نواب وسياسيون سيقاضون نعيم قاسم بسبب "تعريض لبنان للخطر"
عباس الخشالي د ب ا ، ا ف ب، رويترز
١٩ أغسطس ٢٠٢٥
بعد كلمة أمين حزب الله اللبناني التي حذر فيها من اندلاع صراع مسلح داخلي، نواب لبنانيون يعلنون عن نيتهم رفع دعوى على الشيخ نعيم قاسم على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اعتبروا أنها تعرض لبنان واللبنانيين للخطر.
أنصار حزب الله في الضاحية الجنوبية صورة من: Mohamed Azakir/REUTERS
إعلان
بعد اجتماع طارئ عقدوه، أعلن عدد من النواب والشخصيات السياسية في لبنان في بيان بعد ظهر اليوم الثلاثاء (19 آب/ أغسطس 2025)، أنهم سيتقدمون بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية، ضد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على خلفية تصريحاته الأخيرة، التي اعتبروا أنها تعرض لبنان واللبنانيين للخطر .
وأثار نعيم قاسم يوم الجمعة الماضية مخاوف من شبح حرب أهلية، ولوح بأنه لن تكون هناك "حياة" في لبنان إذا حاولت الدولة مواجهة الجماعة أو القضاء عليها.
وعقد عدد من النواب والشخصيات السياسية وممثلون عن أحزاب "الجبهة السيادية من أجل لبنان"، اجتماعا طارئا بعد ظهر اليوم الثلاثاء في الأشرفية في بيروت، ناقشوا خلاله تصريحات قاسم الأخيرة، والتي "لامست حدود تعريض لبنان لحرب أهلية وإثارة النعرات الطائفية"، وفق بيان المجتمعين.
وحضر الاجتماع ،النواب: أشرف ريفي، جورج عقيص ، كميل شمعون وإيلي خوري، النائب السابق ايدي أبي اللمع، المحامي إيلي محفوض والدكتور عبد المجيد عواض.
وكلف المجتمعون، بحسب البيان "النائب اللواء أشرف ريفي للقيام بسلسلة اتصالات مع الزملاء النواب، للتقدم بالشكوى الجزائية ضد المشكو منه الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق شريكا محرضا أو فاعلا".
وكان مجلس الوزراء قد كلف الجيش اللبناني في الخامس من آب/ أغسطس الحالي وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد القوى الأمنية قبل نهاية العام الحالي، وبعدها بيومين وافق مجلس الوزراء على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة بشأن تمديد وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 من أجل تعزيز حل دائم وشامل.
وأحدث قرارا مجلس الوزراء انقساما سياسيا بين مؤيد ومعارض. ورفض " حزب الله" القرارين. وأعلن الحزب أنه لن يسلم سلاحه. وقال في كلمة له الجمعة (15 أغسطس/ آب) إن "المقاومة لن تسلم سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ونحن واثقون أننا سننتصر في هذه المعركة"، محملا الحكومة اللبنانية "كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل، نحن لا نريدها، ولكن هناك من يعمل لها. ومسؤولية أي انفجار داخلي، وأي خراب للبنان. "
لقاء بين الرئيس اللبناني جوزيف عون الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجانيصورة من: Lebanese Presidency/handoutAFP
الرئيس اللبناني يحذر من أي تغيير في ولاية اليونيفيل
من جانبه اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون أن أي تغيير في ولاية قوة اليونيفيل من شأنه أن يؤثر سلبا على الوضع في جنوب البلاد، في وقت بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة مشروع قرار للتمديد للقوة الأممية.
إعلان
وبحسب وسائل إعلام عدة فإنّ إسرائيل والولايات المتّحدة تعارضان تمديد ولاية هذه القوة التي تنتشر منذ العام 1978 في الجنوب للفصل بين لبنان وإسرائيل، وتضم أكثر من عشرة آلاف جندي من حوالى خمسين دولة.
حزب الله يهدد بحرب أهلية في لبنان
02:53
This browser does not support the video element.
وتأتي المباحثات في مجلس الأمن بعدما أعلنت السلطات اللبنانية التزامها تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام في إطار تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، على وقع ضغوط أمريكية، وتخوّف من أن تنفّذ إسرائيل تهديدات بحملة عسكرية جديدة ما لم يتم نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران.
وقال عون خلال استقباله قائد القوات الدولية ديوداتو أبانيارا بحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة إن "أي تحديد زمني لانتداب اليونيفيل مغاير للحاجة الفعلية اليها سوف يؤثر سلبا على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه".
تحرير: صلاح شراره
بعد نصف قرن.. آثار الحرب الأهلية حاضرة في بيروت
بيروت روحها شرقية ونقطة التقاء ثقافات ظهرت على تراث منازلها ومبانيها. آلاف منها على شفا الانهيار بعد أن صمدت خلال الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 ولاتزال شاهدة على الحرب بعد نصف قرن.
صورة من: Alkhashali/DW
بقيت الجدران وغاب أهلها!
تطور البناء العمراني في بيروت منذ الفترة العثمانية، وتأثر بالعمارة الدمشقية. المنازل الكبيرة كانت سكنا للأغنياء والمترفين بينما كانت المنازل المشيدة من الخشب والصفيح من حصة الفقراء. بيروت توسعت كثيرا، خلال 150 عاما خصوصا بعد ظهور مينائها خلال الفترة العثمانية، الحرب الأهلية أثرت كثيرا على المدينة، فتركها كثير من سكانها.
صورة من: Alkhashali/DW
بيروت .. بغداد والقاهرة ودمشق
البيوت البيروتية استلهمت عمارتها الشرقية في أواخر الحكم العثماني، على طراز البيوت العربية القديمة الموجودة في دمشق والقاهرة وبغداد، كان البناء يعتمد على عوامل المناخ والأعراف والتقاليد الاجتماعية المبنية على الأصول الدينية.
صورة من: Alkhashali/DW
بيروت القديمة
مبنى في "الجميزة" قرب الميناء، لم يعد صالحا منه للسكن سوى طابقه الأرضي. الطابق الأول من سقف يحمي المبنى، عمر المبنى غير معروف. "الجميزة" من أولى المناطق التي ظهرت في بيروت تاريخيا بسبب قربها من المرفأ. التسمية لها علاقة بشجرة الجميز. منازل مثل هذا بعضها غُمّرت وغادت لها الحياة، وبعضها مهمل في انتظار من ينقذها.
صورة من: Alkhashali/DW
سوء حظ
من سوء حظ صاحب السيارة هذه، أنه قرر ركنها عند هذا المنزل القديم. الحجر الرملي يستعمل كثيرا في بيروت وهو لا يصمد أمام تغيرات البيئة. بسبب الأمطار انهار جزء من المنزل القديم الذي يبلغ عمره أكثر من 150 عاما.
صورة من: Alkhashali/DW
عودة الحياة
بجوار المنزل المنهار السابق يقف جاره هذا. المنزل يرمم من قبل جمعية إسلامية، قررت إعادة إحيائه واتخاذه مقرا لها بسبب قيمته التاريخية في منطقة مار إلياس. مهمة ترميم المباني تواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكلفة. البعض يقرر تدمير المبنى وإنشاء عمارات حديثة. لكن هناك مشاكل قانونية متعلقة بحقوق الورثة أو مشاكل بين المؤجرين والمستأجرين.
صورة من: Alkhashali/DW
شبح منزل
منزل كبير لم يبق منه سوى شبح منزل يتوسط مباني وشقق سكنية في منطقة زقاق البلاط. لا عناوين ولا لوحات على المبنى تظهر تأريخه أو قيمته التراثية. لكن موقعه وحجمه يظهر قيمته حينها.
صورة من: Alkhashali/DW
حرب الفنادق!
بعض المبان دمر خلال الحرب الأهلية، فمثلا بات فندق "هوليداي إن" ضمن منطقة حرب اندلعت في 25 أكتوبر 1975 في صراع طويل عرف باسم "معركة الفنادق"، هناك تحارب أكثر من 25 ألف مقاتل من أجل السيطرة على مجموعة من الفنادق الفخمة الشاهقة بما في ذلك فندق هوليداي إن وفندق فينيسيا بيروت المجاور، مما أدى إلى مصرع أكثر من ألف شخص.
صورة من: UPI/dpa/picture alliance
شاهد على مأساة الحرب
المباني الحديثة ترتفع حول الفندق الذي لم يبق منه سوى هيكله الخرساني. المبنى بقي شاهدا على حرب امتدت لعقد ونصف راح ضحيتها مئات آلاف اللبنانيين. كان الفندق على خط التماس بين الكتائب وعناصر حركة فتح الفلسطينية.
صورة من: Mohamad Chreyteh
سينما "البيضة"
سينما "سيتي بالاس" أو "البيضة" نسبة للشكل البيضوي، هي جزء من مبنى متكامل كان اسمه "سيتي سنتر"، أو "الدوم"، وصنّف على أنه أكبر مبنى تجاري كبير في بيروت أثناء تشييده عام 1965 ليمثل أول مول تجاري في منطقة الشرق الأوسط. تحول خلال الحرب الأهلية إلى مكان للقنص فقد كان يتوسط خط التماس بين المتحاربين حينها.
صورة من: Alkhashali/DW
بين الغرب والشرق
سقف منزل متروك منذ عقود، الطراز المعماري الذي ظهر قبل أكثر من 150 عاما، انتشر في مناطق المسيحيين والمسلمين على حد سواء، فظهرت هوية "بيروتية خاصة" للفن المعماري للمدينة. يرى معماريون أن بيروت مثلت نقطة لقاء بين الشرق والغرب، فتعدد الثقافات فيها ظهر على تراثها المعماري.
صورة من: Alkhashali/DW
جدران بلا حياة
إنشاء ميناء بيروت كان نقطة تحول في حياة المدينة فتحول بناء البيوت من شرف خشبية صغيرة إلى منافذ واسعة مبنية على الطراز الشرقي. حصل التحول المعماري في مرحلتين، في نهاية الحقبة العثمانية الطويلة، اتسعت رقعة المدينة وتخطت الحدود التي عُرفت بها في القرون الوسطى. فارتفعت فيها مبان بطابع حديث. ثم تطور في العهد الفرنسي فظهرت مبان سكنية بطوابق. جاء التحول نتيجة للنمو السكاني الكبير الذي شهدته بيروت.
صورة من: Alkhashali/DW
بيت بيروت
بيت بركات شيد عام 1924، في عام 1997 قرر مالكوه بيعه، فأنقذه نشطاء. بعد احتجاجات وحراك لإنقاذ المبنى جرى تعليق قرار تدميره، وفي عام 2003 أصدرت بلدية بيروت قرار نزع الملكية للمنفعة العامة.
صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
مبنى على خط التماس
في مرحلة إعادة الإعمار التي أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية هدمت العديد من المباني المهمة، النشطاء تمكنوا من إنقاذ عدد منها، وأصبح مبنى بركات بواجهته وصف أعمدته يتخلله الرصاص رمزًا ومذكرا بالحرب الأهلية في بيروت، فقد كان على خط التماس في منقطة "سيديكو" في الأشرفية.
صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
وحدها واجهة المنزل
لم يبق من المنزل هذا سوى جداره الخارجي الذي يحاول الصمود أمام ظروف صعبة. يقع المنزل في الأشرفية، البعض يرى في بقائه بعد انفجار مرفأ بيروت، أعجوبة. منظمة اليونسكو أعلنت أن 640 من الأبنية التراثية تضررت جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس/ آب الحالي، وأن ستّين منها معرضة للانهيار.
صورة من: Alkhashali/DW
منازل أنهارت وأخرى مهددة
يرى مؤرخون أن الطراز المعماري في بيروت "حداثي" فهو مزيج بين الشرق والغرب في بعض جوانبه الفنية. أكثر من ألف منزل تاريخي بحاجة إلى إعادة الإعمار، كي تحافظ المدينة على تأريخها وتراثها. فيما تقول مصادر رسمية إن نصف هذه المنازل قد انهارت فعلا. جل المنازل المتبقية مهددة فعلا بالاندثار، إن لم تتحرك السلطات لإنقاذها. عباس الخشالي/ بيروت.