بالرغم من أن حكومتهما تسيطر نظريا على عدن وتعتبرها عاصمة مؤقتة لليمن، يبدو أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه أحمد بن دغر لا يسيطران تماما على عاصمة الجنوب. فقد انتقد المسؤولان بشدة طرد مئات الشماليين من عدن.
إعلان
انتقدت الحكومة اليمنية عمليات طرد تعرض لها مئات من مواطني المحافظات الشمالية من مدينة عدن الجنوبية، اعتبرها الرئيس عبد ربه منصور هادي "مرفوضة"، بحسب وكالة أنباء "سبأ" الحكومية. وقالت الوكالة إن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر ناقش مع هادي "حادثة طرد المئات من المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من عدن".
وأضافت أن رئيس الوزراء الذي يقيم، على غرار هادي، في الرياض نظرا لهشاشة الوضع الأمني في عدن، "وجّه بوقف هذه الأعمال والممارسات غير الدستورية وغير القانونية والمنافسة لأبسط حقوق الإنسان"، وأنه "أمر على الفور بالسماح لهم بالعودة وممارسة أعمالهم بصورة طبيعية".
وألمح بن دغر بشكل غير مباشر إلى مسؤولية عناصر في أجهزة الأمن عما جرى، علما أن العديد من المنتسبين إلى هذه الأجهزة يناصرون "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال وعودة استقلال الجنوب. ودعا بن دغر، بحسب "سبأ"، محافظ عدن ومدير الأمن فيها إلى "ضبط عمل كل الأجهزة التي تعمل تحت مسؤوليتهم، ومنعها من القيام بأية أعمال تخل بحقوق المواطنة، ومنها كرامة الإنسان اليمني".
وعكس هادي موقفا مشابها، إذ اعتبر أن "الممارسات الفردية لترحيل المواطنين من أبناء تعز وغيرها مرفوضة". وتعز (جنوب غرب) هي ثالث كبرى مدن اليمن، وكانت جزءا من اليمن الشمالي قبل توحيد البلاد مطلع التسعينات من القرن الماضي. واعتبر هادي أن تعز "كانت وستظل العمق لعدن، فهي منا وإلينا وكذلك كل محافظات الوطن".
وأكدت مصادر محلية في عدن تعرض المئات من المواطنين الشماليين للطرد من المدينة حيث يقيمون. ويرى بعض الملمين بالشأن اليمني أن العديد من سكان الجنوب ينظرون بريبة إلى الشماليين المقيمين في مناطقهم، ويعتبرون أنهم نالوا حظوة ومراتب حكومية واستملكوا أراض وعقارات بطرق غير قانونية، تعود إلى السلطات الجنوبية السابقة.
وكان هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، أعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد بعيد سقوط صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014، بيد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد صالح. واستعادت قوات هادي عدن وأربع محافظات جنوبية أخرى بدعم من قوات التحالف.
أ.ح/ع.ش (أ ف ب)
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.