1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هامبرغر من الخلايا الجذعية - أكثر من مجرد شريحة لحم

ميشائيل لانغه/ أمين بنضريف٧ أغسطس ٢٠١٣

عرض فريق من الباحثين من جامعة ماستريخت أول شريحة هامبرغر، تم إنتاجها داخل مختبر للأبحاث. ويتكون هذا العجين من خلايا جذعية لعضلات البقر. ويهدف هذا الابتكار الغذائي المصنع إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم.

A cooked burger made from Cultured Beef Cultured Beef is created by painlessly harvesting muscle cells from a living cow. Scientists then feed and nurture the cells so they multiply to create muscle tissue, which is the main component of the meat we eat. It is biologically exactly the same as the meat tissue that comes from a cow. Bild: David Parry / PA Wire Quelle: http://culturedbeef.net/
In-vitro-Fleischصورة من: David Parry/PA Wire

الشكل الخارجي للبرغر المصنع في المختبر لا يختلف عن أكلة البرغر المعروضة عادة في سلاسل مطاعم الوجبات السريعة. وحسب المتذوقين فإن طعمه يماثل إلى حد كبير البرغر المنتج من اللحوم الحقيقية. ولكن تصنيعه من الخلايا الجذعية، يجعله من المنتجات الفاخرة، حيث وصلت تكلفة إنتاجه إلى حوالي 3 مليون يورو. ويقف وراء هذا المشروع الفريد الهولندي مارك بوست، الذي يتوقع وصول هذا المنتوج إلى محلات السوبر ماركت في غضون عقدين، للمساهمة في تغطية الطلب المتزايد على اللحوم.

شرائح لحم رقيقة

هذا الابتكار الفريد تطلب من مارك بوست وزملاؤه سنوات طويلة من البحث في مختبر بجامعة ماستريخت، حيث قاموا باستخراج سائل وردي من الخلايا العضلية لبقرة. ثم قاموا بتحويله إلى شرائح عضلية رقيقة. ومع الرعاية الجيدة تنفصل الخلايا الجذعية تدريجيا عن العضلات البقرية. وهكذا تتشكل شرائح رقيقة، يبلغ طولها بضعة سنتيمترات ولا يتعدى سمكها بعض أجزاء المليمترات. ومن أجل صناعة هامبرغر عادي بوزن 140غرام،يحتاج الباحثون إلى حوالي 20 ألف من هذه الشرائح الرقيقة على الأقل. ومن أجل الحصول على اللون الحقيقي للبرغر يتم إضافة عصير الشمندر والزعفران.

صناعة البرغر من الخلايا الجذعية يمر عبر عملية جد معقدة.صورة من: David Parry/PA Wire

تكاليف باهظة

ويمكن في المستقبل إنتاج حوالي 175 مليون هامبرغر من الخلايا الجذعية لبقرة واحدة، على حد تعبير مارك بوست، المتخصص في الطب الحيوي. وهذا التكاثر الكبير في اللحوم من خلايا قليلة يذكرنا بمعجزة من الإنجيل، عندما قام المسيح بتغذية الجماهير من سمكتين وخمسة أرغفة من الخبز فقط. ولكن على عكس هذه المعجزة يحتاج بوست إلى مختبرات مكلفة وموظفين أكفاء والى طاقة كبيرة للحفاظ على نسبة ضئيلة من الخلايا الجذعية في المختبر.

إنقاذ حياة الملايين من الماشية.

ويعد الساهرون على هذا المشروع بنجاحات مستقبلية كبيرة، حيث من المفترض أن تساهم اللحوم المختبرية في الحد من الطلب على اللحوم العادية بمستوى 98 في المائة. بالإضافة إلى الحد من إنتاج غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 80 و 95 في المائة. وذلك طبقا لدراسات الباحثين في جامعة أكسفورد. وعلاوة على ذلك فإن هذه الطريقة من شأنها أن تساهم في إنقاذ الملايين من الماشية.

البروفيسور مارب بوست: رئيس ابحاث مشروع البرغر من الخلايا الجذعية.صورة من: David Parry/PA Wire

اللحوم المختبرية كبديل!

غير أن ذلك ليس بالأمر السهل، فالخلايا الجذعية في حاجة إلى ظروف نمو خاصة، وتحت درجات حرارية ملائمة في حدود 37 درجة مئوية. ويجب أيضا حمايتها من البكتيريات والفطريات و وعزلها عن العالم الخارجي.

وهذه الظروف يمكن تحقيقها داخل المختبر عندما يتعلق الأمر بكميات صغيرة ولكن التحدي الكبير يكمن في عمليات الانتاج بكميات كبيرة. وحتى في المختبرات المتخصصة توجد دائما صعوبات في تربية الخلايا الجذعية. هذا بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى ومن بينها مشكلة تصميم هيكل ثلاثي الأبعاد من الخلايا الجذعية. مع الإشارة إلى وجود العديد من النكسات عند صناعة الأعضاء من الخلايا الجذعية.

نمو وتغذية النسيج الثلاثي الأبعاد بالمواد الغذائية هو أمر طبيعي. حيث يتم بشكل طبيعي عند الحيوانات والبشر عبر الأوعية الدموية. ولكن حصول ذلك داخل المختبر يعد تحديا كبيرا للباحثين. ومن شأنه أن يكلف آلاف الدولارات ويحتاج إلى زمن طويل. واستثمار هذا القدر الكبير من الأموال ومن الوقت قد يلقى ترحيبا كبيرا في مجالات صناعة الأعضاء البشرية، وليس فقط بهدف إنتاج الشرائح اللحمية.

نمو الخلايا الجذعية يحتاج إلى ظروف ملائمة بتكلفة باهظة.صورة من: David Parry/PA Wire

هدف بعيد المنال

مارك بوست يسعى الى توزيع الهامبرغر المصنع من الخلايا الجذعية في الأسواق خلال عشر حتى عشرين سنة - وذلك بسعر مناسب لا يتعدى دولارا واحدا. ولكن هذا الهدف يبدو بعيد المنال نظرا للعديد من الصعوبات، فتحقيق رؤية الباحثين في حاجة لملايين الدولارات، التي يمكن استثمارها في أبحاث عملية أخرى وأكثر أهمية. وهذا يعني أن عشاق اللحوم يجب عليهم الاكتفاء في السنوات القادمة بكميات أقل من الهامبرغر وشرائح اللحم المقلية. إن ذلك أرخص سعرا وأفضل صحيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW