نهاية 2023.. حظر أدوات المائدة البلاستيكية في بريطانيا!
١٤ يناير ٢٠٢٣
بهدف حماية المحيطات من التلوث بالنفايات البلاستيكية، ستحظر لندن أدوات المائدة البلاستيكية ذات الإستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتوعدة بفض عقوبات على الشركات التي لا تمتثل للقرار وتنتهك قانون الحظر!.
إعلان
أعلنت وزارة البيئة والزراعة البريطانية اليوم السبت (14 يناير/ كانون الثاني 2023) أن لندن ستحظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في إنجلترا اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ذلك من أجل حماية المحيطات من التلوث بالنفايات البلاستيكية.
وستحظر أيضاً الأطباق البلاستيكية وأدوات تناول الطعام والأوعية والصواني وأنواع معينة من أكواب أو عبوات البوليسترين ذات الاستخدام الواحد، خصوصاً من الموزعين والمطاعم والفنادق وأكشاك بيع الأطعمة.
واتّخذت هذه الإجراءات بعد استشارة عامة بيّنت وجود دعم قوي لإزالة هذه الأواني من السوق. وبحسب الوزارة البريطانية، تستخدم إنجلترا 2,7 مليار قطعة من أدوات المائدة الأحادية الاستخدام سنوياً، ويعاد تدوير 10 في المائة منها فقط. وستغرَّم الشركات التي لا تمتثل للحظر، وفي حال تكرار الانتهاكات، يمكن إنزال عقوبة جنائية.
هل هذه الخطوة كافية؟
وعبرت وزيرة البيئة البريطانية، تيريز كوفي، عن "الفخر بجهودنا" للحد من التلوث البلاستيكي ولحماية المحيطات، مستشهدة بالحظر المطبق أصلاً على "الميكروبيدات وقش الشراب وعيدان تحريك المشروبات والنكاشات القطنية". وأضافت أن فرض رسوم على الأكياس البلاستيكية أدى إلى انخفاض مبيعاتها بنسبة 97 في المائة في المتاجر الكبرى.
ومع ذلك، لن يطبق الحظر على الأطباق والصواني والأوعية المستخدمة في التعبئة والتغليف في "الأطباق والأطعمة المحضرة مسبقاً للخدمة الذاتية". وتدرس الحكومة حالياً إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة تستهدف المناديل وفلاتر القهوة والأكياس.
ورحبت منظمة "غرينبيس" البيئية غير الحكومية بالحظر المفروض على "بعض المواد" المصنوعة من البلاستيك، لكنها قالت "إننا غارقون في البلاستيك وهذا القرار يشبه استخدام ممسحة للماء بدلاً من إغلاق الصنبور". وأضافت في بيان "نحن في حاجة إلى أن تتبنى الحكومة استراتيجية ذات مغزى للحد من المواد البلاستيكية مع أهداف وأنظمة لإعادة استخدام" الحاويات.
يذكر أن الأواني البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد قد حُظرت في الاتحاد الأوروبي منذ يوليو/ تموز 2021.
إ.م/ أ.ح (أ ف ب)
الوجه البشع للتلوث البلاستيكي
تنتشر النفايات البلاستيكية على السواحل الخلابة، متسببة في اختناق الحيوانات البحرية والطيور. شغف الإنسان المعاصر بالبلاستيك يؤدي إلى خسائر بيئية هائلة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعض مخاطر البلاستيك.
صورة من: Daniel Müller/Greenpeace
زمن البلاستيك
يعتبر البلاستيك من المواد الأكثر شعبية، فهي خفيفة ومتينة. أنتجت اليد البشرية حوالي 8.3 بليون طنا منها، منذ أن بدأ إنتاجها سنة 1950. ولأنها مادة لا تتحلل بيولوجيا بسهولة، فإن معظم ما صُنع يوجد الآن في مدافن النفايات؛ كما هو الحال في هذه الصورة بضواحي نيروبي. كثير من جامعي القمامة يبحثون عن البلاستيك القابل لإعادة التدوير من أجل كسب لقمة عيشهم إلا أن الكثير من البلاستيك ينتهي به الأمر في المحيط.
صورة من: Reuters/T. Mukoya
أنهار البلاستيك
أكثر من 90 بالمائة من البلاستيك ينتهي به الأمر في البحرعن طريق 10 أنهار: نهر يانغتسى، نهر السند، النهر الأصفر، نهر هاي، النيل، نهر الغانج، نهر اللؤلؤ، نهر آمور، نهر النيجر ونهر ميكونغ. تتدفق إلى هذه الأنهار كميات كبيرة من النفايات نتيجة غياب البنية التحتية لهذه المناطق وارتفاع عدد السكان فيها. هنا، يقوم صياد في الفلبين بمحاولة تخليص شباكه المليئة بالأسماك وسرطان البحر من المياة المليئة بالبلاستيك.
صورة من: picture-alliance/Pacific Press/G. B. Dantes
بداية الحياة في عالم بلاستيكي
بعض الحيوانات وجدت طرقا لاستخدام بقايا البلاستيك، كهذه البجعة التي بنت عشها فوق بقايا من المادة في بحيرة كوبنهاغن السياحية. وضعت البجعة فراخها وسط النفايات. ليست هذه البداية بالضرورة بداية جيدة للحياة. لكن النتيجة تكون أسوأ لدى حيوانات أخرى.
صورة من: picture-alliance/Ritzau Scanpix
نتائج مميتة
بالرغم من أن البلاستيك مادة تعمر طويلا، ويمكن استخدامها في منتجات تبقى لفترة طويلة أيضا كالأثاث والأنابيب، إلا أن 50 بالمائة من البلاستيك يستخدم في المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل أدوات الأكل. الحيوانات، مثل هذا البطريق، تتعرض لخطر الوقوع في فخ من المواد البلاستيكية والاحتباس بداخله والموت نتيجة ذلك.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Balance
تناول البلاستيك
بعض الحيوانات الأخرى تتغذى على البلاستيك عن طريق الخطأ. هذا الطائر، من نوع القطرس، تم العثور عليه ميتا وفي معدته قطعا من البلاستيك. وفقا لدراسة تناولت 34 نوعا من الطيور البحرية في شمال أوروبا، وروسيا، وأيسلندا، وسفالبارد، وجزر فارو والدول الاسكندنافية وغرينلاند، فإن 74 بالمائة منها تناول البلاستيك. تناول المادة يتسبب في ضرر الأعضاء كما يمكنه أن يؤدي لانسداد في الأمعاء.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos/R. Olenick
قاتل الحوت
حتى الحيوانات ذات الحجم الكبير لا تسلم من عواقب استهلاك البلاستيك الوخيمة. هذا الحوت، وُجد في قناة في تايلاند وهو يختنق، أثناء محاولته السباحة. رجال الإنقاذ حاولوا نجدته، لكنه توفي بعد أن تقيأ خمسة أكياس بلاستيكية. أثناء التشريح، عثر الأطباء البيطريون على 80 كيسا للتسوق في بطن الحوت، كما أدت القمامة البلاستيكية الأخرى إلى انسداد معدته، لذلك عجز هذا الكائن البحري على هضم الأطعمة المغذية الأخرى.
صورة من: Reuters
بلاستيك مرئي وغير مرئي
القطع الكبيرة من البلاستيك التي تتمايل على سطح المحيط، نراها ونعرفها جيدا، كما يتضح هنا قبالة ساحل هاواي. ولكن هل تعلم بوجود تريليونات من جزئيات البلاستيك الدقيقة التي يقل قطرها عن 5 مم، التي تطفو هناك؟ هذه الجسيمات في نهاية المطاف تتحول إلى غذاء للحيوات البحرية والأسماك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/NOAA Pacific Islands Fisheries Science Center
نهاية في الأفق؟
تم اتخاذ تدابير مؤقتة لخفض استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في بعض البلدان الإفريقية مع فرض حظر على الأكياس البلاستيكية بها، كما يبحث الاتحاد الأوروبي عن وسيلة لحظر تلك المنتجات. لكن إذا استمراستهلاك البلاستيك مثلما هو الحال الآن، فسيكون هناك نحو 12 مليار طن متري من البلاستيك على سطح هذا الكوكب بحلول عام 2050، حسب ما يتوقع العلماء. الكاتبة: جنيفر كولنز (م.م)