نيوزيلندا: أردرن تنتقد إصدار فيلم عن هجوم كرايست تشيرش
١٤ يونيو ٢٠٢١
ردا على إعلان هوليود إطلاق فيلم يتناول الهجمات على مسجدي كرايست تشيرش في العام 2019، واعترض عليه بعض المسلمين، وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا إن المجتمع المسلم في بلادها يجب أن يكون محور أي فيلم حول تلك الهجمات وليس هي.
إعلان
انتقدت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن اليوم الاثنين (14 يونيو/حزيران 2021) إطلاق فيلم يتناول رد فعلها على الهجمات على مسجدي كرايست تشيرش في العام 2019، قائلة إنه جاء في الوقت الخطأ وعالج الموضوع الخطأ.
وقالت أرديرن إن المجتمع المسلم في بلادها يجب أن يكون محور أي فيلم حول هجمات مسجدي كرايستشيرش بعد أن اعترض البعض على صنع فيلم يركز على تعاملها مع الهجوم.
وذكرت مجلة هوليوود ريبورتر الأسبوع الماضي أنه يجري التخطيط لتصوير فيلم بعنوان " They Are Us" أو (هم نحن) حول الهجمات التي شنها مسلح متطرف أبيض على المسجدين في 15 مارس آذار 2019 والتي قُتل فيها 51 شخصا.
ويشير عنوان الفيلم إلى عبارة استخدمتها أردرن في خطاب بعد الحادث مباشرة، فيما وعدت بدعم المجتمع المسلم بالإضافة إلى أمور أخرى.
ووصفت المجلة الفيلم بأنه "قصة ملهمة" عن رد فعل أردرن على العنف. ووحدت الاستجابة المشحونة بالعاطفة من جانب الزعيمة البالغة من العمر 40 عاما بلدها المصدوم، وحظيت بإشادة عالمية.
لكن رئيسة وزراء نيوزيلندا قالت "هناك الكثير من القصص التي يجب روايتها، قصص مجتمعات وعائلات" مقدّرة أن قصتها "ليست جزءا" منها.
وأفادت مجلة هوليوود ريبورتر أن النيوزيلندي أندرو نيكول سيكتب الفيلم ويخرجه. ونقلت عنه قوله إن الأمر لا يتعلق بالهجمات بقدر ما يتعلق بتعامل أردرن معها.
غير أن بعض المسلمين تساءلوا عن جدوى خطة صنع فيلم بينما لم تندمل بعد جراح أُسر الضحايا وأصدقائهم والمجتمع الأوسع. كما تساءلوا عن خطة تركيز الفيلم على رئيسة الوزراء وليس الضحايا.
وقالت الجمعية الوطنية للشباب الإسلامي "لا ينبغي لأحد أن يسعى للتسويق أو الربح من خلال مأساة حلت بمجتمعنا" منددة بأن الفيلم "يهمش الضحايا والناجين ويركز على رد فعل امرأة بيضاء".
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
في صور .. 36 دقيقة من الإرهاب تقلب حياة مسلمي نيوزيلندا
36 دقيقة من الإرهاب كانت كافية لجعل نيوزيلندا في بؤرة اهتمام الرأي العام الدولي، محررة إياها من موقعها الجغرافي في أقصى جنوب الأرض. DW عربية أعدت ألبوم صور عن الجالية المسلمة ومعاملة السكان لها وقوانين السلاح هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
صورة من: picture-alliance/dpa
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/D. Lawson
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
"جنة" المهاجرين على الأرض
البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
صورة من: Reuters/R. Ben-Ari
معاداة المسلمين؟
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
صورة من: Reuters/SNPA/M. Hunter
1.5 مليون قطعة سلاح
يمكن لمن تجاوز 16 عاماً اقتناء السلاح. وصرحت الشرطة العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد وأن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين في نيوزيلندا". خبير في قوانين الأسلحة يذهب إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Baker
وعود بتشديد القوانين
وتعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد الاعتداء الإرهابي بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ 1992، بعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة وأنه استخدم خمسة أنواع اثنان منها شبه آلية.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/AP Photo/New Zealand Prime Minister Office