين الشخصين علاقة أو ارتباط وحب معرفة بالثقافة التي ينحدر منها الطفل بما في ذلك العقيدة الدينية" هذا ما تؤكده السيدة شتاين هاور المسؤولة عن قسم التبني في الإدارة المحلية لمدينة كولونيا. ولذلك فان مؤسسات رعاية الأطفال والشباب في ألمانيا ما فتئت تبحث عن أسر مسلمة مؤهلة لاستقبال أطفال مسلمين ورعايتهم أو كفالتهم عند الحاجة.
وذكرت الإدارة الاتحادية لمكاتب رعاية الشباب والأطفال في ألمانيا أن حوالي 32 ألف طفل وشاب استفادوا عام 2008 من خدماتها في البحث عن آباء وأمهات يتكفلون برعايتهم. ويشكل الأطفال والشباب ذوي أصول مهاجرة 18 % من هذا العدد.
ومن جهة أخرى تراجع مستوى عدد تبني الأطفال في ألمانيا منذ عام 2004 حتى العام الماضي بنسبة 25% ليصل إلى 3888 حالة تبني فقط. كما تراجع بشكل ملحوظ عدد الأمهات والآباء الذين يودون تبنى الأطفال.
الكاتب: عبدالحي العلمي
مراجعة: عارف جابو