نوير قائد لبايرن - اعتراضات على تولي حارس المرمى القيادة!
صلاح شرارة
١٧ مايو ٢٠١٧
رغم أن الأمر لم يعلن رسميا إلى الآن، أصبح مانويل نوير خليفة لفيليب لام في قيادة بايرن، حسب وسائل إعلام. إنه أمر منطقي رغم وجود آخرين يمكنهم القيام بالمهمة. لكن اختيار نوير يواجه أيضا تحفظات من قبل قادة قدامى للبافاري.
إعلان
اختيار ليس مفاجأة، لكنه حتى الآن يشبه "سراً معلناً"، مانويل نوير (31 عاما) سيصبح بداية من الموسم القادم، قائداً لبايرن ميونيخ، خلفا لفيليب لام (33 عاما)، حسب ما أفاد موقع "بيلد" الألماني. لينضم نوير إلى سلسلة من القادة العظام للبافاري من أمثال بكنباور وسيب ماير، ورومينيغه وماتيوس وأوليفر كان.
فيليب لام نفسه كان قد ذكر قبل أيام قليلة أن خليفته سيأتي من دائرة "مجلس الفريق"، الذي يعد نوير أحد أعضائه. أما المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي فصرح الأسبوع الماضي أن الفريق وليس المدرب هو من يختار القائد، والآن "فعلها (البافاري) وقرر اختيار نوير قائدا، لكن لا أحد يعرف متى سيتم الإعلان الرسمي عن ذلك"، يقول موقع "بيلد|. وهل سيكون ذلك الإعلان مع انطلاق مرحلة الاستعداد للموسم المقبل في الأسبوع الأول من يوليو/ تموز؟ يتساءل الموقع الألماني.
اختيار منطقي رغم التخمينات
نوير كان أقرب المرشحين لخلافة لام فهو نائبه، وقائد منتخب ألمانيا "المانشافت" منذ اعتزال باستيان شفاينشتايغر دوليا، العام الماضي. ويقول لوتار ماتيوس عميد لاعبي العالم السابق إن "مانويل نوير خليفة نفيس لفيليب لام. فلديه كاريزما ويتمتع بحضور جيد ورأي واضح."
أما فيليب لام نفسه فكرر مرارا أنه يرى أن خليفته هو نوير أو مولر وأكد مؤخرا حسب ما نقل موقع "تي زد" الألماني "لقد نبهت في بعض المقابلات إلى أنه بالنسبة لي فإن مانو (مانويل) وتوماس هما الخليفتان الطبيعيان لي." وأضاف لام "إنهما بالفعل القائد الثاني والثالث للفريق. لديهما مسيرة تشبه مسيرتي، ويحملان نادي بايرن في قلبيهما ولديهما شخصية اللاعب القائد تماماً."
وكانت هناك تخمينات لفترة طويلة بين جماهير بايرن ميونيخ حول خليفة لام في القيادة، وهل سيكون نوير أم مولر، كما كان هناك أيضا الحديث عن ماتس هوميلس وجيروم بواتينغ. وفي المقابل كانت المسألة واضحة بالنسبة للنادي: نوير هو القائد. ويقول ماتيوس "مرشحان آخران هما توماس مولر وجيروم بواتينغ، لم يعودا متجذرين في الفريق على عكس ما كانا مثلا قبل عام."
اعتراضات على قيادة حارس المرمى
ورغم شبه الإجماع على نوير هناك أصوات تنتقد اختياره قائدا للفريق. فمثلا بول برايتنر القائد السابق لبايرن يرى أن وجود نوير في مركز حراسة المرمى يمثل مشكلة وقال: "بالنسبة لي نوير، وبفارق كبير، هو أفضل حارس مرمى في العالم. وبصرف النظر عن ذلك ينبغي ألا يكون أي حارس قائدا في أي فريق كان." فالقائد، من وجهة نظر برايتنر، يجب ألا يكون محصورا في منطقة الجزاء وإنما "يكون لاعب ميدان يمكن أن يساعد زملاءه في الملعب. في كل وقت.. ويمكنني أن أمرر له الكرة في حالة تعقد الأمور."
قائد بايرن السابق توماس هيلمر له رأي يماثل برايتنر "مسألة التواصل مع الحكام وحدها، الأفضل للقيام بها هو لاعب ميدان"، يقول هيلمار حسب ما نقل "تي زد" ويضيف "ومن هنا فأنا أميل إلى ماتس هوميلس."
نوير حارس مختلف
لكن نوير لن يكون أول حارس يرتدي شارة القائد في بايرن فقد سبقه إلى ذلك العملاق سيب ماير ورايموند أومان وكذلك الحارس "التيتان" (الجبار) أوليفر كان، الذي حمل الشارة لمدة ستة أعوام من 2002 حتى 2008.
وفي عالمنا العربي مثلاً كان العملاق المغربي بادو الزكي خير مثال على الحارس القائد، الذي يوجه زملاءه ويرجع إليه اللاعبون الكرة في حالة الخطر ويتحكم في إيقاع الفريق ويتدخل مع الجميع عند حدوث مشكلة. وقاد الزكي منتخب المغرب في مرحلة من أهم مراحل تألق الفريق.
وبالنسبة لمانويل نوير فإنه "لاعب ميدان تقريبا"، حسب ما قال المدرب كلاوس أوغنتالر. فنوير أضاف إلى حراسة المرمى مهمات جديدة كالخروج من منطقة الجزاء لتغطية زملائه والقيام بمهام المدافع، وقد نجح فيها خصوصا خلال كأس العام 2014، التي فازت بها ألمانيا، وينجح فيها أيضا مع بايرن على مستوى بطولات الأندية.
يذكر أن انتقال مانويل نوير إلى بايرن ميونيخ عام 2011 لم يكن مفروشا بالورود، فقد كان هناك اعتراض من جماهير الفريقين. بعض جماهير بايرن مثلا كانت ترفع في المدرجات يافطات رافضة وجوده في ميونيخ. ووصل الرفض بأحد مشجعي شالكه أن صفعه على وجه في غفلة منه في احتفالات فريق شالكه بالحصول على كأس ألمانيا عام 2011. ومنذ انتقاله لبايرن فاز نوير مع الفريق بخمسة ألقاب في الدوري، وثلاثة ألقاب بكأس ألمانيا ولقب بدوري أبطال أوروبا عام 2013، وهو العام، الذي حقق فيه الفريق الثلاثية، لأول وآخر مرة حتى الآن.
ألمانيا موطن حراس مرمى كرة القدم بمستوى عال
تعد ألمانيا من البلدان التي انجبت حراس مرمى كرة القدم في العالم بمستوى عال. في هذه الجولة نتعرف على أشهر هؤلاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن.
صورة من: Getty Images
يعد مانويل نوير (30 عاما) أفضل حارس مرمى في تاريخ ألمانيا، فهو فعلا أسطورة في تمتيع الجماهير بأدائه الراقي. ولا يكاد يوجد لاعب آخر مثل نوير فاز بالألقاب التي حصل عليه هذا الأخير. فقد حصد كأس العالم بالبرازيل، ودوري أبطال أوروبا. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم ثلاث مرات، وقد صعد نجمه بالخصوص عام 2014، حيث حصل فيه على عدد كبير من الجوائز. كما إنه تولى أيضا مهمات جديدة في الفريق، مثل الدفاع.
صورة من: Bongarts/Getty Images/L. Baron
حتى وقت قريب كان العملاق أوليفر كان (47 عاما) أفضل حارس ألماني في رأي الكثيرين. فقد فاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم 3 مرات، واختير عام 2002 كأفضل لاعب في مونديال كوريا واليابان، رغم خسارة النهائي أمام البرازيل. ويعد أوليفركان الحارس الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في كأس العالم. ألقابه مع بايرن ميونيخ كثيرة، مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
سيب ماير (72 عاما) هو صاحب الرقم القياسي لحراسة مرمى منتخب ألمانيا حيث خاض معه 95 مباراة. وكان يمثل مع غيرد مولر وبكنباور ثلاثي الأحلام في بايرن ومنتخب ألمانيا. حقق إنجازات كبيرة مع المنتخب الوطني وبايرن أبرزها الفوز بكأس العالم في ميونيخ 1974، وكأس الأمم الأوروبية 1972. وقد أجبر عام 1979 على الاعتزال بسبب حادث سيارة. تم اختياره كحارس القرن في ألمانيا، وحل رابعا على قائمة حراس القرن في العالم.
صورة من: STAFF/AFP/Getty Images
توني شوماخر (62 عاما) كان يعد أحد أفضل حراس المرمى في العام في الثمانينيات. لعب 76 مباراة دولية، حيث وصل لنهائي مونديال إسبانيا 1982 ومونديال المكسيك 1986. وفاز قبل ذلك مع بلده بكأس الأمم الأوروبية 1980. أثار الكثير من الجدل بسبب ارتطامه باللاعب الفرنسي باتيستو في مونديال إسبانيا. بعد خروجه من المنتخب ومن فريق كولونيا ذهب لتركيا وفاز مع فنربخشه بالدوري هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
بودو إلغنر (49 عاما) كان الحارس الاحتياطي لشوماخر في كولونيا وبعدما طرد شوماخر أصبح أساسيا وخاض مع كولوينا 326 مباراة. انتقل إلى ريال مدريد وخاض معه 91 مباراة حيث فاز مرتين بدوري أبطال أوروبا. خاض مع منتخب ألمانيا 54 مباراة وفاز معه بكأس العالم 1990 بإيطاليا، وهو أصغر حارس مرمى يفوز بكأس العالم. وكان ثلاث مرات من بين أفضل ثلاثة حراس للمرمى في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
ينس ليمان (46 عاما) لعب لشالكه 10 أعوام. وهو أول حارس مرمى في ألمانيا يسجل هدفا أثناء اللعب، عندما سجل في مرمى دورتموند. انتقل إلى ميلانو ثم إلى دورتموند ليفوز معه بالدوري وانتقل إلى أرسنال وخاض معه 147 مباراة. اختاره كلينسمان بديلا عن أوليفر كان ليحرس مرمى ألمانيا في مونديال 2006. ومازال حاضرا في الأذهان تصديه لركلات الترجيح أمام الأرجنتين، حيث أوصل ألمانيا لنصف النهائي الذي خسرته أمام إيطاليا.
صورة من: AP
أندرياس كوبكه (54 عاما) أو "أندي" هو أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ ألمانيا. ويدرب حراس مرمى المنتخب منذ كأس القارات عام 2005. لعب 59 مباراة دولية، كما احترف في فريق أوليمبك مرسيليا الفرنسي. فاز مع ألمانيا كلاعب بكأس أمم أوروبا 1996، وهو العام الذي حصل فيه على لقب أفضل حارس مرمى في العالم. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في ألمانيا أربع مرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
توني توريك، توفي عام 1984، وعمره 65 عاما. كانت مهنته أصلا خبازا وشارك في الحرب العالمية الثانية ووقع في الأسر، وقد خاض أول مباراة له مع ألمانيا وهو في سن 31 عاما، وهو رقم قياسي لحارس مرمى صمد أكثر من 60 عاما. كان ذلك عام 1950 في أول مباراة دولية يلعبها منتخب ألمانيا بعد الحرب.لعب للمنتخب 20 مباراة دولية فقط واستطاع مع زملائه الفوز بكأس العالم عام 1954 في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/ dpa
هانز تيلكوفسكي (81 عاما) خاض مع المانشافت 39 مباراة في الفترة بين 1957 و 1967، وهو الحارس الذي احتسب ضده "هدف شهير" في ملعب ويمبلي 1996 (الصورة)، رغم أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، في رأي الكثيرين. وبذلك خسرت ألمانيا نهائي كأس العالم أمام انغلترا. قبلها بعام تم اختياره كأفضل رياضي في ألمانيا وكان يتميز بتمركزه الجيد خلال اللعب.
صورة من: picture-alliance/ dpa
توفي بيرت تراوتمان عام 2013 عن عمر 89 عاما. اختارته جماهير مانشستر سيتي 2007 كأفضل لاعب في تاريخ النادي، الذي لعب له 639 مباراة من عام 1949 حتى 1964. تم تكريمه من طرف الملكة إليزابيث عام 2004 والاتحاد الألماني للكرة 2008 لدوره في التصالح بين ألمانيا وإنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية. وقع له كسر في العنق عندما اصطدم مع مهاجم بيرمينغهام في نهائي كأس عام 1956، لكنه واصل اللعب ليحقق لفريقه اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان الحضور الجماهيري في حفل تأبين روبيرت إنكه كبيرا جدا روبيرت إنكه. فخلال لحظة يأس من الحياة بسبب مشاكل نفسية ألقى إنكه بنفسه أمام قطار فلقي مصرعه في الحال في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، وكان عمره 32 عاما. وقد أقام نادي هانوفر حفل تأبين له في ملعب كرة القدم حضره نحو 40 ألف شخص وشارك في حمل نعشه زملاؤه في هانوفر ومن المنتخب الألماني، في منظر حزين سيبقى عالقا في ذاكرة محبيه.