هامبورغ- إصابة أشخاص بجروح خطيرة في هجوم بسكين واعتقال امرأة
صلاح شرارة أ ف ب، رويترز، د ب أ
٢٣ مايو ٢٠٢٥
ألقت الشرطة في هامبورغ القبض على امرأة ألمانية بشبهة تنفيذ هجوم بسكين في محطة القطارات الرئيسية أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجروح خطيرة. وتجري التحريات عن خلفية الهجوم على قدم وساق، بينما عبر المستشار ميرتس عن صدمته.
ذكر موقع إذاعة شمال ألمانيا (NDR) أن الهجوم بالسكين في محطة القطار الرئيسية في هامبورغ وقع عند الساعة السادسة وخمس دقائق مساء صورة من: Steven Hutchings/dpa/picture alliance
إعلان
أجرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس اتصالا هاتفيا مع عمدة هامبورغ بيتر تشينتشر، عقب حادث الهجوم بسكين الذي وقع في محطة القطار الرئيسية بمدينة هامبورغ شمالي ألمانيا.
وكتب ميرتس على منصة إكس: "الأنباء الواردة من هامبورغ صادمة. وأتقدم بأصدق التعازي إلى أسر الضحايا. وأتوجه بالشكر إلى جميع فرق الطوارئ في الموقع على استجابتهم السريعة".
وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفان كورنيليوس، إن ميرتس عرض تقديم المساعدة من جانب الحكومة الاتحادية، وذلك بعد أن أطلعه تشينتشر على تفاصيل الوضع وحالة المصابين.
وأصيب 17 شخصا بجروح في هجوم بسكين في محطة هامبورغ الرئيسية للقطارات مساء اليوم الجمعة (23 مايو/ أيار 2025). وتعد محطة القطار الرئيسية في هامبورغ واحدة من أكثر محطات النقل العام ازدحاما في ألمانيا.
وذكر موقع إذاعة شمال ألمانيا (NDR) أن الهجوم وقع عند الساعة السادسة وخمس دقائق مساء الجمعة بحسب التوقيت المحلي.
تواجد كثيف للشرطة في محيط محطة القطار الرئيسية في هامبورغ بعد طعن أشخاص بسكين واعتقال امرأة ألمانية (23/5/2025)صورة من: Steven Hutchings/dpa/picture alliance
المشتبه بها ألمانية عمرها 39 عاما
وقالت الشرطة الألمانية إن المشتبه به في ارتكاب الهجوم امرأة ألمانية تبلغ من العمر 39 عاما. وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن السلطات تحقق فيما إذا كانت المشتبه بها، التي اعتقلت بعد الهجوم بوقت قصير، تعاني من اعتلال ذهني. وأضاف المتحدث: "بعد مراجعة أولية لمقطع الفيديو ، نظن أن المرأة تصرفت بمفردها".
وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء لوكالة فرانس برس إن ستة منهم أصيبوا بجروح تهدد حياتهم. وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة، وثلاثة آخرون بجروح طفيفة. وتكلم المتحدث عن عملية كبيرة يشارك فيها رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء والشرطة.
وقالت شرطة هامبورغ على موقع "إكس" إن "الشخص الذي تم القبض عليه هو امرأة تبلغ من العمر 39 عامًا. وبناء على المعلومات المتوفرة لدينا حتى الآن، نعتقد أنها تصرفت بمفردها. والتحقيقات في خلفيات (الهجوم) تجري على قدم وساق".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن المشتبه بها قامت بطعن الأشخاص بشكل عشوائي على الرصيف رقم 13/14. بمحطة هامبورغ. وانتشرت الشرطة بقوة كبيرة في مسرح الجريمة.
لا مؤشر إلى "دافع سياسي" وراء هجوم هامبورغ
وأفادت الشرطة بعدم وجود مؤشر على دافع سياسي وراء الهجوم. وصرح المتحدث باسم الشرطة المحلية في هامبورغ فلوريان ابنسيت للصحفيين في مكان الهجوم: "ليس لدينا دليل حتى الآن على وجود دافع سياسي لدى المرأة". وتركز الشرطة راهنا على فرضية أن المشتبه بها ربما "تواجه حالة نفسية طارئة".
ومنذ أول أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يوجد حظر على حمل الأسلحة في محيط محطة هامبورغ الرئيسية. وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024، أقرت حكومة ولاية هامبورغ أيضًا حظرا على حمل السكاكين في وسائل النقل العام.
تحرير: عارف جابو
صدمة وحزن وخوف وإرهاب... أسبوع دام في ألمانيا
شهدت ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط عمليات قتل وترهيب وهجمات إرهابية، ثلاثة منها نفذها لاجئون قدموا إليها حديثا، واثنان منهما تبناهما تنظيم "داعش". جولة مصورة توثق أسبوعا من الإرهاب والحزن والخوف في عدة مدن ألمانية.
صورة من: Getty Images/J. Simon
لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!
صورة من: GGetty Images/AFP/C. Stache
بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrand
وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.
صورة من: DW/N.Niebergall
يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية - التي شهدت ثلاث عمليات قتل وترهيب من إجمالي أربع عمليات خلال أسبوع واحد - يقول إن الهجمات الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قانون اللجوء الألماني والأمن في مختلف أرجاء البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وإن لم يصدر أي تعليق بعد عن المستشارة الألمانية أو وزير داخليتها بشأن عزمهما تشديد قانون اللجوء الذي قدم بموجبه العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم من السوريين، إلا أن المخاوف الأمنية تبقى قائمة، حيث كثفت الشرطة من تواجدها في كل المرافق العامة الحساسة. ولكن الأكيد أن ما حدث في ألمانيا خلال أسبوع، لن يمّحي من ذاكرة العديد من الناس.. أملا في ألاّ يستغلها اليمنيون المتطرفون لصالحهم!