قبل نهيلة بنزينه.. مسار طويل لإقرار الحجاب في الملاعب
٢٧ يوليو ٢٠٢٣
تعتبر المغربية نهيلة بنزينه أول لاعبة ترتدي الحجاب في كأس العالم للسيدات على مستوى الكبار، بيد أن مسار السماح بارتداء اللاعبات للحجاب يعود إلى سنوات عدة، وجاء بعد اعتراضات ونقاشات كثيرة. ومع ذلك هناك دول ما تزال تمنعه.
إعلان
أصبحت مدافعة منتخب المغرب نهيلة بنزينة، أول لاعبة ترتدي الحجاب في كأس العالم للسيدات لكرة القدم على مستوى الكبار، بيد أن مسار إقرار ارتداء اللاعبات المسلمات للحجاب داخل ملاعب كرة القدم يعود إلى زمن طويل.
ورغم أنها كانت ضمن تشكيلة منتخب المغرب في مبارياته الافتتاحية ضد لاعبات ألمانيا، إلا أن نهيلة لم تشارك في المباراة التي انتهت بهزيمة قاسية للمغرب 6-0 . ويعود الفضل في إثارة قضية الحجاب إلى الكندية أسمهان منصور، التي كانت محور النقاش الذي أفضى إلى إقرار ارتداء الحجاب داخل المستطيل الأخضر.
وتعود واقعة أسمهان منصور إلى عام 2007 عندما حاولت اللاعبة الشابة التي كانت تلعب لفريق محلي يمثل العاصمة أوتاوا، ارتداء الحجاب في إحدى البطولات، لكن حكم المباراة لم يسمح لها بذلك استنادا إلى قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وعلى إثر منعها، قرر فريقها الانسحاب من المسابقة التي كانت تقام في مدينة لافال بمقاطعة كيبيك.
وقدمت أسمهان منصور والاتحاد الكندي لكرة القدم طعنا ضد قرار الفيفا الذي أكد أن حظره للحجاب يعود إلى سببين الأول: يتمثل في أن الحجاب قد يؤدي إلى وقوع إصابات. أما السبب الثاني فهو أنه يرى أن الحجاب ينتهك القاعدة الخاصة بأن تكون المعدات والملابس خالية من أي تعبير سياسي أو ديني.
معايير مزدوجة؟
لكن في المقابل، رأي كثيرون أنه لا يوجد دليل يؤكد أن الحجاب يشكل خطرا على اللاعبات فضلا عن اتهامات ضد الفيفا بأنه يطبق معايير مزدوجة في الأمور الدينية مع السماح بقيام لاعبين برسم إشارة الصليب بعد كلّ هدف أو قبل تسديد ضربات الجزاء فيما نفت الفيفا هذا الأمر.
وفي عام 2010، قرر الفيفا منع المنتخب الإيراني الأولمبي النسائي من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للشباب بسنغافورة بسبب أن اللاعبات أرادن ارتداء الحجاب خلال المنافسة، لكن في النهاية سُمح لهن باللعب لكن شريطة ارتداء قبعات بدلا من الحجاب.
وفي عام 2011، حُرم منتخب إيران للسيدات من اللعب أمام نظيره الأردني بسبب ارتداء لاعباته الحجاب ضمن تصفيات أولمبياد لندن 2012 في عمان.
خطوات رفع الحظر والبداية كانت في الأردن
وخلال تلك الفترة، كان الأمير الأردني علي بن الحسين الذي كان في حينه نائبا لرئيس الفيفا، المسؤول عن التغيير الذي طرأ على قضية الحجاب.
وفي عام 2012، سمح مجلس اتحاد كرة القدم (إيفاب) الذي يسن قوانين الساحرة المستديرة في العالم، بتدشين فترة تجريبية لمدة عامين يتم خلالها ارتداء اللاعبات "الحجاب الرياضي".
وعلى إثر ذلك، عمد مصممو الأزياء الرياضية إلى تصميم حجاب ضيق خفيف يتوافق مع مخاوف الفيفا المتعلقة بالسلامة فيما جاء في الحكم الصادر عن مجلس الاتحاد الدولي بأنه "لا توجد دراسات طبية تشير إلى حدوث إصابات بسبب ارتداء الحجاب".
وبعد انتهاء المرحلة التجريبية، سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم بارتداء الحجاب خلال المباريات الدولية ابتداء من عام 2014 .
وبعد ذلك بعامين وخلال منافسات في كأس العالم تحت 17 سنة في الأردن، كانت رند البستنجي وتسنيم أبو الرب من المنتخب المضيف أول لاعبات يرتدين الحجاب في إحدى البطولات التي تنظمها الفيفا.
حظر الحجاب مستمر في فرنسا
وفي بطولة كأس العالم للسيدات الجارية في أستراليا ونيوزيلندا، يمكن أن يساعد ظهور نهيلة بنزينه وهي ترتدي الحجاب في المضي قدما في هذا المسار، بيد أنه لا يزال يتعين بذل المزيد من الجهد في دول مثل فرنسا التي تحظر ارتداء الحجاب داخل المستطيل الأخضر.
ففي يونيو/حزيران الماضي، قرر مجلس الدولة الفرنسي الإبقاء على حظر ارتداء لاعبات كرة القدم للحجاب، قائلا: "الاتحادات الرياضية يمكنها أن تفرض شرط الحياد على اللاعبات من ناحية الملابس أثناء المنافسات والأحداث الرياضية من أجل ضمان حسن سير المباريات ومنع أي صدام أو مواجهة".
وكانت مجموعة النساء المسلمات والتي تعرف بـ "المحجبات" قد طعنت عام 2020 في شرعية المادة الأولى من لوائح الاتحاد الفرنسي للعبة، التي تحظر منذ عام 2016 "ارتداء أي علامة أو ملابس تظهر بوضوح الانتماء السياسي، أو الفلسفي، أو الديني، أو النقابي."
وأكدت الدعوى على أن الحظر يعد "تمييزيا وينتهك حقهن في ممارسة شعائرهن الدينية"، فيما حصلت اللاعبات على دعم من نجوم سابقين في المنتخب الفرنسي أبرزهم إريك كانتونا وليليان تورام.
ستيفان نستلر / م. ع
في صور.. سيدات الساحرة المستديرة يخطفن أنظار العالم!
فرضت كرة القدم النسائية نفسها على الساحة الرياضية بقوة. فقد خطفت سيدات الساحرة المستديرة الأنظار إليهن، خاصة خلال بطولة أوروبا وكذلك كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2022. إضافة إلى الحضور الجماهيري التاريخي وتألق فريق عربي.
صورة من: Lisi Niesner/REUTERS
منتخب أنجلترا بطل أوروبا 2022
تُوج منتخب إنجلترا ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم للسيدات، عقب تغلبه 2 / 1 على منتخب ألمانيا في المباراة النهائية لبطولة (يورو 2022)، التي أقيمت على ملعب ويمبلي العريق في لندن، أمام حشد جماهيري كبير يقدر بأزيد من 87 ألف متفرج. وأشادت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا بتتويج منتخب بلادها التاريخي الذي وصفته بأنه "مصدر إلهام للفتيات والنساء" في جميع أنحاء البلاد.
صورة من: Michael Regan/Getty Images
خيبة أمل المنتخب الألماني
رغم مسيرته الرائعة في بطولة أمم أوروبا 2022 إلا أن المنتخب الألماني عجز في الختام عن إضافة لقب تاسع إلى خزائنه إثر خسارته نهائي ويمبلي أمام المنتخب الإنجليزي الذي حرم نظيره الألماني من تعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات فوزا بالبطولة، حيث ظل رصيده متوقفا عند 8 ألقاب، علما بأن هذا هو النهائي الأول الذي تخسره الألمانيات في أمم أوروبا للسيدات.
صورة من: Michael Regan/Getty Images
نجمة أوروبا للسيدات 2022
سجلت قائدة المنتخب الألماني، ألكسندرا بوب، لوحدها نصف أهداف المنتخب الألماني للسيدات في البطولة الحالية وقادت المنتخت إلى النهائي، بينما سجلت باقي زميلاتها سبعة أهداف. تخوض الألمانية البالغة من العمر31 عاما، أول بطولة أوروبية لها بعد غياب عن آخر نسختين بسبب الإصابة. منذ أن كانت طفلة صغيرة، أبدت حماسها لكرة القدم وكانت تنافس الذكور في مدرسة النخبة في الاتحاد الألماني لكرة القدم بمدينة غيلزنكيرشن.
صورة من: Dylan Martinez/REUTERS
أخطر لاعبات إنجلترا
حقق منتخب إنجلترا، البلد المضيف البطولة لأول مرة في تاريخه. قوام المنتخب الإنجليزي، لاعبات يلعبن في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم النسائية فضلا عن لاعبات يلعبن في الأندية الأوروبية الكبرى. ومن بين أخطر اللاعبات لوسي برونز التي تلعب في مركز الظهير، وتحصد اللاعبة لقب البطولة في بداية موسم تنتقل فيه إلى نادي برشلونة.
صورة من: IMAGO/Pro Sports Images
حماس سيدات فرنسا
أعربت لاعبات المنتخب الفرنسي عن حماسة ورغبة كبيرة في بلوغ المباراة النهائية بالبطولة القارية للمرة الأولى في الوقت الذي يبحث فيه منتخب ألمانيا عن لقبه التاسع. ويضم الفريق لاعبات مؤثرات مثل قائدة المنتخب الفرنسي، والمدافعة، ويندي رينارد التي حصلت على لقب دوري أبطال أوروبا مع ناديها ليون، بفضل ما تملكه من خبرات داخل المستطيل الأخضر.
صورة من: Richard Callis/SPP/Panoramic/IMAGO
حضور جماهيري "تاريخي"
شهدت مباراة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات بين برشلونة وريال مدريد، حضوراً جماهيرياً قياسياً بلغ 91 ألفاً و553 مشجعاً وشكلت هذه المباراة، علامة فارقة في تاريخ الكرة النسائي. أظهرت إحصائيات المشاهدة في شبكة "إيه آر دي" التلفزيونية الألمانية زيادة الإقبال الجماهيري على مشاهدة مباريات "يورو 2022" للسيدات. وأوضحت أن 2.06 مليون مشاهد تابعوا المباراة بين المنتخبين البرتغالي والسويسري.
صورة من: Josep Lago/AFP/Getty Images
تألق عربي غير مسبوق
رغم خسارة النهائي ولقب البطولة، خرجت سيدات المغرب متألقات من هذه البطولة التاريخية. إذ وصل المنتخب المغربي للسيدات إلى هذه المرحلة لأول مرة في تاريخه، ليصبح أول منتخب عربي للسيدات يتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة بنسختها المقبلة عام 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، بمجرد وصوله الى نصف النهائي. بعدما أقصى منتخب نيجريا حامل اللقب وأبرز المرشحين للاحتفاظ به.
صورة من: Gavin Barker/Sports Inc/empics/picture alliance
ثالث بطلة للقارة السمراء
توج منتخب جنوب إفريقيا لكرة القدم بلقب كأس الأمم الإفريقية للسيدات لأول مرة في تاريخه، حارماً المضيف المغربي من أن يصبح أول بطل قاري عند العرب على صعيد السيدات وذلك بالفوز عليه بهدفين مقابل هدف واحد. وبهذا اللقب باتت جنوب إفريقيا ثالثة بطلة للقارة السمراء منذ انطلاق البطولة عام 1991، الى جانب نيجيريا وغينيا الاستوائية التي فازت باللقب مرتين عامي 2008 و2012.
صورة من: Sulaiman Pooja/IMAGO
فريق نسائي خليجي
تتطلّع عدد من دول الخليج، منها السعودية إلى بناء منتخب نسائي قادر على المنافسة في البطولات الخارجية، وهو أمر لم يكن ممكنًا تصوّره قبل فترة قصيرة حين كانت تفرض على النساء قواعد اجتماعية صارمة. وأعلنت الرياض العام الماضي عن انطلاق الدوري المحلي بمشاركة 16 فريقًا وتحت إشراف "إدارة الكرة النسائية" التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد بضع سنوات فقط من رفع الحظر على ممارسة النساء للعبة.
صورة من: FAYEZ NURELDINE/AFP
الإيرانيات يقتحمن الملاعب
سيبقى مونديال روسيا 2018 حدثا راسخا في أذهان الجماهير الإيرانية خاصة النسائية، لأنه منذ 37 عاما تم السماح للنساء والرجال بالاستمتاع معا بمشاهدة مباراة في كرة القدم من داخل الملاعب وفي الساحات العمومية. فقد تجمع حوالي 20 ألف مشجع بملعب آزادي بطهران لمشاهدة مباراة إيران وإسبانيا وبدأوا بالأهازيج والاحتفال حاملين الأعلام الإيرانية والتقطوا صورا جماعية ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.