نووي أم نفطي.. خيارات إسرائيل للرد على هجمات إيران
محمد فرحان
٢ أكتوبر ٢٠٢٤
تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران خلال الأسابيع الماضية. وأطلقت طهران وابلا من الصواريخ باتجاه إسرائيل التي توعدت بالرد. فما خيارات الأخيرة وهل يمكن استهداف منشآت نووية أم نفطية؟
إعلان
كيف سيكون الرد الإسرائيلي المحتمل على إطلاق إيران نحو مائتي صاروخ على إسرائيل؟ سؤال يدور في أذهان القاصِي والدَّاني في الشرق الأوسط.
وصدرت الكثير من التصريحات من مسؤولين إسرائيليين سواء حاليين أو سابقين بتوعد طهران برد حاسم؛ إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران "ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه".
وخلال هجوم أمس، استخدامت إيران للمرة الأولى صواريخ فرط صوتية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم جاء ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 28 سبتمبر/أيلول الماضي ومقتل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نُسبت لإسرائيل.
ورغم توالي المناشدات الدولية لوقف التصعيد، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستشن "ردا قويا" على الهجوم الإيراني في غضون أيام.
إعلان
خيارات إسرائيل للرد؟
ويرى العميد المتقاعد خليل الحلو إن إسرائيل "أمامها خيارات كثيرة للرد على إيران أهمها استهداف منشآت نفطية أو بتروكيميائية أو عسكرية".
وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف "يمكن لإسرائيل استهداف منشآت بتروكيميائية في عبادان التي تمثل الشريان الحيوي الذي تتنفس منه إيران حيث تصدر نفطها. ويمكن لإسرائيل استهداف جزيرة خارج التي تعد الميناء الأساسي لتصدير النفط".
وفي السياق ذاته، قال المسؤولون الإسرائيليون، بحسب موقع "أكسيوس"، إن إسرائيل "قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى."
وأضاف الموقع أن بعض المسؤولين قد أشاروا إلى أن الرد قد يشمل "اغتيالات مستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أو شن غارات جوية من مقاتلات".
بدوره، قال فيكتور تريكود، المحلل البارز في شركة الاستشارات "كونترول ريسكس"، إن "إسرائيل تظل على الأرجح قادرة على احتواء الضربات الجوية لاستهداف البنية الأساسية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".
وأضافت في مقابلة مع DW عربية، أن "إسرائيل ربما توسع نطاق الاستهداف ليشمل البنية الأساسية الاقتصادية مثل منشآت النفط والغاز".
استهداف منشآت نووية؟
بيد أن التصريح اللافت كان قد صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت الذي دعا إلى "ضربة حاسمة تدمّر منشآت إيران النووية".
وقال بينيت على منصة "إكس" بعد ساعات على الهجوم على إسرائيل "علينا التحرّك الآن لتدمير برنامج إيران النووي ومنشآتها المركزية للطاقة ولشل هذا النظام الإرهابي بشكل يقضي عليه".
من جانبه، يرى العميد المتقاعد خليل الحلو أن "هناك صعوبات كبيرة أمام استهداف منشآت نووية إيرانية بسبب أنها في مواقع متفرقة وليست في مكان واحد."
وأضاف في حديثه إلى DW عربية أن "هناك صعوبة أخرى تتعلق بالمنشآت النووية الإيرانية فوفقا للمعلومات المتوفرة، فإن هذه المواقع تحت الأرض على مسافات كبيرة في العمق".
وقال "بالتالي إذا كان هناك أي نوع من الاستهداف، فيجب أن يتم عن طريق أنواع قنابل أو ذخائر جوية لا تمتلكها إسرائيل، إلا إذا قررت استعمال صواريخ بالستية من نوع "أريحا 3" الباليستي العابر للقارات الذي يمكن أن يصل مداه إلى 2400 كم أو وحمولته شحنته المتفجرة تزن أكثر من طن.. هذا ممكن، لكن سوف يقلب الموازين ويشعل حتما حرب إقليمية."
وكان هجوم الثلاثاء ثاني ضربة مباشرة إيرانية على إسرائيل بعد هجوم صاروخي وبالمسيّرات في نيسان/أبريل الماضي جاء ردا على غارة إسرائيلية دامية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
"ضغوط أمريكية"
ويعتقد فيكتور تريكود، المحلل البارز في شركة الاستشارات "كونترول ريسكس"، أن "إسرائيل أظهرت نية متزايدة لتغيير ميزان القوى في المنطقة بشكل جذري بما في ذلك استعدادها لاتخاذ تدابير عسكرية جريئة."
ورجح الباحث في حديثه إلى DW عربية أن "تضغط واشنطن على إسرائيل لتتجنب الضربات التصعيدية للغاية على المنشآت النووية الإيرانية خاصة في ضوء الدعم العسكري الأمريكي في اعتراض الهجمات عبر الحدود".
ورغم ذلك، يعتقد تريكود أن محطة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض "قد تكون الأكثر عرضة"، مضيفا "تعرضت هذه المنشأة لحادث انقطاع للتيار الكهربائي ربما كان مرتبطة بهجوم إلكتروني في أبريل/نيسان 2021 فضلا عن انها تخضع للتطوير تحت الأرض في السنوات الأخيرة."
وأضاف "كان اختيار إسرائيل لاستهداف منشآت الدفاع الجوي بالقرب من أصفهان في أبريل/نيسان الماضي يهدف إلى اختبار وإضعاف الدفاعات الجوية في محيط المنشأة."
تُتّهم إيران بالسعي لتطوير أسلحة ذرية رغم أن طهران تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
مقتل نصر الله.. محطة نوعية في صراع طويل بين حزب الله وإسرائيل
في ضربة موجعة قتل الجيش الإسرائيلي حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. ويرى مراقبون أن واقعة الاغتيال سوف تمثل ذروة الصراع الممتد منذ عقود بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل، فما أبرز حلقات الصراع بين الطرفين؟
صورة من: Vahid Salemi/picture alliance/AP
مقتل حسن نصر الله بغارة إسرائيلية
أعلن الجيش الإسرائيلي "القضاء" على زعيم حزب الله اللبناني، في هجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر القيادة المركزي للجماعة الجمعة في27 سبتمبر/أيلول 2024. وأكد الحزب "استشهاد" زعيم الجماعة الشيعية المدعومة من إيران.
صورة من: Morteza Nikoubazl/picture alliance/NurPhoto
من هو نصر الله؟
في عام 1992، صار حسن نصر الله أمينا عاما لحزب الله وكان في منتصف عقده الثالث. وتولى نصر الله قيادة الحزب عقب اغتيال عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر بعد أقل من عام من انتخابه أمينا عاما لحزب الله. وكان قد نصر الله إلى الحزب عقب الإعلان عن تأسيسه عام 1985.
صورة من: Alaa Al-Marjani/REUTERS
فتح "جبهة الإسناد" لغزة
مع اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 بدأ حزب الله في مهاجمة إسرائيل بالصواريخ والمسيرات، وفتح ما أسماها "جبهة إسناد" لغزة، وكانت إسرائيل ترد بقصف "أهداف لحزب الله" في لبنان.
صورة من: Baz Ratner/AP/picture alliance
غارات إسرائيلية عنيفة ردا على هجمات حزب الله
وشنت إسرائيل غارات استهدفت مناطق حدودية مع لبنان ردا على إطلاق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل. ويرى مراقبون أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة كانت الأعنف منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وأسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 1500 شخص في لبنان منذ عام، وفق السلطات اللبنانية.
صورة من: Marwan Naaman/dpa/picture alliance
تكثيف الغارات
بعد نحو عام من اندلاع حرب غزة قررت إسرائيل تركيز عملياتها في الجبهة الشمالية وكثفت غاراتها على حزب الله بهدف معلن هو إعادة النازحين إلى شمال البلاد والذين فروا بسبب ضربات الحزب في المنطقة الحدودية مع لبنان.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
تفجيرات "البيجر"
تعرض حزب الله في 17 سبتمبر/أيلول لضربة موجعة انفجار الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها أعضاؤه في أسوأ خرق أمني في تاريخ الحزب. أسفرت تفجيرات البيجر عن مقتل العشرات وجرح حوالي 3000 آلاف شخص بينهم العديد من عناصر حزب الله.
صورة من: Balkis Press/ABACA/IMAGO
استهداف قيادات وكوادر الحزب
أسفرت الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مقتل قيادات من حزب الله بينهم وسام الحاج ومحمد ناصر، لكن فؤاد شكر كان الأبرز لأنه كان المسؤول العسكري الكبير الثاني في الحزب. وقُتل فؤاد شكر في غارة استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية بيروت الجنوبية في 30 تموز/يوليو.
صورة من: AFP
انخراط حزب الله في الحرب السورية
منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لحليفيه إيران وحزب الله، الذي تدخل بقوة في الحرب هناك. وأسفرت الغارات، التي نُسبت إلى إسرائيل، عن مقتل عناصر من حزب الله داخل سوريا.
صورة من: Ammar Safarjalani/Xinhua/picture alliance
مقتل عماد مغنية
قُتل عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، في تفجير في دمشق عام 2008. واتهم الحزب إسرائيل بالمسؤولية عن اغتياله، لكن إسرائيل نفت أن يكون لها أي دور.
صورة من: Marwan Naamani/dpa/picture alliance
2006 .. حرب الأسابيع الخمسة
في يوليو/ تموز عام 2006، اخترق حزب الله حدود إسرائيل وخطف جنديين إسرائيليين وقتل آخرين، لتندلع حرب استمرت خمسة أسابيع شملت ضربات إسرائيلية مكثفة على معاقل حزب الله والبنية التحتية اللبنانية. أسفرت الحرب عن مقتل 1200 شخص في لبنان على الأقل، معظمهم من المدنيين و158 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.
صورة من: Ariel Schalit/AP Photo/picture alliance
2006...قرار 1701
أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1701 في أغسطس/آب عام 2006 دعا فيه إلى وقف العمليات القتالية في لبنان ما وضع نهاية لحرب 2006 والتي تعد الثانية بين إسرائيل ولبنان. القرار طالب حزب الله بوقف هجماته على إسرائيل كما طالب الأخيرة بسحب قواتها من جنوب لبنان. ونص القرار على منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، عدا ما يخص الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
صورة من: David Dee Delgado/REUTERS
تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية"
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".