1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نوبيو مصر ومطالب بإعادة التوطين والاعتراف بالتاريخ واللغة

أحمد ناجي - القاهرة١٤ فبراير ٢٠١٣

المظاهرات المتعددة التي شهدتها القاهرة قبل عدة أسابيع تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للنوبيين المصريين، الذين طالبوا بفتح ملف المسألة النوبية في مصر، وهو أحد الملفات العالقة منذ بداية الثورة حتى الآن.

Egyptian Nubians stand next to banners written in Arabic demanding more rights (L) and stating that 'Nubian culture and civilization are the basis of Egypt' (R) as they take part in a protest in front of the Shura Council (lower house of the Parliament), in Cairo, Egypt, 19 January 2013. Egyptian Nubians took part in a gathering on 19 January in front of the Shura Council to demand more recognition to their culture language and history, a better representation as well as the right to return to areas in southern Egypt, where many communities had been moved to leave space for big development projects
صورة من: picture-alliance/dpa

تعود بدايات المسألة النوبية إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حينما تم تهجير أهالي النوبة من أرضهم التي عاشوا فيها لآلاف السنوات من أجل بناء خزان أسوان. كما تم تهجير من تبقى منهم في الستينيات لبناء السد العالي، إذ غرقت القرى النوبية تحت مياه بحيرة ناصر. ودأبت الحكومة المصرية على اختصار المسألة النوبية في الخلافات على مقدار التعويض الذي تدين به الحكومة للنوبيين.

لكن المظاهرات التي نظمها عدد من الرابطات النوبية مؤخراً حملت مطالب أخرى، على رأسها المطالبة بالحقوق الثقافية والسياسية. ويوضح منير بشير، رئيس رابطة المحامين النوبيين، لـDW عربية أبعاد تطورات القضية النوبية في العامين الماضيين، إذ يقول: "كل ما يتعلق بالقضية النوبية تتعامل معه الدولة بقرارات استثنائية وليس بقوانين واضحة ومعلنة. وطالبنا في هذا الشق بقانون لإعادة توطين النوبيين على بحيرة ناصر، حيث كانت أراضيهم".

ويضيف بشير أن الرابطة تقدمت بالقانون لمحمد جاد الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، والذي رحب به ووعد بتبني الرئاسة للقانون، إلا أن الموضوع بقي دون تجاوب من قبل مؤسسة الرئاسة حتى اللحظة. ويتابع المحامي النوبي بالقول: "طالبنا أيضاً بهيئة عليا لتنمية النوبة وجنوب الوادي، مثلما حدث في سيناء. لكن حتى هذا أيضاً لم يصلنا رد عليه، رغم عشرات اللقاءات التي تواصلنا فيها مع رئاسة الوزراء ومستشاري الرئاسة".

يطالب النوبيون أيضاً بالاعتراف بثقافتهم وإدراج آثارهم على الخرائط السياحية المصريةصورة من: DW/A.Gam

حرمان من التمثيل البرلماني

لكن عدم تجاوب الجهات الحكومية مع مطالب النوبيين لم يكن السبب الوحيد الذي دفعهم للتظاهر أمام مبنى مجلس الشورى، فطوال الفترة التي تلت الثورة، يعانى النوبيون من تهميش سياسي غير مسبوق، إذ جرت العادة في النظام السابق على تمثيل النوبة في مجلس الشعب بمقعدين. لكن بعد الثورة تم تغيير الدوائر الانتخابية ودمج النوبة في الدائرة الانتخابية الخاصة بمحافظة أسوان.

وفي هذا السياق يقول بشير: "يبلغ مجموع أصوات النوبة 800 ألف صوت، وهو نفس عدد الأصوات في دائرة دمياط. لكن بينما يتم تمثيل دمياط باثني عشر مقعد، يتم تمثيل النوبة بستة مقاعد فقط. الرئيس مرسي كان قد وعد النوبة بتمثيلهم في مجلس الشورى. لكن هذا لم يتحقق".

دعوات في الإنترنت لحمل السلاح

انسداد القنوات الشرعية، على حد تعبير منير بشير، يزيد من حدة الأزمة النوبية، والتي يصفها بشير بالقنبلة الموقوتة. ويشير رئيس رابطة المحامين النوبيين إلى دعوات ظهرت مؤخراً على الإنترنت بين عدد من الشباب النوبي لإنشاء ما يعرف بحركة مسلحة للدفاع عن الحقوق النوبية تحت اسم "كتالة".

ويشرح بشير: "صحيح أن هذه الحركة ليست موجودة على الأرض وتوجهاتها مرفوضة من الشعب النوبي، إلا أن مثل هذه الدعوات تدل على حالة الاحتقان التي يعانى منها الشباب النوبي نتيجة التجاهل والتهميش المتعمد من قبل السلطة والنخبة السياسية في مصر".

جذور اجتماعية وثقافية

وبالإضافة إلى الأوضاع السياسية التي تمر بها مصر حالياً، تضيف الناشطة ومديرة مؤسسة كنوز النوبية مي جاه الله أن جذور هذه المشكلة اجتماعية وثقافية أيضاً، مضيفة أن النوبيين "يشعرون أن هناك نظرة دونية تجاههم وأن هناك تهميش متعمد تجاه كل ما يخص الثقافة والتاريخ النوبي. حتى متحف النوبة الذي أسسه اليونسكو وأصر على أن يحمل اسم "متحف النوبة" رفضت الدولة الاعتراف به أو إدراجه في الخريطة السياحية المصرية".

ما زال هناك اختلاف في المطالب بين النوبيين المقيمين في الجنوب والنخب الشابة المقيمة في القاهرةصورة من: picture-alliance/dpa

وتطالب جاه الله الحكومة المصرية بالاعتراف بتاريخ النوبة وإدراجه في المناهج الدراسية، إضافة إلى الاعتراف باللغة النوبية، التي يطالب البعض أيضاً بتدريسها في المدارس التي يتعلم فيها أبناء النوبة، إضافة إلى إدراج الآثار النوبية في الخريطة السياحية المصرية.

لكن محمود سالم، الكاتب والمحلل السياسي، يرى، في حديث مع DW عربية، أن جزءاً من تفاقم المسألة النوبية يعود إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة بعد الثورة، ففقدانهم لمقاعدهم في مجلس الشعب قطع مشاركتهم في المشهد السياسي، وأصبحوا كتلة ذائبة في دائرة أسوان، معتبراً أن ذلك يجعل من الصعب على أي حزب سياسي تبني مطالبهم.

ويوضح سالم قائلاً: "يبلغ عدد النوبيين حوالي خمسة ملايين شخص، إلا أن مليونين منهم فقط موجودون في أسوان والباقي موزعون في الخارج أو محافظات مختلفة. كما أن التيار الإسلامي ليس قوياً بما يكفي داخل التجمعات النوبية، رغم أنه التيار الوحيد الموجود".

ويشدد سالم على ضرورة الفصل بين النوبيين المقيمين في الجنوب والمقيمين في القاهرة، والذين يتصدرون الصورة كمعبرين عن المسألة النوبية، إذ يقول: "النوبي في أسوان يعتمد على السياحة كمصدر أساسي للدخل. لذلك فما يريدونه هو عودة السياحة واستقرار الأوضاع الاقتصادية قبل أي شيء. لكن في الوقت ذاته، هناك نخبة من الشباب النوبي تعيش في القاهرة ولديها مطالب أخرى، على رأسها المطالب الثقافية. ودون توحد القوتين ستبقى المسألة النوبية مشتتة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW