نقل الحيوانات في أوروبا.. من يوقف هذه الممارسات الصادمة؟
٢٥ يناير ٢٠٢٢صور فظيعة تلك التي يتناقلها النشطاء في مجال الرفق بالحيوان حول ظروفنقل الحيوانات الحيّة.حيوانات تئن من الألم، وأخرى بمفاصل مكسورة وهي مضغوطة بين عشرات الحيوانات الأخرى على ظهر ناقلات في ظروف بشعة.
"يُفضل تناول بعض من الشراب قبل مشاهدة هذه الصور"، يقول غابرييل باون من الجمعية الدولية للرفق بالحيوان، وهو يقدم لـ DW ملفاً من الفيديوهات التي جمعها في إطار تقرير استقصائي قام به.
ويظهر أحدها (أشرطة الفيديو) قطيعا من الأبقار مقيدة ومتروكة تحت أشعة الشمس الحارقة، أو خرفانا تُجمّع بالاستعانة بآلة الصعقة الكهربائية لاقتيادها إلى ظهر سفن الشحن حيث يم نقلها إلى دول كالسعودية ولبنان وإسرائيل.
غياب المراقبة
منذ سنوات يوثق غابرييل باون وناشطون آخرون، عملية نقل هذه الحيوانات داخل دول الاتحاد الأوروبي وخارجه. وغالبا ما يقومون بذلك خلسة خشية من حدوث صدامات مع رجال الشرطة. ففي سلوفينيا على سبيل المثال، يقول الناشط إنه أُرغم بالقوة من قبل رجال الأمن على توقيع محضر يورطه رغم أنه هو الذي التجأ إليهم للبت في عملية نقل غير قانونية.
"لم يكونوا يعرفون بوجود قوانين أوروبية بهذا الشأن. كان عليهم إيقاف سائق الشاحنة ومنعه من إتمام رحلته نظرا لحرارة الشمس المفرطة التي أذابت حينها حتى الأسفلت"، يستكمل باون روايته.
تشير التقديرات أن نحو 3,8 مليون حيوان يتم نقله سنويا بين دول الاتحاد الأوروبي. لكن الحركة الأكبر هي التي تتم بين دول الاتحاد ودول ثالثة، فنحو ثلاثة ملايين خروف تقريبا تمّ تصديره إلى خارج دول الاتحاد، وأهم الدول المستوردة هي إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية.
مطالبات بقوانين واضحة
لجنة برلمانية داخل الاتحاد الأوروبي أخذت على عاتقها طيلة 18 شهراً، دراسة بيانات وتسجيلات وملفات بهذا الخصوص. وقد قدمت هذه اللجنة في شهر ديسمبر/ كانون الأول النتائج وكانت في مجملها صادمة وتؤكد خروقات كبيرة.
فعلى سبيل المثال تمّ تسجيل "رحلات طويلة دون مأكل ومشرب يقدمان للحيوانات، تحت أشعة الشمس الحارقة أو البرد الشديد، وفي ظل غياب المراقبة الطرقية أو غياب العقوبات الرادعة"، تقول النائبة الأوروبية تيلي ميتس.
بعد مناقشة الدراسة، صادق البرلمان على مجموعة توصيات لتحسين ظروف نقل الحيوان الحيّة، من أبرزها تقنين مدة النقل عند ثماني ساعات برّاً وجوّاً، و24 ساعة بحراً. إلى جانب تحديد الأسبوع الخامس كالحد الأدنى لعمر الحيوانات للسماح بنقلها. كما تشدد التوصيات على حظر نقل الحيوانات المتقدمة في العمر.
يذكر أن القوانين المعتمدة تعود إلى عام 2005 وهي تستثني النقل البحري، بينما تسمح بنقل الأبقار والأغنام لـ 29 ساعة كحدٍّ أقصى للوصول إلى الهدف المطلوب، أو التوقف وترك الحيوانات في الهواء الطلق لمدة لا تقل عن 24 ساعة مع توفير الأكل والشرب لها.
الإشكالية تكمن في أن القوانين المتبعة حتى وإن تمّ تشديدها داخل الاتحاد الأوروبي، لا تجد لها مرادفاً في الدول المستقبلة. كما أن الطرق المتّبعة في بعض الدول لذبح هذه الحيوانات أو قتلها يعتبرها الناشطون "في منتهى الوحشية"، كما يسرد باون.
ويضيف قائلا إنه شاهد "كيف يتم وخز الثور في عينه لمنعه من الرؤية، قبل أن يتم قطع الأربطة الموجودة على حوافره لإيصال الحيوان الكبير إلى الأرض، ثم يتم طعنه عدة مرات في رقبته. وقد يستغرق ذلك ما يصل إلى 40 دقيقة حتى يقتل حيوان كبير هكذا".
لهذا السبب تدعو جمعيات الرفق بالحيوان بمنع تصدير الحيوانات الحيّة، والإبقاء على تصدير اللحوم فحسب. لكن اللجنة البرلمانية لم تتبن هذا الطرح، لتطالب في المقابل الدول المستقبلة اعتماد قوانين شبيهة تعمل على تحسين ظروف النقل والاستقبال بذات المستوى المعمول به داخل دول الاتحاد.
ويخشى المستفيدون من هذه السوق من أن يؤدي ذلك إلى تقليص قائمة الدول المستوردة بشكل كبير. ولهذا السبب كان من الطبيعي أن تنتقد لوبيات القطاع الفلاحي مُخرجات البرلمان الأوروبي.
وفي ردّ على سؤال تقدمت به DW، كتبت جمعية Copa Cogeca وهي تتكون من اتحاد يضم عدداً من الجمعيات والمكاتب الفلاحية الأوروبية بأن "القوانين يجب أن تصاغ استناداً على حقائق علمية، وليس انطلاقا من العواطف".
الكاتب: ماكس تساندر/و.ب