نووي إيران في فيينا- أوروبا تفعّل آلية لتفادي عقوبات أمريكا
٢٨ يونيو ٢٠١٩
كشف الاتحاد الأوروبي عن آلية تجارة مع إيران جاهزة ومفعلة لتفادي العقوبات الاقتصادية الأمريكية، فيما تحدثت إيران عن تحقيق "خطوة إلى الأمام" عقب اجتماع في فيينا. أما الرئيس الأمريكي ترامب فاعتبر أنّه "لا داعي للعجلة".
إعلان
قال الاتحاد الأوروبي في بيان صدر اليوم الجمعة (28 حزيران/ يونيو 2019) عقب اجتماع في فيينا، إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا لديها آلية تجارة خاصة مع إيران جاهزة ومفعلة بهدف تفادي العقوبات الاقتصادية الأمريكية. وذكر الاتحاد في بيانه أن "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أبلغت المشاركين بأن إنستيكس تعمل حاليا ومتاحة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأنها تباشر حاليا أولى معاملاتها".
وأشار البيان إلى أن إيران أسست أيضا كيانا للتجارة مع أوروبا مضيفاً أن دولاً أخرى بالاتحاد تنضم للآلية كمساهمين. وصدر البيان بعد محادثات في فيينا بين إيران والدول التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة، وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي اليوم الجمعة، إنّ المقترحات الأوروبية لتعزيز التجارة مع بلاده هي خطوة إلى الأمام، ولكنها ليست كافية على الأرجح لمنع طهران من الخروج تدريجيا من اتفاقها النووي مع القوى الكبرى. وأضاف عراقجي في تصريحات للصحفيين بعد محادثات مع كبار الدبلوماسيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين في فيينا "أعتقد أنه كان اجتماعا إيجابيا وبناء".
وقال إن خطة التجارة الأوروبية "انستكس" التي تم تفعيلها لتجنب العقوبات الأمريكية، كانت "خطوة واحدة إلى الأمام" ، لكنه أضاف أنها " لا تلبي توقعات إيران". وتابع أنه إذا استمرت الجهود الأوروبية لتخفيف العقوبات الأمريكية في عدم تحقيق توقعات طهران، ستمضي إيران قدما في خطتها لوقف تنفيذ البنود الرئيسية لاتفاقها النووي لعام 2015 مع القوى العالمية. وأكد عراقجي أن الأمر متروك الآن للزعماء الإيرانيين لاتخاذ قرار للمضي قدما.
وفي هذا السياق، أكدت الصين عقب الاجتماع أنّها ستواصل استيراد النفط الايراني رغم الضغوط الأمريكية، وقالت إنّها ترفض "الفرض الأحادي للعقوبات". وقال عراقجي "لكي تكون انستكس مفيدة لإيران، يتعين على الأوروبيين شراء النفط من إيران أو التفكير في خطوط ائتمان لهذه الآلية".
وفي إشارة إلى قرار إيران التوقف عن الالتزام بقيود معينة على المواد النووية بموجب الاتفاق، قال عراقجي "لقد تم بالفعل اتخاذ قرار في ايران بخفض التزاماتنا ونحن مستمرون في هذه العملية ما لم تتم تلبية توقعاتنا". ومع ذلك، أكد الدبلوماسي الإيراني أن القرار النهائي سيكون لرؤسائه في طهران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح لدى وصوله إلى أوساكا حيث يجتمع زعماء العالم للمشاركة بقمة مجموعة العشرين "لدينا كثير من الوقت. لا داعي للعجلة، يمكنهم (الإيرانيين) أخذ وقتهم، لا يوجد إطلاقا أي ضغط".
وتباينت لهجة هذه التصريحات الهادئة مع التصعيد الأخير في لهجة الخطاب الناري بين إيران والولايات المتحدة، وتحذير طهران لترامب من "وهم" ما وصفه بـ "حرب قصيرة" ضدّها. ومن المتوقع أن تحضر الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران على جدول مباحثات قمة العشرين التي افتتحت أعمالها اليوم الجمعة في مدينة أوساكا اليابانية.
م.م/ ع.ج (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
نادي الشرق الأوسط النووي - الحاضر والماضي
أثارت تقارير أمريكية وألمانية تحدثت عن قرب تشغيل السعودية لأول مفاعل نووي خاص بها، تساؤلات حول سباق التسلح النووي العربي والأقليمي. فيما يلي ملف صور عن جهود دول المنطقة لتشكيل نادي الشرق الأوسط النووي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Emirates Nuclear Energy Corporation/A. Girija
أول مفاعل نووي سعودي
أشارت تقارير أمريكية وألمانية إلى أن السعودية ستشغِل قريباً أول مفاعل نووي خاص بها. وكشفت التقارير بالاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية، تقدم أعمال البناء في أول مفاعل نووي سعودي. المنشأة الواقعة في شمال غرب الرياض، والتي هي في الأصل مفاعل بحوث يهدف في المقام الأول إلى تكوين فنيين نوويين، قد تصبح جاهزة للعمل في غضون سنة واحدة، كما قدر روبرت كيلي، مفتش سابق في المنظمة الدولية للطاقة النووية.
صورة من: DigitalGlobe/Google Earth
البرنامج النووي الإيراني
منذ انطلاقه في عام 1957، عرف البرنامج النووي الإيراني محطات عديدة من الشد والجذب. وعمل طموح إيران في تطوير برنامجها النووي، دون لفت الأنظار إليها، على عدم استقرار الأمور والوصول إلى طرق مسدودة. آخرها كان مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي.
صورة من: Imago
ما يحق للسعودية لا يحق لإيران
في الوقت الذي يلغي فيه ترامب العمل بالاتفاقية النووية من جانب واحد مع إيران، أصدرت وزارة الطاقة الأمريكية سبعة تصاريح لنقل معلومات حساسة حول الطاقة النووية للعربية السعودية ـ بدون أن يضمن ذلك القيام بأعمال تفتيش داخل المملكة، بحسب ما ذكرته تقارير أمريكية وألمانية.
صورة من: Reuters/J. Ernst
مفاعل ديمونة السري
يقع المفاعل في منطقة ديمونة جنوب إسرائيل. المفاعل بني في أواخر خمسينات القرن الماضي بمساعدة فرنسية و بقصد توفير الطاقة لبعض المنشآت والمشاريع في المنطقة الصحراوية. غير أن خبراء ومراقبين كشفوا أن الهدف الحقيقي لبنائه هو إنتاج الأسلحة النووية. من جهتها لم تؤكد الحكومة الإسرائيلية ولم تنفِ ذلك حتى الآن. ويثير مفاعل ديمونة جدلاً واسعاً بسبب مخاطره، كما تتعالى دعوات من حين لآخر لإغلاقه.
صورة من: AP
مفاعل الضبعة المصري
مشروع محطة الضبعة النووية هوالمحطة النووية المصرية الأولى المققر انشائها بمنطقة الضبعة الواقعة على الساحل المصري للبحر الأبيض المتوسط. المشروع الممول من روسيا بقرض قيمته 25 مليار دولار والذي لا يزال في مرحلة التحضير، كان قد كشف عنه من قبل عام 2002، لكن لم يتم التوصل آنذاك لاتفاق بشأنه، ويؤمل أن يضم 4 مفاعلات نووية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency
مفاعل تموز العراقي
مفاعل تموز النووي كان ثمرة مشروع عراقي نووي للانضمام إلى النادي النووي في عهد الرئيس السابق صدام حسين. المشروع، الذي كان بشراكة مع فرنسا، كان أول مشروع عربي نووي رائد في منطقة الشرق الأوسط. في عام 1981 استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مفاعل "تموز1" النووي المعروف بأوزيراك، في عملية أطلقت عليها إسرائيل تسمية "أوبرا".
صورة من: AP
اللحاق بالركب
تسعى دول عربية أخرى إلى اللحاق بالركب والانضمام إلى النادي النووي. وتشهد دول منطقة الشرق الأوسط فيما بينها سباقاً هائلاً للتسلح النووي. الإمارات تمهد لدخولها النادي من خلال محطة بركة النووية، التي لا تزال قيد الإنشاء. وكانت الجزائر قد أعلنت عن بناء أول محطاتها النووية لإنتاج الكهرباء في عام 2025، كما جاء على لسان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Emirates Nuclear Energy Corporation/A. Girija