1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نيوزيلندا ـ حين تتداخل التغطية الإعلامية بالأهداف السياسية!

٢٠ مارس ٢٠١٩

اختلف تعامل الدول مع الاعتداء الإرهابي في نيوزيلندا ليتنوع ما بين استغلال سياسي على خلفية انتخابات، وتجاهل تام اهتماماً بأحداث داخلية. فهل كان لاختلاف التناول الإعلامي أهداف أخرى ؟ وأي تبعات قد تنجم عن ذلك؟

Neuseeländische Botschaft in Berlin
صورة من: DW/J. Abdul Kareem

لاتزال أصداء الاعتداء الإرهابي المزدوج في نيوزيلندا تتردد حول العالم. لكن حجم وزخم وأهداف التغطيات الإعلامية للمجزرة لم تكن كلها على القدر نفسه، فقد بدا أن هناك دورا للأهداف السياسية أو الانتخابية تكمن خلف هذه التغطية.  

ظلال الإمبراطورية العثمانية في خلفية المشهد

كانت تركيا من أكثر الدول التي تفاعلت مع الاعتداء على المسجدين، وغطى إعلامها من محطات تليفزيونية ومواقع إخبارية الحادث بشكل مكثف للغاية، حتى أن الرئيس التركي أطلق تصريحات شديدة اللهجة بحق أستراليا التي ينتمي إليها منفذ الحادث، وحذر الأستراليين "المعاديين للإسلام" من أنهم إذا زاروا تركيا "سيعودون في توابيت كما تم مع أجدادهم" ما أشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين.

في هذا الشأن يقول وليد عباس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بفرنسا في مقابلة له مع DW عربية إن تركيا لا تنفك تحاول أن تجعل نفسها المدافع الأول عن الإسلام السني في العالم. ويضيف عباس أن أردوغان لايزال يراوده الحلم القديم بأن يكون زعيما لكل المسلمين وهو قد استغل الحادث بشكل إعلامي لصالحه تماماً، خاصة وأن البلاد ستشهد خلال الفترة المقبلة الانتخابات البلدية".

هجوم تركي مبرر؟

كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي اتفقوا مع رأي وليد عباس، خاصة وأن فيديو الاعتداء الإرهابي تم عرضه خلال حملات الدعاية للانتخابات المحلية في تركيا.

لكن على الجانب الآخر، هناك من رأى أن رد الفعل التركي السياسي والإعلامي طبيعي، خاصة وأن تركيا تترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب أن الإرهابي منفذ الهجوم زار تركيا التي قالت إنه كان يخطط لتنفيذ عمليات مشابهة داخل البلاد.

أيضاً، أثار تركيا بشدة ما جاء في بيان (مانفيستو) الإرهابي الذي كتب على سلاح الجريمة تواريخ معارك هزمت فيها قوات الدولة العثمانية أمام الجيوش الأوروبية. كما أنه طالب الأتراك بالبقاء في الجهة الشرقية من إسطنبول وترك الجهة الغربية منها إلى جانب دعوته لاغتيال الرئيس التركي، ما دفع تركيا للرد بحدة على هذه التهديدات على لسانه شخصيا: "البيان تضمن اسم بلادي واسمي، وكذلك آيا صوفيا.. وكأنها أمانة سيسترجعونها.. إذا كان باستطاعتكم تعالوا واسترجعوها".

أي انعكاسات للتغطية الإعلامية على الداخل الأوروبي؟

مع التغطية المكثفة للاعتداء وخصوصاً من جانب وسائل الاعلام النيوزيلندية، يخشى البعض من ردود فعل قد تطال المسلمين في أوروبا، كما تتصاعد الخشية من استغلال اليمين المتطرف له خاصة مع تزايد نفوذه في أوروبا .

يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وليد عباس إن التغطية الإعلامية المكثفة لردود الفعل المتعاطفة مع الضحايا والمسلمين في نيوزيلندا "تضر كثيراً أولاً بالحركات الإسلامية المتطرفة التي تجد في تلك الاعتداءات فرصة لتطلق حملاتها ضد الغرب وضد المسيحية وضد الحضارة الغربية المختلفة".

"لكن على الجانب الآخر" ـ يضيف عباس - "فإن حجم التعاطف والتضامن الذي أبرزه الناس لاشك أنه حد بنسبة كبيرة من الدعاية التي كان من الممكن أن تقوم بها هذه التنظيمات من أقلها تطرفها إلى أكثرها تطرفاً".

ويرى عباس أن "المشكلة الأخطر هي أنه من الممكن وكما شاهدنا في حالة تنظيمي القاعدة وداعش أن يظهر في صفوف اليمين المتطرف في أوروبا ما نسميه بظاهرة (التقليد)، بمعنى أنه عندما يطلق شخص عملية نوعية وجديدة وبشكل فردي فإنه يُخشى أن يدفع ذلك أفرادا يعتنقون الفكر المتطرف نفسه لتقليد هذه العملية التي كانت مصورة بالفيديو وشاهدها الملايين حول العالم".

تغطية أوروبية ضعيفة

رغم التغطية الإعلامية الواسعة للاعتداء على المسجدين في الشرق الأوسط، لكن على مايبدو فإنه لم يحظ بما يستحق من التغطية في وسائل الإعلام الأوروبية.

يقول عباس إن "التغطية الإعلامية تنوعت كثيراً بين الدول؛ ففي بعض الدول الأوربية كانت محدودة للغاية مقارنة بحجم الحدث، كما كان هناك نوع من عدم الاهتمام الكافي بهذه القضية في الإعلام الأوروبي ولم نشاهد تغطية موسعة كما يحدث عادة في عمليات إرهابية أخرى".

وأرجع عباس  الأمر إلى أن "الاعتداء وقع خارج أوروبا، لذا لم يحظ بتغطية مناسبة، بدليل أنه بعد وقوعه ارتكبت جماعة بوكوحرام عملية إرهابية في نيجيريا أسقطت عددا كبيرا من المسيحيين وأيضاً لم يتم تغطية هذا الموضوع في أوروبا نهائياً، ما يعني أننا في أوروبا لدينا اهتمام بالداخل فقط خصوصا مع ما تتعرض له الدول الأوربية من أزمات داخلية جعلت اهتمامها ينصب بالدرجة الأولى على شؤونها الداخلية".

​​الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد أدلى بتصريحات من هذا القبيل في مؤتمر ميونيخ الأخير للأمن.صورة من: MSC/Hildenbrand

تصريحات لقادة عرب في الميزان

على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعدت موجة من الهجوم الشديد على قادة ومسؤولون عرب ومسلمون كالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانوا قد وجهوا تحذيرات لأوروبا في مناسبات مختلفة من أنشطة تيارات إسلامية معارضة لسياسات هؤلاء الحكام، وطالبوا أوروبا بمراقبة المساجد وروادها والأنشطة التي تقام بها.

يقول المنتقدون إن مثل هذه التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام المختلفة في أوروبا ساهمت بشكل أو آخر في تنامي مشاعر الخوف والعداء للمسلمين:

ولا يعتقد الكاتب الصحفي بفرنسا وليد عباس أن التغطية الإعلامية لخطابات مثل هذه يمكن أن تلحق ضرراً بالمسلمين في أوروبا، مضيفاً: "أن هذه التصريحات في حد ذاتها لا تحمل قيمة كبيرة رغم أنها قد يوجد بها بعض المبالغة بل إنها تمثل نوعاً التعليمات التي توجه لقادة الدول الأوروبية".

وقال إن "هذه التصريحات من السيسي تبدو غريبة بعض الشيء فهو من المفترض به أن يقوم بالأمر نفسه مع الكنائس في بلاده والتي تتعرض بين الحين والآخر للهجمات".

واختتم عباس تصريحاته لـ DW عربية بالقول إنه لم يتم التعامل مع تصريحات القادة العرب باهتمام أو تغطية كبيرة، "وعلى كل الأحوال فنحن نعرف في الدول الأوروبية أن الأمر لا يحتاج لتصريحات إعلامية من القادة العرب لتشديد الحراسات والمراقبة لأماكن العبادة عموما وليس المساجد فقط".

ع.ح.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW