بدأت فعاليات اليوم الخامس لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا بالمباراة الثانية للجولة الأولى في دور المجموعات للمجموعة السادسة؛ فعلى ستاد مدينة روستينبرغ وأمام حوالي عشرين ألف متفرج جرت المباراة بين منتخب نيوزيلاندا ممثل قارة أوقيانوسيا، ومنتخب سلوفاكيا. ويشارك منتخب نيوزيلاندا في نهائيات بطولة كأس العالم لأول مرة منذ عام 1982 ولثاني مرة في تاريخه، بينما يشارك المنتخب السلوفاكي لأول مرة في تاريخه، أي أنه ليس لكل من المنتخبين باع طويل في منافسات البطولة.

ولذلك دخل كل منهما إلى المباراة وهما يأملان في إظهار قدراته على التأهل لنهائيات البطولة وخوض منافساتها مستقبلا أيضا. غير أن المباراة جرت في شوطها الأول ضعيفة المستوى فنيا، وإن غلب عليها طابع الأداء الكفاحي. وبينما أدى لاعبو منتخب سلوفاكيا هذا الشوط ببعض التنسيق بين صفوفهم، وبشئ من التنظيم لألعابهم، ومحاولة إضفاء طابع الأداء الفني على لعبهم، اتسم أداء لاعبي نيوزيلاندا بالارتجالية، والاعتماد على تشتيت الكرة من أمام منافسيهم، وإرسالها بطريقة ما إلى منطقة مرماهم علها تجد من المهاجمين من يسكنها بطريقة ما أيضا شباك المرمى.

لعب ارتجالي ينتهي بمفاجأة مذهلة

ولذلك ندرت الألعاب الفنية، وقلت الفرص الحقيقية للتسجيل، وغابت المتعة الكروية وإثارة الأهداف إلى أن انتهى هذا الشوط بالتعادل السلبي. بيد أن لاعبي سلوفاكيا لم يريدوا مواصلة حرمان مشاهدي ومتابعي المباراة من معايشة إثارة الأهداف على الأقل؛ ففي الدقيقة الرابعة من الشوط الثاني، أي التاسعة والأربعين للمباراة، نظموا هجمة وصلت فيها الكرة يمين منطقة مرمى نيوزيلاندا إلى المهاجم ستانيسلاف سيستاك الذي أرسلها عرضية أمام المرمى لتجد زميله روبرت فيتيك يحولها برأسه على يمين الحارس مارك باستون، مسجلا هدفا لسلوفاكيا.

ولم يحرك هذا الهدف ساكنا في صفوف لاعبي نيوزيلاندا، فظل الارتجال سمة لعبهم، بينما زادت محاولات منافسيهم لتكرار مثل هذه الهجمة وتعزيز هذا التقدم. وبالفعل توالت هجماتهم المنظمة في معظمها على مرمى نيوزيلاندا، وتهيأت لهم أكثر من فرصة ثمينة للتسجيل، حال تكتل منافسيهم أمام المرمى دون أن تسفر عن أهداف.

وتستمر المباراة على هذا المنوال إلى الدقيقة الثالثة والأخيرة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، التي شهدت مفاجأة مذهلة ليس للاعبي سلوفاكيا فحسب، وإنما أيضا لمشاهدى ومتابعي المباراة، ففي هجمة مرتدة سريعة للاعبي نيوزيلاندا وصلت الكرة يسار منطقة مرمى سلوفاكيا إلى لاعب خط الوسط شانه سميلتس الذي أرسلها عرضية أمام المرمى على رأس زميله المدافع المتقدم وينستون ريد الذي حولها بقوة على يمين الحارس موتشا مسجلا هدف التعادل، ليعلن حكم المباراة الجنوب أفريقي جيرومي دامون نهاية المباراة بتعادل نيوزيلاندا وسلوفاكيا بهدف ونقطة لكل منهكما. ومع ذلك فإن المستوى الذي ظهر به كل من المنتخبين يشير إلى أن منتخب نيوزيلاندا لن يشكل أي صعوبة للمنتخب الإيطالي ولا لمنتخب باراغواي المشاركين في المجموعة السادسة، بينما سيكون منتخب سلوفاكيا ندا عنيدا لكل منهما.

الكاتب: محمد الحشاش

مراجعة: عبده جميل المخلافي