1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نماذج من "التزييف العميق" والتضليل قبيل الانتخابات الأوروبية

١١ مايو ٢٠٢٤

قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران، لوحظ تداول العديد من التقارير الكاذبة عبر الإنترنت. نعرض في هذا التقرير أربعة أمثلة من المعلومات المضللة.

  معلومات مضللة حول الانتخابات الأوروبية
كلها مزيفة: ابنة أخ مارين لوبان التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، والعلامة التجارية المزعومة لشوكولاتة Rittersport، وصورة لأدولف هتلر حيث يُزعم أن يصافح أحد أسلاف أورسولا فون دير لاين.

التزييف العميق للعمة "مارين لوبان"

يمكن أن تكون الدعاية الانتخابية جذابة إلى حد كبير: في إبريل/نيسان، أعلنت سيدات ادعين أنهن بنات أخ السياسية اليمينية الشعبوية الفرنسية مارين لوبان عن إعلان لحزبها التجمع الوطني (RN) على منصة تيك توك.

كانت الحملة الانتخابية مثالية للغاية لأن تكون حقيقية، ذلك أن "بنات الأخ" أماندين لوبان ولينا ماريشال هن شخصيات غير حقيقية في الواقع وإنما تم إنشاؤها بمساعدة الذكاء الاصطناعي (AI). تم الكشف عن ذلك والتعليق عليه في الصحافة الفرنسية وعلى منصة تيك توك.

تزييف عميق باستخدام الذكاء الاصطناعي: مارين لوبان وابنة أختها الخيالية ماريونصورة من: TikTok

والفيديو الذي يدور الحديث حوله هو عبارة عن "تزييف عميق" تم إنتاجه باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تمكن منتجوه من استخدام وجوه مارين لوبان وابنة أختها الحقيقية ماريون ماريشال ووضعوها على وجوه أشخاص آخرين. تظاهر أفراد الأسرة الخياليون الذين تم تجديد شبابهن بأنهن "نساء فرنسيات فخورات" معجبات بـ "عمتهن" مارين لوبان.

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الفرنسية، فإن حساب @amandineeette على تيك توك يضم أكثر من 32000 مشترك، تمامًا مثل الحساب @lena.marechal.lepen الذي لم يعد من الممكن العثور عليه. هدفهم: جعل اليمين السياسي المتطرف يبدو شابًا وجذابًا في الانتخابات الأوروبية.

"شوكولاتة بالحشرات".. بفضل قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة؟

أثار منشور بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2023 حالة من الذعر على بعض شبكات التواصل الاجتماعي.

يظهر في المنشور حشرة صرصور على غلاف قطعة شوكولاتة وضعت على ورقة نبات خضراء مع إشارة إلى صنف "غانز غريله" الجديد من شركة تصنيع الشوكولاتة "ريتر شبورت".

تبين أن الأمر غير حقيقي وأن الإعلان كان مجرد مزحة، كما أشار وسم "حيلة تسويقية" في المنشور. ومع ذلك، ونظرًا لأن العديد من المستخدمين أساءوا فهم الأمر، أوضحت الشركة مرة أخرى أنها كانت حيلة تسويقية.

ورغم ذلك، حملت خلفية المنشور الساخر جزءا من الحقيقة، فمنذ الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2023، أصبح من الممكن فعلياً استخدام الصراصير المحلية في الغذاء في الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي تمت الموافقة عليه من قبل اللجنة في اللائحة التنفيذية 2023/5.

وفي أبريل/نيسان 2024، أي قبل شهرين فقط من انتخابات البرلمان الأوروبي، تم نشر المنشور مرة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي المجرية. تم استخدام الانتقادات التي وجهت إلى شركة "ريتر شبورت" في حملة تضليل حول ترخيص المكونات الغذائية القائمة على الحشرات في الاتحاد الأوروبي.

ويوضح هذا المثال كيف يمكن إثارة انعدام الثقة في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته من خلال الصور المنزوعة من سياقها واستخدامها في الادعاءات المضللة.

مصافحة مزعومة بين جدة فون دير لاين وهتلر

تسمية خاطئة: المرأة التي تصافح هتلر ليست جدة أورزولا فون دير لاينصورة من: X/Norman Finkelstein

"بعد هذا اللقاء، لم تغسل جدتي العزيزة يديها لمدة شهر". يعد هذا الاقتباس والصورة من ألبوم العائلة المزعوم لرئيسة المفوضية الأوروبية  أورزولا  فون دير لاين  مثالًا كلاسيكيًا للأخبار المزيفة ذات الدوافع السياسية.

تم نشر الصورة من قبل المؤلف والناشط الأمريكي نورمان فينكلشتاين على موقع إكس (تويتر سابقًا)، حيث يتابع حسابه نصف مليون شخص. توحي الصورة التاريخية بأن رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي الحالي لديها أسلاف تعاطفوا مع النازيين.

والحقيقة أن كل من المعلومات المتعلقة بالأشخاص الموجودين في الصورة والاقتباس الموجود تحتها غير صحيحة.

وكما اكتشف مدققو المعلومات، فإن المرأة التي تظهر في الصورة هي زوجة مزارع من شرق بروسيا تدعى هيلدغارد تزانتوب وليست جدة أورزولا فون دير لاين.

إضافة إلى ذلك، فإن الصورة نفسها أيضًا ليست من "ألبوم عائلة أورزولا فون دير لاين"، كما جاء في منشور عالم السياسة الأمريكي فينكلشتاين، وبدلاً من ذلك، فهو يُظهر حدثًا نظمه الاشتراكيون الوطنيون ( النازيون ) في عام 1937 ويمكن العثور عليه في أرشيف الصور البروسية الشرقية.

وتعد التهجئة غير الصحيحة لـ "Leyne's Family Album" أول إشارة إلى المعلومات الخاطئة، كما تتجلى أيضًا رؤية كراهية وانتقاد أورزولا  فون دير لاين في منشورات أخرى للكاتب الأمريكي؛ ففي منشور آخر على إكس، على سبيل المثال، تمت الإشارة إلى السياسية الألمانية على أنها "أميرة نازية" و"سيدة الإبادة الجماعية".

مخادع بشكل حقيقي: تحايل من خلال "بيلد" و "شبيغل"

مقال عن المرشح الأوروبي لحزب البديل من أجل ألمانيا ماكسيميليان كراه لم يكن في صحيفة بيلد

أثار هذا العنوان غضب جميع منتقدي اليمين الشعبوي بما فيه حزب "البديل من أجل ألمانيا".. يقول العنوان: "المرشح الأول لحزب البديل من أجل ألمانيا مدين بمبلغ 82.784 يورو لدعم أطفاله الثمانية!".

ويبدو أن المقال عن السياسي ماكسيميليان كراه قد تم نشره على موقع bild.de. وفي الواقع، لم يظهر المقال على صفحة مجلة بيلد الشهيرة أبدًا، كما أثبتت العديد من مواقع تدقيق المعلومات.

ويعد النشر المزعوم شكلاً من أشكال التحايل. يتظاهر قراصنة الإنترنت بأن لديهم هوية جديرة بالثقة، وهي في هذه الحالة هوية البوابة الإلكترونية لمجلة "بيلد" الشهيرة. ولكن في الواقع، تم تقليد الموقع فقط.

وتظهر ردود الفعل العديدة على الإنترنت مدى فعالية هذا الأسلوب الإجرامي، حيث اعتقد العديد من المستخدمين أن المنشور كان حقيقيًا وقاموا بالإشارة إليه  والتعليق عليه.

ولا يمكن اكتشاف أي تلميح للتزييف إلا من خلال الفحص الدقيق. فعلى سبيل المثال، يقول العنوان الموجود في أعلى الصفحة، "رجل حزب البديل من أجل ألمانيا ماكسيميليان كراه: هل هو حقًا الأفضل لأوروبا؟"، وهو ما لا يتطابق مع مضمون عنوان المقال.

يؤدي البحث عن هذا العنوان عبر الإنترنت إلى المقال الأصلي حول كراه، والذي ظهر بالفعل في مجلة بيلد في 24 أبريل/نيسان 2024، ويحتوي المقال على الصورة نفسها والموجودة في لقطة الشاشة على موقع إكس.

نهاية خاطئة لنطاق الإنترنت الخاص بالمواقع - هنا انتهى العنوان بـ "ltd" - وهي الإشارة الأكثر وضوحًا إلى أن هذا موقع منتحل

مثال آخر على التلاعب هو مقال بعنوان "الخُضر أفقروا ألمانيا" في تصميم مطابق للمجلة الألمانية "دير شبيغل". ويتهم المقال حزب الخضر بالمساهمة في إفقار السكان من خلال مكافحة تغير المناخ.

وهنا أيضًا لا يظهر التزوير من الوهلة الأولى. تم وضع الموضوع المتعلق بالسياسة الداخلية في القسم الخارجي. بالإضافة إلى ذلك، نقرأ في سطر عنوان موقع الويب (URL)spiegel.ltd بدلاً من العنوان الحقيقي spiegel.de.

ويحذر ألكسندر ألافيليب، مدير المعمل الأوروبي لمكافحة المعلومات المضللة  EU DisinfoLab، من أن مثل هذه "الحملات الشبيهة" سوف تتزايد. وتوفر المنظمة المعرفة والتدريب حول المعلومات المضللة في أوروبا.

وقال ألافيليب للصحافة: "يحاول القائمون على نشر المعلومات المضللة اختبار جميع آليات الدفاع". وبهذه الطريقة، يمكنهم تحديد نقاط الضعف في المنصات وتحديد الأماكن التي يمكن اختراقها بسهولة أكبر.

أعده للعربية: عماد حسن

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW