قال أحد كبار مساعدي أليكسي نافالني المعارض الروسي المسجون إنه نُقل من زنزانته في السجن إلى مكان مجهول. وقبل أسبوعين اتهم المعارض في قضية جديدة وهي تشكيل منظمة متطرفة والتحريض على كراهية السلطات.
إعلان
"لا نعرف أين يوجد أليكسي الآن أو إلى أي سجن تم نقله".، هذا ما كتبه ليونيد فولكوف، كبير موظفي نافالني، في بيان على تطبيق تيليغرام اليوم الثلاثاء (14 يونيو/ حزيران 2022).
وكان نافالني يقضي عقوبته في السابق في المستعمرة الإصلاحية رقم 2، وهو سجن في بوكروف يقع على بعد 119 كيلومترا شرقي موسكو.
ومن جانبها، قالت أولغا ميخائيلوفا، محامية نافالني، لوكالة تاس للأنباء "لقد أبلغ (سجن) بوكروف أن نافالني لم يعد محتجزًا فيه وأنه نُقل إلى مجمع إصلاحي خاضع لنظام قاس". وأضافت أن "هذا يشير إلى أن الحكم الصادر في قضيته الجديدة دخل حيز التنفيذ".
وفي نهاية مايو/ أيار، أكد القضاء الروسي الحكم بالسجن تسع سنوات على أليكسي نافالني بعد إدانته باختلاس تبرعات تسلمتها منظماته، وهي اتهامات ينفيها ويعتبرها مسيسة.
وكان نافالني، في نفس الشهر قد وجه سبابا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر رابط فيديو من محكمة روسية، ووصف زعيم الكرملين بأنه رجل مجنون بدأ "حربا غبية" تقتل الأبرياء من كلا البلدين: أوكرانيا وروسيا.
وسبق وأن حُكم على نافالني، أكبر زعيم معارض في روسيا خلال العقد الماضي، بالسجن لعامين ونصف العام لانتهاك الإفراج المشروط في فبراير/ شباط 2021 بعد عودته من ألمانيا، حيث كان يتعافى من تسمم بغاز أعصاب في روسيا واتُّهم الكرملين بالوقوف وراءه. وفي 24 مارس/ آذار، حُكم على نافالني بالسجن لتسع سنوات أخرى بتهمة الاحتيال وازدراء المحكمة.
ويقول زعيم المعارضة إن التهم الموجهة إليه ملفقة وتهدف إلى إحباط طموحاته السياسية.
وأمر القاضي بنقل نافالني، الذي هاجم الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا ووصفها بأنها "غبية"، إلى سجن شديد الحراسة حيث سيتم وضع قيود على حقوقه في الزيارات والمراسلات.
تم تفكيك شبكة نافالني السياسية إلى حد كبير منذ سجنه، بعد أن تم حظرها بإعلانها منظمة "متطرفة". وتم الزج بكبار المساعدين والمنظمين في السجن أو نفيهم.
وقال نافالني قبل أسبوعين إنه اتهم في قضية جنائية جديدة بتشكيل منظمة متطرفة والتحريض على كراهية السلطات، وهي جرائم تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 15 عاما أخرى.
خ.س/ص.ش (رويترز، أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.