نقاط خلاف أساسية في أزمة التحالف المسيحي الحاكم بألمانيا
٢ يوليو ٢٠١٨
تبذل المستشارة أنغيلا ميركل جهودا أخيرة لإنهاء خلاف متعلق بسياسات الهجرة مع حلفائها المحافظين من خلال إجراء المزيد من المحادثات مع هورست زيهوفر وزير داخليتها الذي لوح بالاستقالة. فما هي نقاط الخلاف الأساسية بين الطرفين؟
إعلان
يدور الخلاف بين "الشقيقين العدوين" الحزب الديموقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري) بزعامة وزير الداخلية هورست زيهوفر، حول معاملة المهاجرين الذين يصلون إلى ألمانيا لكنهم مسجلون في الأصل في دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. ويريد وزير الداخلية ابعادهم لكن ميركل ترفض ذلك حتى "لا تنتقل العدوى" إلى أوروبا فماهي اقتراحات ميركل بالضبط؟
مراكز الإرساء وحماية الحدود:
تقوم أفكار المستشارة على حماية أفضل للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بجمع لاجئي قوارب الموت في "مراكز إرساء" خاصة في دول الاتحاد تخضع لشروط مشددة، على أن تحصل الدول المعنية على الوسائل القانونية والإدارية وكذلك إمكانية اتخاذ "إجراءات داخلية" لمنع اللاجئين (المسجلين في إحدى دول الاتحاد) من مواصلة رحلتهم إلى دول أوروبية أخرى. ولتحقيق هذا الهدف لابد من تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين دول الاتحاد.
وهناك خلاف في تفسير معنى "الاجراءات الداخلية"، فأعضاء حزب زيهوفر يأولونها على أنها "إجراءات وطنية"، غير أن متحدثا باسم الحكومة الألمانية ذهب في اتجاه آخر وقال إن المقصود ليس هو "إجراءات أحادية على حساب دول أخرى". كما ستتم دراسة إقامة "مراكز وصول" في شمال إفريقيا.
مفاوضات ثنائية:
أبرمت ألمانيا مع كل من اسبانيا واليونان اتفاقا مبدئيا لاستعادة هذا النوع من المهاجرين. وأبدا البلدان استعدادهما لإعادة استقبال اللاجئين المسجلين عنهما والمبعدين من الحدود الألمانية.
مسائيةDW: ماذا بعد التوصل لاتفاق أوروبي بشأن الهجرة واللجوء؟
36:42
وذكرت ميركل أن ما لا يقل عن 14 بلدا أوروبيا وافقوا على مفاوضات من أجل الإسراع في ترحيل هذا النوع من اللاجئين، غير أن تشيكيا كذبت ذلك، فيما عبرت كل من المجر وبولندا عن تحفظهما، لكن بشكل غامض، وبالتالي ليس من الواضح تماما ما هي النقاط موضوع الاعتراض.
"مراكز الإرساء":
ويتعلق الأمر بتجميع اللاجئين في مراكز إرساء في الدول التي سجلوا فيها داخل الاتحاد الأوروبي بشكل يحصلون فيه على إجراءات سريعة للبت في طلباتهم، حتى لا يبتعدوا عن مراكزهم. ويسعى وزير الداخلية هورست زيهوفر لبناء ستة مراكز من هذا النوع، غير أن معظم الولايات الألمانية ترفض تواجد تلك المراكز فيها.
حماية شينغن:
تقترح المستشارة ميركل إرسال تعزيزات من الشرطة الألمانية إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في بلغاريا، لتقليص عدد اللاجئين في فضاء شينغن، وبالتالي تفادي التلاعب بتأشيرة شينغن واستعمالها للوصول إلى ألمانيا.
وليس من الواضح تماما كيف سيؤول إليه الصراع بين "الحزبين الشقيقين" بشأن سياسة اللجوء، حيث أن الأزمة السياسية الحالية في ألمانيا، تعتبر أيضا مؤشرا على انقسام متزايد داخل الاتحاد الأوروبي بين من يريدون إبقاء الحدود مفتوحة ومن يريدون تقييد عدد المهاجرين الوافدين إلى دول التكتل.
ح.ز/م.س (شبيغل أونلاين)
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.