التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالمبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر كأول مسؤول دولي يستقبله هادي في عدن منذ فراره من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون.
إعلان
التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر الخميس (26 شباط/ فبراير 2015) بالرئيس اليمين عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية التي تحولت بحكم الأمر الواقع إلى عاصمة سياسية ودبلوماسية للبلاد بعد سيطرة المسلحين الحوثيين الشيعة على صنعاء. وكان هادي الذي تمكن من الافلات من الاقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، وصل السبت الى عدن ثم اعلن تراجعه عن استقالته التي قدمها للبرلمان في خضم سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي في صنعاء.
قبضة الحوثي على السلطة تضع اليمن على فوهة بركان
أثارت سيطرة مقاتلي جماعة الحوثي على السلطة انتقادات من قبل مختلف الاتجاهات السياسية في اليمن خاصة بعد إعلانهم حل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة وسيطرتهم على مقر إقامة الرئيس هادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
باعتلاء مقاتلي جماعة الحوثي أسطح المباني المحيطة بمنزل الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وقتل حراسه ووضعه رهن الإقامة الجبرية، خلق الحوثيون واقعا جديدا غيّر المعادلة السياسية والأمنية في اليمن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
محمد علي الحوثي اسم برز بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، ويجهل مدى قرابته من الزعيم الروحي للحركة عبد الملك الحوثي. بعد الإعلان عن الانقلاب، وقع محمد علي الحوثي على ما يسمى "الإعلان الدستوري" ما يعني أنه بات تقنيا الحاكم الفعلي لليمن.
صورة من: Reuters/Khaled Abdullah
اضطرار الرئيس عبد ربه منصور للاستقالة فسره مراقبون بخروج اليمن عن سكة الشرعية والدخول إلى مرحلة غامضة قد لا تحمد عواقبها.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظم اليمنيون في صنعاء واحدة من أكبر التظاهرات احتجاجا على استيلاء الحوثيين على السلطة يوم الأربعاء (11 فبراير/ شباط). وفيما يصف الحوثيون الاستيلاء على السلطة في اليمن "بالثورة" فإن كثيرا من اليمنيين يرون في ذلك انقلابا على الشرعية الدستورية.
صورة من: picture alliance/AA
أغلقت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية سفاراتها في صنعاء وأجلت أطقمها الدبلوماسية على خلفية اشتداد الأزمة السياسية والأمنية في اليمن مع صعود المسلحين الحوثيين الذين يحاولون تثبيت دعائم سيطرتهم على البلد. في الصورة مقر السفارة الأمريكية في صنعاء.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
اليمن هو مقر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أكثر فروع التنظيم المتشدد نشاطا. وتستخدم الولايات المتحدة منذ وقت طويل طائرات بلا طيار في مهاجمة المتشددين وهي إستراتيجية يقول المنتقدون إنها فشلت في تحقيق أثر حاسم وأذكت المشاعر المعادية لأمريكا في اليمن.
صورة من: AFP/Getty Images
دعت توصيات الحوار الوطني في اليمن التي وافقت عليها جميع المكونات اليمنية لبناء دولة اتحادية ديمقراطية مبنية على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد، إلا أن هذه التوصيات بقيت حبرا على ورق، وجاء الانقلاب الحوثي ليضعها في خبر كان.
صورة من: Reuters
قال مراقبون إن الميليشيات الحوثية استفادت من دعم مباشر من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف الدور الذي لعبه صالح وعما إذا كان فعلا قد تحالف مع أعدائه السابقين الذين حاربهم لسنوات في صعدة.
صورة من: Reuters
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر أن الوضع خطير جدا، ورأى أن اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية. وأكد أنه ليس للأمم المتحدة إلا خيار البقاء مع اليمنيين لمساندتهم في هذا الوضع من أجل مساعدتهم للخروج باتفاق يخرجهم من هذه المحنة.
صورة من: Reuters/Naiyf Rahma
9 صورة1 | 9
ويأتي لقاء هادي مع بنعمر غداة لقائه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في عدن، وذلك في خطوة أكدت فيها دول الخليج دعمها لشرعية هادي في مواجهة "الانقلاب" الحوثي في الشمال. وقال بنعمر في مؤتمر صحافي عقده في عدن انه أعرب لهادي عن أمله "في أن تكون عودته لمزاولة مهامه عاملا مساعدا على إخراج اليمن من الأزمة".
واذ اشار الى انه ناقش مع الرئيس اليمني "الاوضاع الشاذة في اليمن وسبل الخروج منها بطرق سلمية"، شدد على ان "الرئيس الهادي متمسك بالحوار لحل الخلافات وادان اللجوء الى العنف لتحقيق اغراض سياسية".
كما المح بنعمر الى انه قد يتخذ شخصيا خلال ايام قرارا حول المكان الذي يفترض ان ينتقل اليه الحوار الوطني خارج صنعاء التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون.
وقال في هذا السياق "توافقنا على ان تبدي كل الاطراف حسن النية في الحوار" وان تكون "مرجعيته (الحوار) المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاقية السلم والشراكة" التي وقع عليها الحوثيون عشيه سيطرتهم على صنعاء في 21 ايلول/ سبتمبر ونصت على تشكيل حكومة جديدة واعادة تشكيل السلطة.
وعن نقل الحوار الى مدينة اخرى، قال بنعمر "الرئيس اكد دعمه لبيان مجلس الامن الذي خولني اختيار مكان مناسب للحوار وسأقوم بذلك قريبا. هناك افكار متعددة ... وسأتخذ القرار قريبا".
والتقى هادي ايضا الخميس عددا من ممثلي الأحزاب السياسية. وقال نعمان قائد سيف ممثل حزب التجمع الوحدوي ان "هادي متسمك بالحوار".