هاريس تضمن ترشيح الحزب الديموقراطي لها لمنافسة ترامب
٢ أغسطس ٢٠٢٤
قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إن كاملا هاريس حصلت رسميا على العدد اللازم من أصوات المندوبين للترشح عن الحزب كأول امرأة ملونة تمثله في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وكانت هاريس المرشحة الوحيدة في اقتراع الكتروني مدته خمسة أيام، بعد أن وقع 4000 مندوب على عرائض تدعم ترشحها. وسيتم ترشيحها رسميا في مؤتمر الحزب في شيكاغو في وقت لاحق هذا الشهر.
وقالت هاريس (59 عاما) "يشرفني أن أكون المرشحة المفترضة للحزب الديموقراطي لرئاسة الولايات المتحدة" وذلك في اتصال هاتفي مع أعضاء في الحزب كانوا يحتفلون بحصولها على ما يكفي من أصوات المندوبين في اليوم الثاني من التصويت الماراثوني.
ومنذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي قبل أسبوعين بدت هاريس المرشحة المتوقعة للحزب الديموقراطي. ولم يتقدم أي ديموقراطي لمنافستها على الترشح للرئاسة ما يجعل تأكيد ترشيح حزب كبير لها كأول امرأة سوداء ومن أصول جنوب آسيوية مجرد إجراء شكلي.
ويأتي الإعلان في وقت تستعد هاريس لبدء حملتها الانتخابية الأسبوع المقبل في جولة على سبع ولايات حاسمة مع المرشح على بطاقتها لمنصب نائب الرئيس والمتوقع أن يُكشف عنه في غضون أيام.
وقرر الحزب الديموقراطي إجراء الاقتراع الكترونيا - على غرار تصويت عام 2020 أثناء تفشي وباء كوفيد - بسبب الموعد النهائي الذي حددته ولاية أوهايو في 7 آب/أغسطس للأحزاب الرئيسية لتقديم أسماء مرشحيها المعتمدين لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر. ويمثل التصويت الالكتروني بداية رسمية لمؤتمر الحزب لعام 2024، رغم أن الاحتفالات تنطلق فعليا عندما يتوافد الآلاف من أعضاء الحزب على شيكاغو في 19 آب/أغسطس. وسيشهد المؤتمر تصويتا احتفاليا لصالح هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس، ومن المتوقع أن يكون احتفالا صاخبا بصعودها من السياسة على المستوى المحلي إلى المنافسة على منصب الرئيس.
كامالا هاريس تسعى لاستقطاب الناخبين السود مع انطلاق الحملة
03:08
وأمام كامالا هاريس الآن أقل من 100 يوم لإقناع الناخبين الأميركيين بدعمها ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب. وقالت في مداخلتها الهاتفية "لن يكون الأمر سهلا، لكننا سننجح، وباعتباري رئيستكم المستقبلية، أعلم أننا على مستوى التحدي في هذه المعركة".
وحطمت نائبة الرئيس أرقاما قياسية في جمع التبرعات التي ناهزت 310 مليون دولار في تموز/يوليو، أي ضعف ما جمعه ترامب. وقد أعلن فريق المرشح الجمهوري في بيان الخميس أنه جمع 138,7 مليون دولار في تموز/يوليو. وتقدر منظمة "أوبن سيكريتس" غير الحكومية المتخصصة في التمويل السياسي أن انتخابات 2024 يمكن أن تكون الأكثر تكلفة في التاريخ الأميركي، مع تجاوز الرقم القياسي البالغ 5,7 مليار دولار الذي تم إنفاقه لعام 2020.
نجاح هاريس لم يقتصر على المال، فقد ملأت أيضا القاعات، وتفوقت على ترامب في استطلاعات الرأي بعدما كان متقدما على بايدن، ما يعطيها زخما تأمل أن يوصلها إلى البيت الأبيض. ومن المقرر أن تقوم بأول ظهور علني لها مع المرشح معها لمنصب نائب الرئيس الثلاثاء في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا - وهي ولاية متأرجحة حاسمة يعد حاكمها الديموقراطي جوش شابيرو من بين المرشحين البارزين لمرافقة هاريس في السباق الرئاسي.
وستزور هاريس خلال الجولة جميع ولايات "الجدار الأزرق" وهي بنسيلفانيا وميشيغان وويسكونسن، حيث ستسعى إلى إعادة بناء التحالف الذي حمل بايدن إلى النصر في عام 2020. لكنها ستوسع جولتها لتشمل منطقة "حزام الشمس" الأكثر تنوعا عرقيا، والولايات الجنوبية جورجيا وكارولاينا الشمالية وأريزونا وكارولاينا الجنوبية ونيفادا في سعيها إلى حشد أصوات السود واللاتينيين التي صار الديمقراطيون بصدد خسارتها تدريجيا.
خ.س/ف.ي (أ ف ب)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ