حقائق عن "آيكان" الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2017
٦ أكتوبر ٢٠١٧أعلنت لجنة نوبل للسلام، الجمعة (السادس من أكتوبر/تشرين الأول2017)، في العاصمة النرويجية أوسلو، عن منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام ، لمنظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" المعروفة اختصاراً بـ"آيكان".
وتوالتِ التعليقات العالمية المُرحِّبة بهذا القرار، خاصة من طرف الأمم المتحدة في جنيف، والاتحاد الأوروبي، فيما قالت رئيسة لجنة نوبل النرويجية بيريت رايس أندرسون إن "المنظمة تفوز بالجائزة مكافَأة لها على عملها من أجل لفت الانتباه إلى التبعات والعواقب الإنسانية الكارثية لأي استخدام للسلاح النووي"، فضلا عن "جهودها السبّاقة على نحو ريادي من أجل التوصل إلى معاهدة لحظر مثل هذه الأسلحة".
تتويجُ منظمةٍ دولية غير حكومية مناهِضة لانتشار الأسلحة النووية عبر العالم، بجائزة نوبل للسلام هذا العام، أتى في ظل ما يشهده العالم من تجاذب وتوتّر بين الدول الكبرى بخصوص المِلفّيْن النوويَيْن لكل من إيران وكوريا الشمالية. بينما دَعَت اللجنة النرويجية المانحة للجائزة، في بلاغ لها، القوى النووية الكبرى إلى بدء "مفاوضات جدية" للتخلص من الأسلحة النووية، مشيرة إلى أن جائزة السلام لهذا العام هي بمثابة "نداء إلى تلك الدول للشروع في مفاوضات جدية بهدف إزالة الأسلحة النووية البالغ عددها حوالي 15 ألف قطعة في العالم بصورة تدريجية ومتوازنة وتحت مراقبة دقيقة".
"آيكان".. الهوية والأهداف
تأسست "آيكان" في البداية بواسطة "اتحاد الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية"، وهو اتحاد يضم أطباءً من 60 دولة، وسبَق لهذا الاتحاد أن فاز بجائزة نوبل للسلام عام 1985 لجهوده في توحيد أطباء العالم قصد توعية الشعوب بأخطار الحرب النووية خلال فترة الحرب الباردة، لكن بعد انتهاء هذه الأخيرة وسَّعت المنظمة أنشطتها لتشمل العالم كله.
"ICAN"، تُعرّف نفسها، كما يظهر على موقعها الرسمي بأنها "تحالف عالمي في أكثر من 100 دولة عبر العالم، يضم أكثر من 400 منظمة غير حكومية عبر تلك الدول، تهدف من خلاله التوصل الى معاهدة لحظر وإزالة الأسلحة النووية". وقد تركّزت جهود المنظمة، في السنوات الأخيرة الماضية، على لفت انتباه الدول والأفراد لتحقيق هذا الهدف.
قبل عشر سنوات، رأت "آيكان" النور رسمياً في العاصمة النمساوية فيينا عام 2007، على هامش انعقاد المؤتمر الدولي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مما أكسبها تأييد ناشطين من مختلف أنحاء العالم ومشاهير.
تتخذ المنظمة مقراً لها بالقرب من مقرات الأمم المتحدة في جنيف، كما تحظى حملتها الدولية ضد انتشار الأسلحة النووية بتأييد ومساندة شخصيات عالمية بارزة لعل أبرزها رئيس أساقفة جنوب افريقيا وحائز جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو وعازف موسيقى الجاز هيربي هانكوك والدالاي لاما. بينما تتلقى هبات من جهات خاصة بالإضافة إلى دعم منظمات إقليمية كالاتحاد الأوروبي، ودول مثل النرويج وسويسرا وألمانيا.
وتضيف منظمة "آيكان"، على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التأكيد على طابعها التطوعي غير الحكومي بالقول: "نحن مجموعة من المتطوعين من كل أنحاء العالم، نعمل بجدٍّ من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية.. ونجتهد من أجل مستقبل أكثر أمناً".
حملة "شرسة" وتتويج مستحق
تخوض (آيكان) حملة نشيطة وشرسة، في الوقت نفسه، لحظر الأسلحة النووية وتدميرها مع ازدياد التهديد الذي تمثله مقارنة بالعقود الماضية.
المنظمة، التي تضم مئات المنظمات الإنسانية والبيئية والحقوقية، الداعية إلى التنمية عبر مختلف دول العالم، لطالما دقّت ناقوس الخطر للمطالبة بتسريع "القضاء" على الأسلحة النووية.
جهود حملة "آيكان" تُوّجَت بتحقيق انتصار مهم في تموز/ يوليو الماضي عندما نجحت في جمع توقيعات نحو 50 دولة في الأمم المتحدة على معاهدة لحظر السلاح النووي، بيد أن المعاهدة لا تزال رمزية بسبب مقاطعة القوى النووية التسع العظمى لها؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية، التي تملك ما مُجمله 15 ألف سلاح نووي تقريباً. كما أن تأثير المعاهدة لا يزال محدودًا في الوقت الحالي، إذ لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة 50 دولة عليها.
بياتريس فين، مديرة "آيكان"، قالت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "عمل المنظمة لن ينتهي طالما لا تزال هناك أسلحة نووية"، معتبرة أن التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول برنامج بيونغ يانغ النووي يطلق "شارة إنذار من الأسلحة النووية التي يمكن أن تؤدي إلى نهاية العالم".
وتكللت جهود منظمة "آيكان" بالنجاح مع تبني 122 دولة معاهدة جديدة لحظر الأسلحة النووية رغم المعارضة الشديدة للولايات المتحدة وقوى نووية أخرى، غيْرَ أن "نقطة الانطلاق" تلك كانت "نجاحا تاريخيا فعليا" حسب مديرة الحملة.
جديرٌ بالذكر أن منظمة "آيكان" ستتلقى مبلغ جائزة نوبل للسلام البالغ قدره تسعة ملايين كرونة سويدية (1.10 مليون دولار أمريكي) في حفل تسليم جوائز سيُقام بالعاصمة النرويجية أوسلو يوم العاشر من ديسمبر/ كانون الأول القادم.
يوسف يعكوبي