نيويورك تنتخب: ترامب يهدد بقطع التمويل في حال فوز ممداني
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٤ نوفمبر ٢٠٢٥
ينتخب سكان نيويورك عمدة مدينتهم، والأوفر حظاً هو زهران ممداني، المسلم من أصل هندي والمعارض "الشرس" لدونالد ترامب. ماذا يفسر موقف ترامب الحاد منه؟ وما أهمية الانتخابات المحلية بحد ذاتها؟
في حال فوز زهران ممداني، فإنه سيصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة مدينة نيويورك، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة.صورة من: Stephanie Keith/Getty Images
إعلان
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، بوقف التمويل الاتحادي عن مدينة نيويورك إذا فاز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب العمدة في الانتخابات البلدية المقررة اليوم الثلاثاء (الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2025).
ويتوجه سكان نيويورك إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء لانتخاب عمدة جديد للمدينة.
"اشتراكي ديمقراطي" أم "شيوعي"
ووصف ترامب المرشح (34 عاماً) بأنه "شيوعي"، قائلاً إنه سيترك المدينة "بفرصة صفر للنجاح أو حتى البقاء"، وذلك في منشور له على منصة "تروث سوشال". وقال: "إذا كان عليّ الاختيار بين ديموقراطي سيّئ (أندرو كومو) وشيوعي (زهران ممداني)، فسأختار الديموقراطي السيّئ". وأضاف: "إذا فاز ممداني، فمن غير المرجح أن أقدم أي تمويل اتحادي، باستثناء الحد الأدنى الذي يفرضه القانون".
إعلان
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم ممداني، الذي يصف نفسه بأن "اشتراكي ديمقراطي" بفارق كبير على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو (67 عاماً)، الذي يخوض الانتخابات هذه المرة كمرشح مستقل. أما المرشح الجمهوري كيرتس سليوا (71 عاماً)، فيعتبر حظه في الفوز ضعيفاً، ما دفع ترامب إلى القول إن التصويت لسليوا سيكون بمثابة "مساعدة لممداني". ودعا ترامب الناخبين بدلاً من ذلك إلى دعم كومو، رغم الانتقادات التي وجهها الأخير له خلال جائحة كورونا، قائلاً: "سواء أحببتم أندرو كومو أم لا، فليس أمامكم خيار آخر. عليكم التصويت له، وأن تأملوا أن يؤدي عملاً رائعاً".
وينتمي ممداني إلى الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، وهو عضو في منظمة "الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا"، ويخوض حملته على أساس سياسات تشمل ضبط الإيجارات وتوفير خدمات النقل بالحافلات ورعاية الأطفال مجاناً، بتمويل من خلال زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات.
وإذا فاز، فسيصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة مدينة نيويورك، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة.
متجر في نيويورك يساعد المهاجرين
03:40
This browser does not support the video element.
ومن المقرر إغلاق مراكز الاقتراع الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (0200 بتوقيت غرينتش فجر الأربعاء)، على أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور بعد ذلك مباشرة.
انتخابات محلية في ولايات مهمة
من جهته، أشاد الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما بحملة الاشتراكي الشاب خلال مكالمة هاتفية السبت، وفق ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز". وعلى غرار زهران ممداني، ندد أوباما بالهجمات "المعادية للإسلام" التي شنها بعض مؤيدي أندرو كومو.
وتختار ولاية نيوجيرسي المجاورة أيضاً حاكمها المقبل، وهو منصب يتنافس عليه رجل الأعمال الجمهوري جاك سياتاريلي والديموقراطية التي تُعد أكثر اعتدالا ميكي شيريل. وكانت الولاية تُعد معقلاً للديموقراطيين خلال العقد الماضي. لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قلّص دونالد ترامب الفارق بشكل ملحوظ.
كذلك، تستعد ولاية فيرجينيا لانتخاب أول حاكمة لها. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الديموقراطية أبيغيل سبانبرغر، العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، تتقدم بفارق ضئيل على الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، وهي جندية سابقة في مشاة البحرية.
وعلى الجانب الآخر من البلاد، يصوت سكان كاليفورنيا لصالح إعادة رسم الخريطة الانتخابية للولاية بما يخدم الحزب الديموقراطي، رداً على مبادرة مماثلة لترامب في تكساس.
تحرير: ابتسام فوزي
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ