هاري يتهم أفرادا من عائلته بالتعاون مع صحف لتشويه سمعته
٩ يناير ٢٠٢٣
دافع الأمير هاري في مقابلة تلفزيونية عُرضت الأحد عن مذكراته، واصفاً إياها بأنها "ضرورية"، رغم أن مقتطفات أولى منها تهدد بزيادة الشرخ داخل العائلة الملكية قبل أربعة أشهر من تتويج الملك تشارلز الثالث.
إعلان
قال الأمير هاري، دوق ساسكس، في مقابلة أذاعتها قناة "اي تي في" البريطانية، قبل يومين من الموعد الرسمي لنشر كتابه "spare" ("البديل"): "بعد 38 عاماً من رؤية قصتي يرويها كثيرون مع تشويه وتلاعب متعمدين، شعرتُ أن الوقت حان لكي أسترجع ملكية قصتي وأرويها بنفسي".
وأضاف "أنا أحب والدي، أحب أخي، أحب عائلتي وسأحبهم دائماً. لا شيء مما كتبته في هذا الكتاب كان بقصد إيذائهم أو إلحاق ضرر بهم"، مبدياً أمله في حصول "مصالحة" بشرط تحديد "المسؤوليات"، ولا سيما عند مغادرته مع زوجته ميغن ماركل إلى كاليفورنيا في عام 2020.
واعتبر هاري أن مذكراته "ضرورية" لتوضيح "حقائق تاريخية"، مضيفاً أنه يشعر الآن بـ"الارتياح". لكن بحسب مقتطفات من الكتاب تسربت إلى الصحافة منذ طرح المذكرات للبيع عن طريق الخطأ الخميس في إسبانيا، لم توفر تعليقات هاري أحداً من العائلة تقريباً، ولا سيما شقيقه وليام، وريث العرش، الذي تعرض له أيضاً في تصريحات وردت في مسلسل "هاري أند ميغن" الوثائقي على نتفليكس الشهر الماضي.
ويصف دوق ساسكس شقيقه وليام بأنه "الأخ الحبيب والعدو اللدود"، متهماً إياه بأنه طرحه أرضاً خلال شجار بينهما عام 2019 بشأن ميغن التي كان قد تزوجها هاري في العام السابق. كما يتهم شقيقه وزوجته كيت بأنهما أظهرا "أفكاراً نمطية" تجاه ميغن، الممثلة الأميركية المختلطة الأعراق، ما "وضع عوائق" أمامهما عند دخولها العائلة الملكية. كما يكرر هاري انتقاداته لبعض أفراد العائلة الملكية باعتبارهم "شركاء" في مقالات معادية له ولزوجته. كذلك، يهاجم هاري بشكل خاص زوجة والده، كاميلا التي أصبحت الآن زوجة الملك، قائلاً إن بعض تفاصيل المحادثات الخاصة التي نُشرت في وسائل الإعلام "لم تكن لتتسرب من أحد" سواها.
ورداً على سؤال حول المقابلة التي أجراها وزوجته مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري عام 2021، نفى هاري اتهام العائلة الملكية بالعنصرية لأن أحد أفرادها تساءل عن لون بشرة الطفل المنتظر حينها خلال حمل ميغن بابنهما آرتشي. وقال: "لا، لم أفعل ذلك. بل الصحافة البريطانية هي التي قالت ذلك"، متحدثاً في المقابل عن "أفكار نمطية في اللاوعي".
ولا تزال دوائر قصر باكينغهام تلزم الصمت حيال هذه التسريبات، غير أن تعليقات كثيرة بدأت تظهر عبر وسائل الإعلام البريطانية. ونقلت صحيفة "ذي صنداي تايمز" عن مقربين من الأمير وليام تأكيدهم أنه "حزين" و"يحترق من الداخل"، لكنه "يلزم الصمت لمصلحة العائلة والوطن".
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية، أوضح هاري أنه ووليام لا يتحدثان حالياً مع بعضهما، وأنه لم يتحدث إلى والده "منذ فترة طويلة". وأشارت صحيفة "ذي صنداي تلغراف" إلى أنه على الرغم مما ورد في الكتاب، لا يزال الملك تشارلز الثالث مستعداً للمصالحة، لافتة إلى أن الأمير هاري وزوجته ميغن سيكونان مدعوين إلى حفل تتويج الملك في أيار/مايو المقبل. لكنّ هاري يتكتم بشأن حقيقة نواياه في هذا المجال.
وتشهد أجزاء عدة من الكتاب أيضاً على الصدمة التي خلفتها وفاة والدته الأميرة ديانا بحادث مروري في باريس سنة 1997. وفي المقابلة مع "اي تي في"، يقر هاري بأنه "بكى مرة واحدة، عند دفن" ديانا، متحدثا عن انزعاجه عندما اضطر مع شقيقه لمصافحة أشخاص أتوا لوداع الأميرة الراحلة أمام قصر كنسينغتون في لندن. وتضمنت المقابلة التي بثتها "اي تي في" بعض المقتطفات من النسخة الصوتية للكتاب، بصوت الأمير هاري شخصياً، بينها ما روى فيه كيف أخبره والده بوفاة والدته. وفي الصحف البريطانية، تنقسم ردود الفعل بين الذهول أمام الطابع الشخصي جداً لبعض ما ورد على لسان هاري في مذكراته من فقدانه عذريته واستهلاكه المخدرات، وبين الغضب حيال ما يُعتبر هجوماً وجاهياً على العائلة الملكية. وأثار كلام هاري عن أنه قتل 25 من عناصر حركة طالبان خلال خدمته في صفوف الجيش البريطاني في أفغانستان، انتقادات واسعة.
هاري وميغان: قصة حب تتمرد على القصر
يبدو قرارهما الأخير وكأنه ثورة في القصر البريطاني. الأمير هاري وزوجته الدوقة ميغان يريدان تقليل حضورهما في المناسبات الرسمية والاعتماد على نفسيهما ماليا. قرار لم تخبر به العائلة الملكية مسبقا!
صورة من: picture-alliance/AP/M. Dunham
حياة حرة
استراحتهما المؤقتة خلال فترة نهاية السنة التي تكون عادة مليئة بمواعيد القصر الرسمية شكلت في حد ذاتها أمرا غير اعتيادي. فسحة من الوقت للتفكير، ولقضاء حياة خاصة هادئة مع العائلة في كندا. قرار الانسحاب المدروس بعناية، على ما يبدو، أعلن على إنستغرام، في خطوة تتماشى مع "دورهما التقدمي" كما أعلن الثنائي.
صورة من: Reuters/P. Noble
زفاف الأحلام
التقى الأمير هاري بميغان وهي ممثلة أمريكية لأول مرة في يوليو/ تموز 2016 وتعرفا على بعضهما البعض عن طريق أصدقاء مشتركين. وبعدها بسنة أصبح الأمر رسميا وأعلنا أنهما في علاقة حب. في 19 ماي أيار 2018 احتفلا بحفل زفافهما في دير وستمنستر في لندن. ويعتبر الأمير هاري السادس في ترتيب ولاية العرش البريطاني.
صورة من: Reuters/J. Brady
مولود ذكر
في السادس من مايو 2019 حان الوقت أخيرا: ابن ميغان وهاري يرى النور. اسم آرتشي الذي اختير له بقي سريا في البداية، وكذلك صورته التي تم انتظار نشرها رسميا للعلن كما جرت عليه العادة عند ولادة عضو جديد من العائلة. يشار إلى أنه حسب القانون، لن يحظى هذا الطفل بلقب أمير ما لم تمنحه الملكة، استثناء، لقب النبيل.
صورة من: Reuters/D. Lipinski
هاري الصغير
لم تكن حياة الأمير الشاب بالسهلة. في عام 1984 ولد هاري أمير ويلز والإبن الأصغر للأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا. طغى على طفولته طلاق والديه والموت المبكر لوالدته الليدي ديانا. الصورة تظهر الأسرة الملكية وهي ماتزال متماسكة، خلال حضور مناسبة عامة في لندن في أغسطس 1995.
صورة من: Johny Eggitt/AFP/Getty Images
وفاة الأم
توفيت الأميرة ديانا في حادث سيارة مروع في باريس عام 1997. لم يكن عمر هاري يتجاوز وقتها الثانية عشر من عمره بينما كان أخوه الأمير ويليام يبلغ الخامسة عشر. الصورة تظهر الأميرين الحزينين خلال تشييع جثمان والدتهما. هذا الحدث المأساوي أثر بشكل عميق على الأمير هاري كما صرح في وقت لاحق خلال مقابلة شخصية.
صورة من: Adam Butler/AFP/Getty Images
حزن طويل
في بداية العام 2018، كشف الأمير هاري أيضا كيف كافح بقوة طيلة حياته للتغلب على هذه الصدمة القوية. وخلال دعمه لحملة تعنى بالصحة العقلية، صرح هاري في مقابلة مع الديلي تلغراف أنه كان قريبا جدا من الانهيار في عدة مناسبات.
صورة من: Thomas Coex/AFP/Getty Images
أمير الحفلات!
عندما كان أصغر سنا، نادرا ما غاب الأمير هاري عن الحفلات والسهرات، وهو ما كان يغذي فضائح العائلة الملكية. كان هاري يسعى للتقرب من النساء الجميلات، لدرجة أن الصحافة الصفراء دأبت على وصفه بـ "الشاب اللعوب" لفترة طويلة. سبق أن اعترف الأمير لصحيفة نيوزويك أنه يتمنى "الخروج" من العائلة المالكة.
صورة من: Chris Jackson/Getty Images
محبوب وواع بالواجبات
خدم الأمير هاري القوات البريطانية المسلحة لمدة عشر سنوات. وصرح فيما بعد أن خدمته العسكرية كانت "أفضل هروب له على الإطلاق". بعد مساره العسكري الذي قاده مرتين إلى أفغانستان، تحول هاري إلى واحد من أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية ليس داخل بريطانيا وحدها وإنما في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Wigglesworth
ميغان ماركل
قلة من البريطانيين فقط كانت تعرف من هي ميغان ماركل عندما بدأت تظهر على الصفحات الأولى للصحافة عام 2016. ولدت ماركل في لوس أنجليس عام 1981، وأصبحت معروفة بعد أدائها دور محامية في سلسلة “Suits” التلفزيونية الشهيرة. لم تفرش الصحافة البريطانية الورود للوافدة الجديدة على العائلة المالكة، ووصلت بعض التعليقات إلى حد العنصرية والتمييز الجنسي.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lawson
التزام اجتماعي
كما هو الحال بالنسبة للأمير هاري، انخرطت ميغان في العمل لصالح منظمات اجتماعية مختلفة. ميغان هي أيضا سفيرة للجميعة الخيرية الكندية World Vision Canada التي تعنى بتعزيز فرص التعلم لأطفال البلدان النامية. بالإضافة إلى التزامها بالدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين داخل الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/SOLO Syndication/M. Large
بمباركة الملكة
"الملكة ودوق إدنبرة سعيدان للزوجين ويتمنيان لهما كل الخير"، هكذا أعلن قصر باكينغهام حفل زفاف هاري وميغان. عندما يدخل ورثة العرش القفص الذهبي، ينبغي أن تبارك الملكة زيجاتهم. يعتبر الزواج بشريك مطلق أمر لم يكن يمكن حتى تصوره في بريطانيا العظمى قديما. ومن غير المعروف كيف تنظر الملكة إليزابيث لخطط حفيدها هاري الجديدة.