نقص دعم البحث العلمي يهدد حياة ملايين المصابين بالإيدز
٢٣ يوليو ٢٠١٧
طالب باحثون عالميون بمزيد من التمويل لأبحاث علاج فيروس الإيدز "إتش.آي.في" والقضاء عليه. وقالوا إنهم لا يمكنهم توفير علاج مدى الحياة للمصابين (عددهم نحو 37 مليون) ولا تقليل انتقال العدوى بدون تعهد راسخ تجاه البحث العلمي.
إعلان
قال باحثون فى مجال دراسات وبحوث فيروس "إتش.آي.في" من أنحاء العالم يوم الأحد 23 تموز/ يوليو 2017 إن الأبحاث المتعلقة بالفيروس مهددة بسبب نقص التمويل، ودعوا إلى المزيد من الاستثمار في هذه الأبحاث. وقبيل اجتماع لهم يعقد في باريس، حذر الباحثون من أنه بدون البحث المناسب، لا يمكن أبدا هزيمة الفيروس ،المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز).
ومن المقرر أن يحضر نحو 6 آلاف خبير صحة في مؤتمر "الجمعية الدولية للإيدز" في العاصمة الفرنسية خلال الأيام المقبلة. وجاء في بيان أطلق عليه اسم "بيان باريس" أن :"المعرفة العلمية هي العمود الفقري لمواجهة إتش.آي.في". وجاء في بيان الجمعية: "لا يمكننا أن نحقق أهدافا عالمية طموحة، ولا أن نوفر علاجا مدى الحياة للمصابين بفيروس إتش.آي.في البالغ عددهم 37 مليون نسمة تقريبا ولا أن نقلل انتقال العدوى بدون تعهد راسخ تجاه البحث العلمي".
وقالت الأمم المتحدة قبل الاجتماع إن الباحثين يرون أن هناك تقدما في مكافحة "اتش.آي.في". وتفيد إحصاءاتهم بأن الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية، والتي تساهم في احتواء "اتش.آي.في"، تستخدم مع أكثر من نصف المصابين بالفيروس على مستوى العالم (36.7 مليون نسمة). ووفقا للتقرير السنوي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز، فقد تراجع عدد من يتوفون سنويا بسبب الإيدز إلى النصف تقريبا، من 1.9 مليون شخص إلى مليون شخص، في الفترة من عام 2005 إلى 2016.
ع.م/ ط.أ (د ب أ)
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.