أعلنت نيجيريا السبت أنها أطلقت اليوم أكبر عمليات إجلاء لمواطنيها العالقين في ليبيا بعد محاولات فاشلة لعبور البحر المتوسط إلى أوروبا. وكانت تقارير تحدثت على سوء معاملة المهاجرين القادمين من أفريقيا على يد جماعات ليبية.
إعلان
شهادات صادمة من مهاجرين تحولوا إلى "عبيد" في ليبيا
00:54
وقال وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما اليوم السبت(السادس من كانون ثان/يناير 2018) إن بلاده بدأت في توجيه رحلات جوية لنقل الآلاف من مواطنيها من ليبيا وإن الرحلات ستستمر إلى أن يعود كل من يرغب من أبناء الوطن إليه.
ويمثل النيجيريون العدد الأكبر من المهاجرين الأفارقة الذين يصلون إلى ليبيا ويحاولون السفر منها إلى إيطاليا عبر البحر.
ومنذ أن بدأت فصائل مسلحة محلية ومعها خفر السواحل الليبي في منع مزيد من المهاجرين من مغادرة ليبيا في يوليو/ تموز من العام الماضي تقطعت السبل بعدد كبير منهم في بلد يعانون فيه عادة من أوضاع معيشية صعبة وإساءة معاملة وإجبارهم على العمل.
وعلى مدى الشهور الماضية عززت المنظمة الدولية للهجرة جهودها في إطار برنامجها للعودة الطوعية لإعادة المهاجرين من عدد من البلدان إلى أوطانهم. وتتعاون نيجيريا حاليا مع النيجر في تنسيق عودة مواطني البلدين.
وقال أونياما للصحفيين خلال زيارته إلى طرابلس "الهدف الرئيسي، ونحن نركز تماما على هذا الهدف، هو إعادة المواطنين النيجيريين إلى بلدهم بأسرع وقت ممكن". وأضاف "رئيسنا وفر كل الموارد المتاحة اللازمة لعودة كل النيجيريين الموجودين هنا". وقال الوزير إن نيجيريا تتوقع إعادة نحو 5500 نيجيري جوا لكن الوضع على الأرض يجعل تحديد عددهم صعبا.
وقال "تصل اليوم طائرتان ونأمل إن شاء الله في عودة ما يصل إلى 800 نيجيري اليوم". وأضاف "بعض المشكلات تتمثل في تحديد عددهم بدقة إذ أن بعضهم موجود في مخيمات تحت سيطرة الحكومة المركزية. ومن الواضح أن البعض الآخر خارج تلك المخيمات. كما أن بعضهم في أماكن يصعب دخولها وربما لا يوجد للحكومة المركزية سلطة كاملة عليها".
وقال إن بعض المجرمين المتورطين في أعمال التهريب والاتجار بالمهاجرين "لديهم أيضا مصلحة في عدم عودة بعضهم إلى وطنهم إذ يمثلون بالنسبة لهم مصادر مالية واقتصادية".
ح.ع.ح(رويترز)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.